تعديل قانون الانتخابات.. بوابة إخوان الجزائر للعودة إلى السلطة
بوابة إخوان الجزائر للعودة إلى السلطة
عاد قادة عدة أحزاب إسلامية جزائرية، وخاصة تشكيلات الإخوان، للمطالبة بتعديل قانون الانتخابات قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في عام 2024 والانتخابات المحلية في عام 2026، فما هو معنى هذه المطالبة قبل أهم المواعيد السياسية التي ستشهدها الجزائر هذا العام؟
*مطالب الإخوان*
جماعة الإخوان في الجزائر تطالب بتعديل قانون الانتخابات الذي يحد من مشاركتهم في الحياة السياسية ويمنعهم من تشكيل أحزاب جديدة أو تحالفات مع أحزاب أخرى حسب زعمهم.
ويعتبر الإخوان أن هذا القانون يخالف مبادئ الديمقراطية والعدالة والشفافية والتنوع والتمثيل الحقيقي للشعب الجزائري، ويشيرون إلى أن القانون يفرض شروطًا صارمة ومعقدة للترشح للانتخابات، مثل جمع توقيعات كبيرة من المواطنين والمجالس المحلية والبرلمانية، ودفع رسوم باهظة، والحصول على تأييد من الإدارة والقضاء والأجهزة الأمنية. ويقولون: إن هذه الشروط تستهدف استبعاد الإسلاميين وتفضيل الأحزاب الموالية للنظام والمستفيدة من المحسوبية والفساد والتزوير.
كما يطالبون بإلغاء القيود على حرية التعبير والتجمع والتنظيم والدعوة والتعليم والإعلام. ويعتبرون، أن هذه الحريات مكفولة دستوريًا وشرعيًا ودوليًا، وأنها ضرورية لتفعيل الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية في الجزائر. ويشكون من أن النظام الحاكم يمارس سياسة التضييق والترهيب والتشويه والتجاهل على الإسلاميين ومؤسساتهم ومشاريعهم ومبادراتهم، ويحاول تقزيم دورهم ونفوذهم وشعبيتهم في المجتمع الجزائري.
*ردود الفعل*
ردود الفعل على مطالب الإخوان في الجزائر متباينة بين مؤيد ومعارض، من جهة، هناك من يرى أن الإخوان يمثلون جزءًا من الشعب الجزائري ويحق لهم المشاركة في الحوار الوطني والعملية الانتخابية.
ومن جهة أخرى، هناك من يخشى من تأثير جماعة الإخوان على النظام السياسي والاجتماعي والثقافي في الجزائر ويتهمهم بالتطرف والانقلابية والخيانة، وفيما يتعلق بالنظام الحاكم، فإنه يحاول الاستفادة من تنوع الإسلاميين وتفككهم وتنافسهم لتقويض وحدتهم ونفوذهم وشعبيتهم.
*مصلحة التنظيم الإرهابي*
منير أديب، الباحث في شؤون الحركات المتطرفة، يرى أن جماعة الإخوان تسعى إلى تغيير قانون الانتخابات لأنه يصب في مصلحة التنظيم وأنصاره على حساب الآخرين.
وقال أديب في تصريحات لـ" العرب مباشر": إن الأذرع السياسية لتنظيم الإخوان تعرضت لخسائر كبيرة منذ 2019؛ بسبب اتخاذها قرارات غير صائبة عندما فتحت أبوابها أمام تيارات وفئات وشخصيات ليس لديها اقتناع كافي بأفكارها، وذلك آملة في الحصول على دعم شعبي من خلال هذا الانفتاح، لكن النتيجة كانت مغايرة تمامًا؛ مما أدى إلى حالات من التناقض الداخلي، والارتباك في الخطاب بسبب فرض هذه الفئات الجديدة منطقها عليها، وهو ما سيكون له تبعات وخيمة في المستقبل.
وتابع أديب، أن ما يزيد من شدة أزمة جماعة الإخوان في الجزائر، وهو عدم قدرة النخب السياسية على اكتساب مهارات إدارة الصراع بالوسائل الجديدة، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي وهي المهارات التي استغلها خصومها في التنافس معها حتى في معاقلها التقليدية، دون أن تبدي اهتمامًا بتلك الأدوات الجديدة، وهو ما أثر على قدرات العديد من قياداتها التاريخية التي تعول عليها في الإقناع والتعبئة.