عقب إجراءات أستراليا ضد الجماعة.. مخاوف تحيط بالإخوان في أوروبا
قضت أستراليا علي خطط الإخوان لنقل التنظيم إلى أراضيها بعد تصنيفها حماس منظمة إرهابية
ما زالت دول الغرب تسعى لمحاصرة المنظمات الإرهابية فوق أراضيها، حيث جاء مؤخرًا القرار الأسترالي بتصنيف حركة حماس الفلسطينية ـ بجناحيها العسكري والسياسي ـ كمنظمة إرهابية، لتكون كانبيرا أول عاصمة غربية تقدم على هذه الخطوة.
أزمة الجماعة الإرهابية
وتؤكد التحركات الأمنية الأسترالية الأخيرة على أزمة حقيقية يواجهها الإخوان، حيث أصبح التنظيم فى مواجهة مباشرة مع الأمن والتشريعات والسياسات الغربية، خصوصا فى ظل انكشاف مخططات التنظيم وذيوله من بقية الحركات لنشر الكراهية والعنف في العديد من دول الغرب التي احتضنتهم في البداية وفتحت لهم أبوابها.
ويحذر ستيفان توماي، نائب زعيم المجموعة البرلمانية في الحزب الديمقراطي الحر، المشارك في الحكومة الألمانية، من محاولة هؤلاء الإخوان "بطريقة تدريجية وغير واضحة تقويض النظام الأساسي الديمقراطي الحر"، مؤكدًا أن ذلك يمثل خطرًا كبيرًا على القيم الألمانية، مشددًا على أن هذه التنظيمات الإرهابية "أرض خصبة للتطرف والراديكالية".
حظر جناحي حماس
وأعلنت الحكومة الأسترالية، أمس الخميس، تصنيف حركة حماس "منظمة إرهابية"، ما اعتبره المراقبون ضربة جديدة وموجعة للميليشيا الإخوانية، وسط تفاؤل بأن يؤدي هذا القرار إلى شلل في حركة حماس، وفرض المزيد من القيود على نشاطها ومصادر تمويلها، إضافة إلى تضييق الخناق على نشاط تنظيم الإخوان الإرهابي في أستراليا، وإفشال مخططاته لنقل نشاطه التنظيمي من بريطانيا إلى أستراليا، إذ كان التنظيم الدولي للإخوان يسعى لتنفيذ ذلك المخطط منذ سنوات.
ومن جانبه، يقول رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، جاسم محمد، إن القرار الصادر من الحكومة الأسترالية يمثل أهمية خاصة في إطار إستراتيجية المواجهة الشاملة مع التنظيمات المتطرفة والمنظمات التابعة لها، مع ثبوت تورطها بعمليات إرهابية.
ونوه جاسم محمد إلى أن القرار سيتبعه إجراءات قانونية وأمنية، بفرض عقوبات وحظر جماعات وحل منظمات وكيانات لها علاقات أو روابط بحركة حماس.
إرهاب عابر للحدود
وأضاف رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات: أن "القرارات الخاصة بحظر حماس في عدد من الدول الأوروبية اعتمدت على معلومات تفيد برصد نشاط إرهابي خلال الخطابات الخاصة بالحركة وكذلك جمع الأموال بنية تحويلها إلى أفراد وكيانات وجماعات خارجية تدعم الإرهاب في الخارج، منها تنظيم جبهة النصرة، وتورط المنظمة في استقطاب وتجنيد الأطفال في دول أوروبية، وتلقينهم الفكر المتطرف.
وفيما يتعلق بتأثير القرار على نشاط تنظيم الإخوان، أوضح الخبير الأمني، أنه سيكون له تداعيات كبيرة؛ إذ تعد حماس جزءًا من حركة الإخوان رغم إعلانها فك الارتباط عن الجماعة، لكنها في الواقع ما زالت تعمل كجزء من تنظيمها الدولي.
وتابع: "وبالتالي سيفرض القرار قيودا على كافة المؤسسات التابعة لحماس وللإخوان داخل الأراضي الأسترالية".
جماعات الإسلام السياسي
وأشار جاسم محمد إلى استمرار المساعي من جانب دول الاتحاد الأوروبي بإصدار قوانين جديدة وفرض رقابة مشددة على أنشطة جماعات الإسلام السياسي، كما تقوم بفرض عقوبات وحظر جماعات وحل منظمات وكيانات لها علاقات أو روابط بتنظيمات الإسلام السياسي على الأراضي الأوروبية.
وتشير التقارير إلى تواجد جماعة الإخوان في أستراليا من خلال عدة مؤسسات، أبرزها "مجلس الأئمة الفيدرالي"، الذي تم إنشاؤه عام 2006، ويضم 250 إماما ويتولى مسألة الفتاوى، حيث يخضع هذا المجلس لإدارة مفتيه العام إبراهيم أبو محمد.
أوروبا في مواجهة الإرهاب
ومنذ العام 2021، اتخذت دول أوروبية خطوات هي الأولى من نوعها لحظر جماعات الإسلام السياسي، فعلى سبيل المثال تعد فيينا أول عاصمة أوروبية تحظر تنظيم الإخوان رسميا.
كذلك، كانت كانبيرا، من المبادرين لإعلان وضع كتائب القسام التابعة لحماس على قائمتها للإرهاب، لكن التصنيف الجديد يشمل المنظمة بأسرها.
8 منظمات متطرفة في أستراليا
ومن جانبها، تقول وزيرة الشؤون الداخلية الأسترالية، كارين أندروز، خلال الإعلان عن تصنيف 8 منظمات "آراء حماس والجماعات المتطرفة العنيفة الأخرى التي جرى إدراجها في القائمة اليوم مقلقة للغاية، ولا مكان في أستراليا لعقائدها البغيضة".
ومن المتوقع أن يضع التصنيف قيودا على تمويل حركة حماس، وأي نوع من أنواع الدعم لها؛ ما يعني أن بعض الأنشطة المتعلقة بالحركة قد تصل عقوبتها إلى السجن 25 عاما.
حظر شعارات الإخوان
وكان البرلمان الألماني أقر في 25 يونيو 2021 حظر أعلام وشعارات حركة حماس الفلسطينية في عموم البلاد، منعاً لتشجيع الخطاب المتطرف والتحريض على العنف.
وحظرت وزارة الداخلية الألمانية في 5 مايو 2021 منظمة "أنصار الدولة" الإسلاموية والعديد من المنظمات التابعة لها؛ بعدما تبين أن الشبكة تمول الإرهاب حول العالم بالتبرعات بسبب "ميولها السلفية المتطرفة".
كما أوصى البرلمان الأوروبي في 7 يونيو 2021 بوضع تنظيم "الذئاب الرمادية" التركي المتطرف الذي يقوم على القومية المتطرفة والدعاية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على قائمة المنظمات الإرهابية للاتحاد الأوروبي.
حصار الإرهاب الإخواني
وأصبحت جرائم الإخوان وجميع الشبكات الإرهابية التابعة لها في مرمى الرصد والتتبع الأمني في أوروبا والعديد من دول الغرب؛ ما يبشر بانضمام حكومات الغرب إلى دول الشرق الأوسط في حصار الجماعة الإرهابية وتحركاتها العدوانية.
وكانت السلطات الأمنية في برلين مثلاً، كشفت عن نشاط مكثف للإخوان، لدرجة أن المتخصصين وصفوا الجماعة الإرهابية بأنها "تملك هيكلا يشبه المافيا"، خصوصا في ظل صعوبات رصد تعاملاتها المالية.