أفغانستان.. طالبان تهدد الأقليات بـ الإبادة الجماعية
تهدد طالبان الأقليات بـ الإبادة الجماعية في أفغانستان
احتجاجات شعبية عارمة تشهدها أفغانستان بعد مقتل 35 فتاة وشاب من الهزارة على إثر تفجير انتحاري استهدف إحدى المدارس وأعقبه إطلاق نار على يد عناصر تابعة لـ"طالبان"، واحتجت عشرات النساء من مجتمع الهزارة على الهجوم على مركز كاج التعليمي في دشت بارشي، وهو حي يقطنه الشيعة الهزارة في غرب كابول، ولا تزال العائلات تحاول استعادة رفات بناتها وتطالب بالعدالة وسط اتهامات لطالبان بأنها تقوم بعمليات إبادة جماعية للأقليات.
إبادة الهزارة
معظم الذين لقوا حتفهم في الهجوم كانوا من النساء الهزارة تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا حسبما أكدت صحيفة "الغارديان" البريطانية، وتابعت أن نساء تجمعن للتظاهر ضد عمليات القتل يوم الجمعة إلا أن قوات طالبان فتحت النار واستخدمت العنف الجسدي لتفريق الاحتجاج بعد دقائق من بدئها، وقالت امرأة من الهزارة: "كنا نسير سوية ونهتف من أجل العدالة لأخواتنا الهزارة اللواتي قُتلن، هذه إبادة جماعية للهزارة وكل ما نريده هو التعليم والحرية"، مضيفة: "لن تحمينا طالبان أبدًا ولا يمكنهم تمثيلنا في المجتمع الدولي، هاجمونا بحافة بنادقهم وضربونا، ما زلت أتألم وأنا أتحدث".
وقال متظاهر آخر طلب عدم نشر اسمه: "قام عناصر طالبان برش رذاذ الفلفل في أعيننا وجلدنا وأهانونا من خلال مناداتنا بالعاهرات الذين يأخذون المال من الغرب للاحتجاج".
إرهاب طالبان
في السياق ذاته، لم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن هجوم يوم الجمعة، لكن مجتمع الهزارة يتعرض بشكل متزايد للهجوم من قِبل ولاية خراسان الإسلامية التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في أفغانستان وفقًا لجماعات حقوق الإنسان، حيث تصاعد الغضب العام من الهجوم خلال عطلة نهاية الأسبوع، مع انتشار الاحتجاجات في مقاطعتي باميان وهرات، وتابعت الغارديان في تقريرها، أن مئات النساء خرجن من جامعة هرات صباح الأحد في مسيرة للمطالبة بحقهن في التعليم والأمان للهزارة، وأكد شهود عيان أن طالبان أطلقت النار بشكل متكرر على النساء، وأخذت إحداهن متظاهرة من حجابها ودفعتها أرضًا، وقالت إحدى المتظاهرات: "هؤلاء هم الرجال الذين يخشون الله ويحكمون هذا البلد؟ يقوم ضباط طالبان الآن بجذبنا من حجابنا وشعرنا لتهديدنا ومنعنا من الاحتجاج، لن نتوقف عن القتال"، بينما قالت وحيدة، طالبة تبلغ من العمر 19 عامًا أصيبت في هجوم الجمعة: "وصلت أنا وأصدقائي في الساعة 6:30 صباحًا للاستعداد للاختبار الذي يُعقد عادةً أيام الجمعة، بعد الساعة السابعة صباحًا بقليل، سمعت القاذف يطلق النار وصوت انفجار"، وتابعت "أردنا الجري لكن كل شيء دمر لذا اختبأت تحت الكراسي، عندما سمعت دوي الانفجار، ركضت نحو المخرج، وأثناء الهروب، رأيت جثثًا مغطاة بالدماء، فقدت إحداهن ساقها والأخرى ذراعها، وأصيبت ساقي فقفزت على الحائط وهربت، أردت فقط التعليم لكنني لم أعتقد أننا سنقتل من أجل هذا".