انتقام طالبان.. اعتقال وتعذيب وسيلة الحركة للانتقام من الشعب الأفغاني

تواصل طالبان الانتقام من الشعب الأفغاني من خلال الاعتقال والتعذيب

انتقام طالبان.. اعتقال وتعذيب وسيلة الحركة للانتقام من الشعب الأفغاني
صورة أرشيفية

في الوقت الذي تسعى فيه حركة طالبان إلى تعزيز شرعيتها الدولية، فإنها تواصل فرض التجويع والقمع والعنف على الأفغان، حتى أن أقرب حلفاء الحركة في طريقهم للتخلي عنها، مع تفاقم الأزمات والتي قد تدفع أفغانستان إلى أسوأ أزمة إنسانية في تاريخها، مع سلسلة غير مسبوقة من الجرائم والانتهاكات في حق الشعب الأفغاني.

ملاحقات وتعذيب

مجلة "واشنطن أجزامنير" الأميركية، نشرت شهادات 3 مواطنين أفغان يسعون للحصول على تأشيرة للهجرة، كشفوا خلالها عن الضرب والتعذيب والتهديدات التي يواجهونها في بلادهم منذ استيلاء طالبان على السلطة في شهر أغسطس من العام الماضي، وفي هذا الصدد، قال "فريد الله": إنه يملك شركة إنشاءات نفذت مشاريع كبرى في قواعد الناتو العسكرية لأكثر من عقد من الزمان، وبالتالي فهو مؤيد معروف للولايات المتحدة، وعلى الرغم من أن فريد الله قد تحرك عدة مرات على مدار 11 شهرًا للتهرب من القبض عليه، إلا أن طالبان عثرت عليه وسجنته قبل عدة أسابيع، وأثناء وجوده في الأسر، تعرض فريد الله للضرب على رأسه حتى فقد وعيه، اعتقادًا منهم أنه على وشك الموت، نقل أفراد طالبان فريد الله إلى مستشفى محلي. بعد عدة أيام تمكن من الفرار، وهذه المرة يسعى فريد الله للهرب مرة أخرى مع زوجته وطفلته البالغة من العمر عاما واحدا، ولكن رحلات المغادرة للولايات المتحدة الأميركية تحدث ببطء شديد.

وتابعت الصحيفة في تقريرها: إن هناك مثالا آخر، وهو "قدرة الله" الذي قضى أكثر من 10 سنوات في العمل في شركات الخدمات اللوجستية الأميركية ومنظمات المعونة الإنسانية، ولكن في أغسطس 2021، تركت طالبان رسالة في منزله تهدده بالقتل، ولحماية عائلته، هرب من منزله، ولكن بعد شهرين، تعرف المقاتلون على قدرة الله خارج مكتب الجوازات، وألقي القبض عليه ثم تعرض لتعذيب جسدي ونفسي قاسٍ للغاية، وكان على وشك الموت وتم نقله للمستشفى في حالة حرجة وظل بها لأكثر من أسبوع، وقال قدرة الله إنه ما زال يشعر بآثار ذلك الضرب حتى اليوم، ولحماية زوجته وابنه البالغ من العمر 10 سنوات، يعيش قدرة الله بعيدًا عن عائلته، وقالت زوجته إن مقاتلي طالبان ظهروا في منزلها خمس مرات بحثًا عن زوجها، كانت زيارتهم الأخيرة قبل أسبوعين، وفي الزيارات السابقة، قام مقاتلون بضرب شقيق قدرة الله ووالده للحصول على معلومات حول مكان وجوده.

انتقام وحشي

ووفقًا للصحيفة، فإن قدرة الله حصل على موافقة لتضمينه في برنامج قبول اللاجئين للولايات المتحدة الأميركية، إلا أنه غير قادر الآن على التوجه لباكستان والإقامة بها لمدة 18 شهرًا قبل سفره للولايات المتحدة، وقلقه الأكبر الآن هو تنفيذ طالبان تهديدها بقتله أو جلده حيًا حتى الموت قبل السفر.

وتابعت: إن الأمر لم يقتصر على الرجال، فهناك سيدة تدعى شبانة تخشى انتقام الحركة الوحشي، فقبل استيلاء طالبان على السلطة عملت على تعزيز حقوق المرأة من خلال المنظمات غير الحكومية المرتبطة بالوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وبسبب غضب الحركة من عملها في البرامج الحكومية، سلمها أقاربها البعيدون إلى طالبان، إلا أن آخرين عملوا على نقل شبانة ووالدتها وإخوتها في جميع أنحاء البلاد للاختباء من طالبان، ولكن في ديسمبر 2021، غادرت شبانة شقتها لشراء دواء لأخيها الأكبر، ولأنها لم تكن تصطحب قريبا ذكرا، ضرب مقاتلو طالبان شبانة بشدة؛ ما ترك كدمات كبيرة على ظهرها وذراعها، انتقلت منذ ذلك الحين للعيش مع أقاربها لحماية نفسها وإخوتها.

وأضافت: أن شقيق شبانة تعرض للاختطاف والتعذيب النفسي والجسدي من قِبل الحركة عام 2018 ما تسبب في إصابته بصدمة عصبية شديدة ما زال يعاني منها حتى الآن، كما أنها تخشى على شقيقها الأصغر من الاختطاف من قِبل الحركة واستخدامه فيما يسمى بـ"باشا بازي"، وهي ممارسة يُجبر فيها الأولاد الصغار على الرقص لإرضاء كبار السن من الرجال وإرضائهم جنسيًا، وكشفت مصادر متعددة في مجتمع الإجلاء أن طالبان تشارك في هذه الممارسة. 

وأكدت المجلة الأميركية، أن خبايا وإجرام حركة طالبان لا يعرف العالم شيئًا عنه، بسبب الحظر الذي تفرضه الحركة على وسائل الإعلام وحرية تداول المعلومات، والذي يخفي الواقع المروع والكابوس الذي يعيشه الشعب الأفغاني تحت حكم طالبان.