تقرير دولي: مصر والإمارات ثقل إقليمي يواجه استعمارية أردوغان
تعكس زيارة سمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي للقاهرة الأرضية المشتركة بين مصر والإمارات، وقوة تحالفهما في صد العدوان التركي في الشرق الأوسط ومنطقة شرق البحر الأبيض المتوسط.
واعتبر مراقبون أن التحالف المصري الإماراتي القوي بمثابة رسالة لأردوغان مفادها أنه إذا كانت تركيا في الخليج وتتوسع في اليمن، فيمكن للخليج بدوره أن يتجه إلى شرق المتوسط.
شراكة الإمارات
أعلنت الإمارات ومصر عن مشاركة أبوظبي في منتدى غاز شرق المتوسط بصفة مراقب، الأمر الذي يبعث إشارة واضحة لمنافسهما التركي كما يعد خطوة مهمة في قضية الحقوق السيادية لموارد الطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط.
وتزامن الإعلان مع زيارة ولي عهد أبوظبي سمو الشيخ محمد بن زايد للقاهرة ولقائه بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وفي وقت تجري فيه محادثات معقدة برعاية الولايات المتحدة والكويت وسلطنة عمان. على مصالحة بين السعودية وقطر لا تستثني تركيا، وفقا لما ذكرته صحيفة "آرب ويكلي" البريطانية.
وأعلنت مصر، الأربعاء، انضمام دولة الإمارات العربية المتحدة إلى منتدى غاز شرق المتوسط ومقره القاهرة بصفة مراقب.
وأوضحت الرئاسة المصرية في بيان لها أن الجانبين شددا على "أهمية القيمة المضافة التي ستسهم بها الإمارات في أنشطة المنتدى بما يخدم المصالح الإستراتيجية ويعزز التعاون والشراكة بين دول المنتدى".
رسالة لتركيا
ووصف مراقبون انضمام الإمارات إلى المنتدى بأنه "رسالة واضحة" مفادها أنه "إذا كانت تركيا في الخليج وتتوسع في اليمن، فيمكن للخليج بدوره التوجه إلى شرق المتوسط".
وأشار المراقبون إلى أن هذه الخطوة تدل على أن مصر والإمارات لا تزالان تتبعان نفس الخط في موقفهما تجاه تركيا وأنشطتها في المنطقة، خاصة فيما يتعلق بدورها العدائي في ليبيا.
واعتبر مصدر مطلع، أن الإمارات ترى في مصر ثقلًا إقليميًا موازنًا لتركيا، وبالتالي تواصل التنسيق معها على أعلى مستوى فيما يتعلق بالمواقف المشتركة في مواجهة التوسع التركي واتخاذ خطوات عملية تظهر مشتركة. الحزم تجاه أنقرة ومراهناتها على تهدئة أوسع في المنطقة العربية من أنشطتها فيها.
وأكد أن الإشارات المصرية الإماراتية تدل على أن التقارب المؤقت الذي حدث بين أنقرة والرياض على هامش قمة العشرين لن يكون مدخلاً للمصالحة مع تركيا دون مراجعة أنقرة لمواقفها وأدوارها في ليبيا واليمن وقطر وتغيير خطابها العدائي أولاً.
وسيؤدي توسيع تحالف مصر والإمارات إلى زيادة الضغط على تركيا وإرسال رسائل قوية إلى الرئيس رجب طيب أردوغان بشأن وجود إصرار إقليمي ودولي على وقف سياسته في فرض الأمر الواقع من خلال مواصلة عمليات التنقيب في المياه التابعة لدول أخرى.
وتعتبر زيارة سمو الشيخ محمد بن زايد للقاهرة إعادة تأكيد على الشراكة المصرية الإماراتية القوية في التعامل مع مختلف القضايا في المنطقة.