بعد أعوام من الصراع.. الانتخابات السورية بين مؤيد ومعارض

تجري الإنتخابات الرئاسية السورية في مايو أيار المقبل

بعد أعوام من الصراع.. الانتخابات السورية بين مؤيد ومعارض
الرئيس السوري بشار الأسد

ما يقرب من شهر من الزمان، يفصل السوريين عن اختيار رئيسهم القادم، حيث سيتولى الفائز في الانتخابات الرئاسية السورية، سدة الحكم لمدة سبعة أعوام قادمة، بعد أكثر من 10 سنوات من الصراع السوري.

وبحسب الدستور السوري، تجرى الانتخابات الرئاسية مرة كل 7 سنوات، حيث تعد الانتخابات المقبلة، الثانية منذ بدء النزاع عام 2011، وبعدما استعادت قوات النظام السوري، مساحات واسعة من البلاد، فيما تبقى مناطق أخرى تحت نفوذ المعارضة السورية، ولن تشملها الانتخابات.

وتنص المادة 32 من قانون الانتخابات العامة في سوريا للعام 2014، على أن يدعو رئيس مجلس الشعب لانتخاب رئيس الجمهورية قبل انتهاء ولاية الرئيس القائم، في مدة لا تقل عن ستين يوماً ولا تزيد على تسعين يوماً، ويجب أن تتضمن الدعوة تاريخ الانتخاب.

شروط الترشح للانتخابات الرئاسية


ويشترط الدستور الذي جرى الاستفتاء عليه عام 2012، حصول الراغب بالترشح للرئاسة في سوريا، على تأييد خطي من 35 عضوا من أعضاء مجلس الشعب، علما بأنه لا يجوز لعضو مجلس الشعب أن يمنح تأييده إلا لمرشح واحد، بالإضافة إلى أنه يجب أن يكون المرشح مقيماً في الجمهورية العربية السورية لمدة لا تقل عن 10 سنوات إقامة دائمة متصلة قبل إجراء الانتخابات.

كما أن على المرشح أن يكون مسلماً، ومتماً للأربعين من عمره، ومتمتعاً بالجنسية العربية السورية بالولادة، من أبوين متمتعين بالجنسية العربية السورية بالولادة، وألا يكون متزوجاً من غير سورية، وأن يكون المرشح متمتعاً بحقوقه المدنية والسياسية، وغير محكوم بجرم شائن ولو ردّ إليه اعتباره.

ومن جانبه، أعلن حمودة صباغ رئيس مجلس الشعب السوري، عن موعد إجراء الانتخابات الرئاسية في البلاد، والذي من المقرر أن يكون يوم السادس والعشرين من مايو/ أيار المقبل، بالإضافة لاقتراع السوريين في السفارات بالخارج يوم 20 مايو / أيار المقبل، على أن يفتح باب الترشح للانتخابات اعتبارًا من يوم الإثنين الماضي الموافق 19 إبريل / نيسان الجاري ولمدة 10 أيام.

أزمة اقتصادية خانقة


وتتزامن الانتخابات الرئاسية السورية المقبلة، مع أزمة اقتصادية حادة تشهدها سوريا، والتي فاقمتها العقوبات الغربية، خاصة بعد تطبيق قانون "قيصر" الأميركي، الذي يفرض عقوبات اقتصادية قاسية على نظام الأسد، مما دفع قيمة الليرة السورية لتدهور قياسي، والذي انعكس في الارتفاع الهائل بالأسعار.

أهمية خاصة للانتخابات المقبلة بسبب ظروف الحرب
قال الكاتب والمحلل السياسي السوري عبدالله منيني، وأمين سر مؤتمر الأحزاب العربية: إن انتخابات الرئاسة السورية المقبلة، تحظى باهتمام بشكل خاص على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، موضحا أن سبب ذلك الاهتمام يرجع إلى الظروف الصعبة التي تعيشها سوريا بعد عقد من الزمن من الحرب ضد الإرهاب، بحسب تعبيره.

وأضاف منيني، في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، أن الانتخابات المقبلة تحمل العديد من الدلالات الهامة والكبرى، أبرزها هو استمرار مؤسسات الدولة السورية بتأدية مهامها رغم كل محاولات تعطيلها خلال فترة الحرب.

الدولة السورية نفذت التزامها بالدستور


وتابع المحلل السياسي السوري، أن مؤسسات الدولة السورية نجحت بالتزامها بالدستور السوري، وعقد ثاني انتخابات رئاسية سورية في زمن الحرب، بالإضافة إلى ثلاثة انتخابات برلمانية، وفضلا عن انتخابات المجالس المحلية.

تحديات كبرى بالانتخابات المقبلة.. والشعب قادر على تحديد مستقبله


وواصل أن الانتخابات الرئاسية المقبلة تحمل تحديات كبيرة، منها بعض الشائعات التي حاولت التشويش على عقد الانتخابات أو يتم تعطيلها، حيث يأتي الإعلان عن عقد الانتخابات كرد واضح أن الشعب السوري الذي ضحى خلال سنوات طويلة ليحافظ على أرضه، هو قادر أيضا على أن يحدد مستقبله السياسي على كافة المستويات الإدارية بالدولة.

القرار السوري المستقل هو الشرعية الوحيدة بالانتخابات


وأكد منيني، أنه هناك حملة ممنهجة تقام ضد الانتخابات تحت شعار عدم شرعية الانتخابات، دون أن يدرك مروجوها أن الشرعية الوحيدة التي يحترمها الشعب السوري هي شرعية القرار السوري المستقل، حيث إنه حتى اليوم يترشح للانتخابات الرئاسية 6 مرشحين، مشيرا إلى أن السوريين ينتظرون مهلة الـ10 أيام لإغلاق باب الترشح، لنعلم من سيخوض المرحلة الثانية من الانتخابات الرئاسية.

شروط الانتخابات الرئاسية تقصي المرشحين المُهجرين
ومن ناحية أخرى، قال تيسير النجار المحلل السياسي السوري: إن الانتخابات الرئاسية السورية محسومة مقدمًا، حيث إنه من المتوقع فوز الرئيس الأسد بولاية جديدة، بسبب شروط التقدم للانتخابات، والتي تقضي بأن يكون المرشح مقيمًا في سوريا بشكل متواصل خلال الـ10 أعوام الماضية؛ مما يقصي أي مرشح معارض في الخارج من التقدم للانتخابات.

الانتخابات السورية والأسد ورقة بيد بوتين


وأضاف النجار، في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، أن الانتخابات السورية والرئيس بشار الأسد، مجرد أوراق بيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، متسائلاً: "ماذا قدم الأسد خلال 21 عامًا من الحكم في سوريا بخلاف تمسكه بالكرسي، مهما كانت تبعات قراره.

الأسد لم يقدم شيئًا في سوريا غير الغلاء
وتابع المحلل السياسي السوري، أن الأسد لم يقدم في سوريا غير الغلاء، الذي لا حدود له، بعدما أصبحت سوريا دون تغطية ذهبية للعملة السورية، مشيرا إلى أن الاقتصاد السوري توقفت عجلته منذ أعوام مضت، حيث تمتد طوابير السيارات على محطات البنزين بالكيلومترات وكذلك الخبز والغاز.