بعد التهديدات بالغزو.. أردوغان يضاعف أزمات سوريا ويمهد الطريق لعودة داعش
يضاعف أردوغان من أزمات سوريا ويمهد الطريق لعودة داعش
حذر مسؤولون أميركيون تركيا هذا الأسبوع من توسيع ما يسمى بالمنطقة العازلة في شمال شرقي سوريا، قائلين إن مثل هذه الخطوة ستعقد إجراءات مكافحة داعش وتمهد لتوسيع نفوذ التنظيم الإرهابي، وستزيد من العنف الذي واجهه الأكراد والسوريون في المنطقة منذ التوغل التركي الأول في عام 2019، وقالت نائبة مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الشرق الأوسط دانا ستراول في كلمتها بمعهد الشرق الأوسط: "نعارض بشدة أي عملية تركية في شمال سوريا وقد أوضحنا اعتراضنا على تركيا، داعش ستستغل هذه الحملة، ناهيك عن التأثير الإنساني".
مشكلة عالمية
مجلة "فوكس" الأميركية، أكدت أنه في 23 مايو، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: إن جيشه سيشن مزيدًا من الهجمات، ويخلق منطقة عازلة بعمق 30 كيلومترًا بمجرد أن يكمل الجيش وأجهزة المخابرات والأمن استعداداتها، مضيفًا "الهدف الرئيسي لهذه العمليات سيكون القضاء على مراكز هجمات على بلادنا وتعزيز عدد المناطق الآمنة"، على الرغم من أنه لم يذكر على وجه التحديد المكان الذي ستتم فيه العمليات أو يشير إلى أي شيء بعينه، إلا أنه حذر مرارًا وتكرارًا من أن جيشه يخطط للتوغل في شمال شرقي سوريا؛ ما يؤدي إلى احتلال المزيد من الأراضي التي تسيطر عليها الأقلية العرقية الكردية، وقالت نائبة مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الشرق الأوسط: "أي هجوم تركي من شأنه إضعاف الوضع الأمني في شمال شرقي سوريا، وهذه مشكلة عالمية، إنها ليست مشكلة أميركية، يجب أن يكون العالم بأسره أكثر نشاطًا في هذه المرحلة الزمنية بشأن المخاطر حول الآثار من الدرجة الثانية والثالثة للعمليات المتجددة التي تنتقص من أمن مرافق احتجاز عناصر تنظيم داعش، واستمرار الضغط على مكافحة الإرهاب وتنظيم داعش".
وتابعت المجلة: إنه إذا هاجمت تركيا بالفعل وتوجه مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية إلى الشمال، فستكون الظروف مناسبة لداعش للقيام بعملية كسر الحماية - وهو تكتيك اعتادوا عليه، فخلال شهر يناير حاول التنظيم تنفيذ عملية خطيرة في سجن في الحسكة بسوريا قتل فيها أكثر من 500 شخص وهرب عدد غير معروف من السجناء.
تحذير تركيا
بحسب المجلة، فإنه على الرغم من أن إعادة تنظيم داعش يمكن أن تشكل تهديدًا عالميًا على نطاق ما، إلا أن الواقع هو أن عودة داعش والعنف المتجدد من قبل تركيا يؤثران على المدنيين المحليين أولاً، وغالبًا بأكثر الطرق تدميراً، حيث توغلت تركيا في الأراضي السورية من قبل وكان آخرها عملية نبع السلام في عام 2019، وهي ثالث توغل لها في الأراضي السورية منذ عام 2016، وبحسب ما ورد تم إطلاع وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن على غزو تركي محتمل، ما دفع أوستن بعد ذلك لتوجيه موظفي البنتاجون لتحذير تركيا من أي غزو، كما حذر القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، في مؤتمر صحفي من أن تركيا تستعد لغزو آخر، واعترف عبدي بإجراء محادثات مع الولايات المتحدة، لكنه أعرب عن شكوكه في قدرة التحالف على وقف المزيد من التوغلات التركية، قائلاً: "لقد اتخذ التحالف مواقف لكن لا يمكنهم وقف الهجمات التركية على مناطقنا"، وتابعت المجلة، أن تركيا والقوات الموالية لها اتُّهمت بارتكاب العديد من انتهاكات حقوق الإنسان أثناء الاحتلال، كما أن جزءا كبيرا من القلق الأميركي والأكراد بشأن الغزو يعود إلى تأثيره الإنساني المحتمل.
انتهاكات تركية
من جانبها، وثقت هيومن رايتس ووتش وعدد كبير من المنظمات الحقوقية، انتهاكات بحق المدنيين في ما يسمى بـ"المنطقة الآمنة" منذ إنشائها في 2019 في غزو الأراضي السورية التي يسيطر عليها الأكراد، والتي تشمل القصف العشوائي للمناطق المدنية، والعنف الجنسي، وتقييد الإمدادات الحيوية مثل المياه إلى المناطق التي يسيطر عليها الأكراد، فعلى سبيل المثال في عام 2021، اعتقلت الميليشيات الموالية لتركيا بشكل تعسفي 162 شخصًا وجندت 20 طفلاً على الأقل في فصائلها، فضلاً عن ذبح المدنيين وتدمير القرى الكردية، وفقًا لتقرير هيومن رايتس ووتش، وبالتالي فإن أي تحرك من جانب تركيا لزيادة أراضيها في سوريا سيزيد بدوره من العنف ضد المدنيين، ويسبب مزيدًا من عدم الاستقرار في مشهد غير مستقر بالفعل.
وأفادت المجلة بأن القتال وانتهاكات حقوق الإنسان تصاعدت على طول الحدود التركية السورية والعراقية منذ عام 2015، عندما انهار وقف إطلاق النار بين تركيا وحزب العمال الكردستاني. وفقًا لتحليل مجموعة الأزمات الدولية، قُتل 600 مدني في هجمات إرهابية أو قتال؛ كما قُتل 3878 من مقاتلي حزب العمال الكردستاني، وقتل 1360 من أفراد قوات الأمن التركية الحكومية في النزاع منذ عام 2015، وخلال الغزو في عام 2019، تم العثور على أدلة أخرى على انتهاكات مثل الإعدام بإجراءات موجزة للمدنيين، والتهجير الجماعي، والهجمات على المدنيين، حيث تم العثور على أهداف من جانب القوات المسلحة التركية والجيش الوطني السوري.