وسط جدل لا هوادة فيه حول ما إذا كان جو بايدن البالغ من العمر 80 عامًا أكبر من أن يصبح رئيسًا أو يكمل فترة ولاية ثانية فعالة، يشير كتاب طال انتظاره عن الفترة التي قضاها في البيت الأبيض إلى أن بايدن اعترف سرًا بأنه يشعر "بالتعب"، حتى على الرغم من وصفه خبرته السياسية الواسعة باعتبارها رصيدًا حيويًا، وتأتي هذه التخوفات في ظل تصدر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لاستطلاعات الرأي الأمريكية، بالرغم من لائحة الاتهامات الطويلة التي تلاحقه، ليصبح ترامب هو المرشح الأوفر حظًا والأكثر شعبية بين الساسة في الولايات المتحدة للعودة إلى البيت الأبيض العام المقبل.

تقدم في العمر

وأفادت صحيفة "الجارديان" البريطانية، فإن آخر استطلاعات الرأي كشفت أن ثلاثة أرباع الأمريكيين يقولون إن بايدن كبير جدًا في السن بالنسبة لولاية ثانية.

وكتب فرانكلين فوير في كتابه "السياسي الأخير: داخل البيت الأبيض لجو بايدن والنضال من أجل مستقبل أمريكا": "كانت سنواته المتقدمة عائقًا، وحرمته من الطاقة اللازمة لإلقاء حضور عام قوي أو القدرة على استحضار اسم بسهولة".

وتابع: "كان من الملفت للنظر أنه لم يعقد سوى عدد قليل جدًا من الاجتماعات الصباحية أو ترأس عددًا قليلاً جدًا من الأحداث العامة قبل الساعة العاشرة صباحًا، عكست شخصيته العامة التدهور الجسدي وضعف القدرات العقلية مع مرور الوقت، وهو ما لا يمكن لأي نظام غذائي أو تمرين أن يقاومه.

وأضاف: "في السر، كان يعترف أحيانًا بأنه يشعر بالتعب".

وأكدت الصحيفة أن فوير لم يذكر مصدرًا لتصريحات بايدن الخاصة التي تم الإبلاغ عنها، لكن كتابه، وفقًا لناشره، Penguin Random House، يعتمد على "وصول لا مثيل له إلى الدائرة الداخلية الضيقة من المستشارين الذين أحاطوا ببايدن لعقود من الزمن".

وتابعت أنه من المقرر نشر رواية "السياسي الأخير" في الولايات المتحدة الأسبوع المقبل، وفي يوم الثلاثاء، عندما نشرت مجلة "أتلانتيك" مقتطفاً عن الانسحاب من أفغانستان، بينما أشارت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، إلى إجراءات أمنية مشددة حول عملية الإفراج والقلق في البيت الأبيض.

وأكدت الصحيفة البريطانية، أن عمر بايدن كان أمرًا ثابتًا في التغطية منذ أن دخل السيناتور السابق ونائب الرئيس السباق لمواجهة دونالد ترامب في عام 2020، وبعمر 77 عاما، تغلب بايدن على ترامب بشكل مقنع وأصبح أكبر رئيس منتخب على الإطلاق، وإذا فاز بايدن بولاية ثانية العام المقبل، وأكمل أربع سنوات في السلطة، فسيكون عمره 86 عاما عندما يتنحى.

وتابعت أن المرشحين الجمهوريين ركزوا لمواجهة بايدن بلا هوادة على عمره، مع تزايد النقاد اليمينيين ــ على الرغم من حقيقة أن المرشح الجمهوري الأوفر حظا، ترامب، يبلغ من العمر 77 عاما، لكن الاستطلاعات العامة أظهرت منذ فترة طويلة قلقا بشأن عمر بايدن بين الناخبين الديمقراطيين. هذا الأسبوع، بينما أظهرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، ومركز نورك للشؤون العامة أن 77% من المشاركين (89% من الجمهوريين و69% من الديمقراطيين) يقولون إن بايدن أكبر من أن يكون فعالاً إذا أعيد انتخابه، وفي نفس الاستطلاع، قال 51% فقط (و29% فقط من الجمهوريين) إن عمر ترامب سيكون مشكلة إذا عاد إلى المكتب البيضاوي.

في نفس المقطع الذي ذكر فيه اعتراف بايدن بالتعب، في هذه الأثناء، يقول فوير إن "قيادة الرئيس في زمن الحرب"، فيما يتعلق بدعم أوكرانيا في أزمتها مع روسيا، "اعتمدت على غرائزه المتقلبة وثقته القوية بنفسه". 

وفيما يتعلق بأوكرانيا، كتب فوير: "كانت المزايا التي يتمتع بها وجود رئيس أكبر سناً واضحة للعيان، لم يكن مجرد زعيم للتحالف، بل كان الشخصية الأبوية للغرب، الذي يمكن للقادة الأجانب أن يطلبوا منه النصيحة ويتطلعوا إليه للحصول على الضمانات".

تقدم كبير لترامب

وأفادت وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية، أن ترامب تقدم على منافسيه في ترشيح الحزب الجمهوري في سلسلة من استطلاعات الرأي التي أجريت منذ إطلاق صورته في مقاطعة فولتون بعد استسلامه بتهم التآمر لتخريب انتخابات 2020 في جورجيا وغيابه عن المناظرة التمهيدية الأولى للحزب الجمهوري.

وتابعت أن الرئيس الأمريكي السابق يتمتع بمزايا قيادية في جميع المجالات في الاستطلاعات الأخيرة التي تم إجراؤها لصالح حملة ترامب وMorning Consult، حيث قاد أقرب منافسيه، حاكم فلوريدا رون ديسانتيس، في السباق العام، في منافسة وجهاً لوجه، وفي تقييمات الأفضلية.

وكانت هذه النتيجة بمثابة اتجاه بالنسبة لترامب الذي شهد تعزيزات في استطلاعات الرأي وجمع التبرعات مع كل لائحة اتهام هذا العام - في قضية الأموال السرية في نيويورك، وفي قضية الوثائق السرية في فلوريدا، وفي قضية تخريب الانتخابات الفيدرالية لعام 2020 في واشنطن.

ويشير هذا أيضًا إلى أن بعض الحجج الرئيسية لحملة ديسانتيس ــ وهو أنه أكثر قابلية للانتخاب من ترامب ــ فشلت في إقناع الناخبين الجمهوريين المحتملين حتى بعد أن أتيحت له الفرصة لترسيخ نفسه الأسبوع الماضي في غياب ترامب عن منصة المناظرة.

بشكل عام، حصل ترامب على نسبة 58% مقارنة مع DeSantis بنسبة 13% من بين ما يقرب من 2700 ناخب جمهوري محتمل شملهم الاستطلاع الذي أجرته شركة  Coeffer، ما سيزيد تحسين تقدمه بمقدار ثلاث نقاط منذ بداية الشهر. ولم يحصل أي مرشح آخر على نسبة 10%.

كان استطلاع حملة ترامب متسقًا مع استطلاع Morning Consult الذي وجد أن تقدم ترامب لم يتزعزع في أعقاب نشر صورته وأول مناظرة تمهيدية للحزب الجمهوري، حيث حصل ترامب على 58%، وDeSantis على 14% ولم يكن هناك أي مرشح آخر فوق 10. %.

ووجد الاستطلاع أنه حتى لو انسحب جميع المرشحين الآخرين من أجل معارضة موحدة ضد ترامب، فإن الرئيس السابق سيفوز في السباق الافتراضي وجها لوجه ضد ديسانتيس بفارق اثنين إلى واحد تقريبا، 62٪ إلى 23٪.