وصفت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" المواجهات بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي تصاعدت أمس السبت بشكل غير مسبوق، بأنها الأعنف والأكثر دموية التي شهدتها المواجهات بين الطرفين على الإطلاق، حيث نجحت المقاومة الفلسطينية في السيطرة على بعض المواقع العسكرية في غلاف قطاع غزة وعبور السياج الأمني للقطاع، ودخول طوفان الأقصى إلى ساحات المسجد الأقصى.
 
تحذيرات إسرائيلية 

وأوضحت الإذاعة البريطانية، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي حذرت من أن مقاتلي حماس من غزة ما زالوا يقاتلون داخل إسرائيل بعد أن تسللوا إلى المجتمعات الجنوبية وتسببوا في مقتل 300 شخص، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للإسرائيليين إنهم مقبلون على "حرب طويلة وصعبة".

واقتحم مئات المسلحين جنوب إسرائيل وقتلوا جنودا ومدنيين واحتجزوا ما قال الجيش إنه "عدد كبير" من الرهائن إلى غزة، وردت إسرائيل بضربات جوية، واستمرت هذه الهجمات حتى صباح اليوم الأحد، حيث قال سلاح الجو الإسرائيلي إنه استهدف "البنية التحتية التشغيلية" في غزة.

وتابعت الإذاعة البريطانية: إن الاحتلال الإسرائيلي نفذ ضربات مدفعية في جنوب لبنان بعد إطلاق قذائف هاون من هناك باتجاه المواقع الإسرائيلية في منطقة جبل دوف/مزارع شبعا المتنازع عليها، وأعلنت حركة حزب الله اللبنانية أنها نفذت الهجوم "تضامنا مع المقاومة الفلسطينية".

وأضافت: أن أكثر من 300 شخص قتلوا في الغارات الإسرائيلية على غزة منذ تسلل المسلحين الفلسطينيين إلى إسرائيل من غزة صباح أمس السبت، وفقًا لمسؤولي الصحة الفلسطينيين.
 
إخلاء فوري للمنازل 

وتابعت الإذاعة البريطانية: إن سكان غزة رسائل تلقوا نصية إسرائيلية خلال الليل تطلب منهم مغادرة منازلهم والانتقال إلى مراكز المدن أو اللجوء إلى الملاجئ.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي في رسالة ليلية: إن "الحرب فرضت علينا بهجوم قاتل شنته حماس، وإن المرحلة الأولى ستنتهي في الساعات المقبلة عندما يتم القضاء على معظم المسلحين في الأراضي الإسرائيلية".

وأضاف: أن إسرائيل ستعيد الأمن لمواطنيها وتنتصر، بينما قالت الحكومة الإسرائيلية أيضًا إنها ستقطع إمدادات الكهرباء والوقود والسلع عن غزة.
 
كابوس يهدد إسرائيل 

وأكدت الإذاعة البريطانية أن السيناريو الكابوس الذي تواجهه إسرائيل، وهو وجود مسلحين فلسطينيين مسلحين طليقين في جنوب البلاد، بدأ في وقت مبكر من يوم السبت، السبت اليهودي ومهرجان سمحات التوراة.

وتابعت: إن مسلحين اخترقوا السياج الأمني المحيط بغزة، واقتحموا إسرائيل على دراجات نارية وطائرات شراعية وبحرا، وقال المتحدث باسم الاحتلال الإسرائيلي: إن عددهم يصل إلى المئات، في حين تم إطلاق أكثر من 3000 صاروخ عبر إسرائيل على مدار اليوم.

وقال اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس: "لقد هاجموا العشرات من المجتمعات الإسرائيلية وقواعد جيش الدفاع الإسرائيلي، وتوجهوا من منزل إلى منزل، ومن منزل إلى منزل".

وتابع: "لقد أعدموا مدنيين إسرائيليين بدم بارد في منازلهم ثم استمروا في جر المدنيين والعسكريين الإسرائيليين إلى غزة. أنا أتحدث عن النساء والأطفال والمسنين والمعاقين".

واتصل الإسرائيليون بالقنوات الإخبارية قائلين إنهم يختبئون في منازلهم ويخافون على حياتهم. وقالت بلدة نتيف هاسارا: إن 15 من سكانها قتلوا بالرصاص على يد نشطاء حماس.

وفي بلدة سديروت وصف أحد السكان ويدعى شلومي أنه رأى "بحرا من الجثث داخل سديروت على طول الطريق".

ودعت كل من السعودية ومصر إلى وقف فوري للتصعيد، وقالت الرياض إنها حذرت مرارا وتكرارا من المخاطر الناجمة عن "استمرار الاحتلال" و"حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة"، بينما حثت مصر إسرائيل على عدم الرد بعنف ووقف الأعمال الاستفزازية ضد الشعب الفلسطيني.