برني مادوف.. عراب الاحتيال في بورصة "وول ستريت"
قام برني مادوف بارتكاب أكبر عملية نصب واحتيال في التاريخ الأمريكي ويعد عراب الاحتيال في بورصة وول ستريت
رجل أعمال أميركي، صنف على أنه صاحب أكبر عملية نصب واحتيال في التاريخ الأميركي، قضى برني مادوف اليوم الخميس، نحبه عن عمر يناهز 82 عامًا داخل أحد السجون بينما كان يقضي العقوبة المرتبطة بجرائمه.
البدايات
بدأ مادوف، خطواته الأولى في عالم المال والأعمال من خلال تأسيس شركة صغيرة عام 1960، لم يتجاوز حجم رأسمالها في حينه نحو 10 آلاف دولار، وهي شركة برنارد إل مادوف للاستثمار في الأوراق المالية والتي باتت لاحقًا حجر زاوية في عمليات الاحتيال التي نفذها.
دخل الرجل عبر شركته الصغيرة إلى دهاليز "وول ستريت" والتي تعرف أيضا ببورصة نيويورك، وذاع صيته في أوساط المستثمرين، منادياً بأهمية الحفاظ على حقوق المستثمرين، ليبتكر أسلوبا جديدا في تحقيق أقصى العوائد للمستثمر داخل أكبر سوق مالية في العالم.
طور مادوف من أعماله على نحو سريع، الأمر الذي أكدت حوله سلطات التحقيق الأميركية إنه جعل برني، يبدأ عمليات الاحتيال الخاصة به في سبعينيات القرن الماضي، ولكن مادوف نفى تلك التحقيقات، مؤكدًا على أن عمليات الاحتيال التي قام بتنفيذها بدأت بالعام 1990، إبان حرب الخليج وما تبعها من تراجعات وكساد بالسوق.
حيل مبتكرة
كشفت أوراق التحقيقات التي أجرتها السلطات الأميركية مع مادوف، استخدامه لحيل مبتكرة للنصب والاحتيال على عملائه، والتي تضمنت أسماء كبيرة على غرار المخرج السينمائي الشهير ستيفن سبيلبرغ والممثل الهوليودي كيفن باكو.
واتبع مادوف، حيلة خاصة تتلخص في عدم تنفيذ عملية استثمارية واحدة لأي من عملائه لسنوات طويلة، وبدلا من ذلك كان يقوم بعمل إيداعات في حسابات العملاء القدامى من أموال المستثمرين الجدد على اعتبارها أرباح استثماراتهم، ولكن الرجل في حقيقة الأمر لم يستثمر دولارًا واحدًا قط من تلك الأموال.
أوهم عراب النصب الأميركي، عملاءه بتحقيق عوائد خيالية والتي قدرها بنحو 50 مليار دولار، والتي اتضح لاحقًا أنها خيالات نجح الرجل في نسجها داخل عقول عملائه والذين انتابتهم صدمة عنيفة في أعقاب انهيار الشركة الذي تزامن مع الأزمة المالية العالمية.
سقوط مدوٍ
بدأت التساؤلات تدور حول مادوف منذ العام 2000، وبدأها أحد المحققين في إحدى الجهات الرقابية والذي عمد إلى تحليل العوائد التي يزعم مادوف تحقيقها، مؤكدًا أن الأمر برمته لا يتجاوز عملية احتيال كبيرة مع صعوبة تحقيق تلك العوائد الخيالية التي كان مادوف يعطيها للمستثمرين.
لم تلق اتهامات وتحقيقات الجهات الرقابية أي رواج حول احتيال مادوف، حتى وقعت الأزمة المالية العالمية، ومعها بدأت السلطات الأميركية تحقيقا موسعا كشف عن تعرض نحو 40 ألف مستثمر في 125 دولة حول العالم لعمليات الاحتيال التي قام بها مادوف.
ويدافع مادوف عن نفسه بالقول إنه كان ضحية لأوضاع السوق، إذ قال في رسالة بالبريد الإلكتروني من داخل محبسه إلى شبكة CNBC الأميركية إن الكساد الذي انتاب السوق دفعه للنصب والاحتيال.
ويتابع الرجل "اعتقدت أن الأمر قد يحدث لمرة واحدة فقط حتى تتحسن أوضاع السوق... وما تبقى هو تاريخي المأساوي وهو أنني لم أنجح أبدا في التعافي وترك هذا الأمر".
العقوبة
حكم على مادوف بعقوبة السجن والتي تبلغ مدتها نحو 150 عاما بعد إدانته في عمليات احتيال على نطاق واسع بالعام 2009 بلغت قيمتها نحو 65 مليار دولار إبان الأزمة المالية العالمية بعد انهيار شركته وخسارته لأمواله.