إيران تدعي قوة زائفة للتغطية على ضعف سياسي وحكومي
تدعي إيران قوة زائفة للتغطية علي ضعف سياسي وحكومي
مازالت إيران تمثل لغزًا للعالم، فهي تقدم نفسها للعالم الخارجي على أنها قوة مستقلة قادرة على البقاء والصمود في عزلتها، ولكن في الحقيقة هي بلد ضعيف وهش، باقتصاد منهار وعتاد عسكري مر عليه عقود من الزمن، إلا أن الاضطرابات والفوضى التي تشهدها المنطقة العربية لا تظهر هذا الضعف.
دولة ضعيفة
وكشف تحليل نشره "جيوبوليتيكال فيوتشرز"، حول مدى قوة إيران وضعفها.
وأكد المركز أن إيران تحولت لقوة إقليمية بعد انهيار العراق في حرب الخليج عام 1991، وحتى غزو العراق عام 2003.
كما ظهرت هذه القفزة بسبب الانتفاضات التي اجتاحت الدول العربية والتي لم يكن لها تأثير سلبي على إيران ولكن منحتها قوة ونفوذًا رغم هشاشة وضعها الداخلي.
ومنحت هذه الاضطرابات إيران القوة رغم قدراتها المتواضعة والتي تحولت لقوة شرق أوسطية، إلا أنه لا ينبغي الخلط بينها وبين حقيقة أن إيران دولة ضعيفة.
تصريحات خاوية
وبحسب تحليل المركز، فإن المسؤولين الإيرانيين غالبا ما يصدرون تصريحات نارية ضد الغرب تهدد بالعنف والانتقام لأي تحركات تستهدف طهران.
ففي السابق هدد قائد سابق في الحرس الثوري الإسلامي بتسوية تل أبيب وحيفا إذا هاجمت إسرائيل إيران.
وفي عام 2018، وعد القائد العام للحرس الثوري الإيراني بالقضاء على إسرائيل، قائلاً: "إذا كانت هناك حرب، فستكون النتيجة تدميرك".
وفي العام نفسه، توقع قائد الجيش الإيراني اختفاء إسرائيل بعد 25 عاماً.
كما هدد الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد بمسح إسرائيل من الخريطة.
ورغم هذه الخطب النارية، فإن إيران لم تفعل أيًّا من هذه التهديدات لعلمها أن أي هجوم سيكون رد الفعل صعبًا تجنبه.
وكان آخر هذه التهديدات وصف آية الله علي خامنئي مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني بطائرة مسيرة أميركية عام 2020 بأنه إعلان حرب، ووعد بأنه لن يرحم قاتليه.
وبحسب التحليل، فإن انتقام إيران كان في قاعدتين عراقيتين بهم قوات أميركية، حيث جندت إيران وكلاءها لمهاجمة القواعد بإطلاق صواريخ عليهم.
واعتبر المراقبون الرد بأنه ضعيف للغاية بالنسبة لمقتل ثاني أقوى شخص في البلاد، فالقيادة الإيرانية تتفهم قواعد اللعبة وتلتزم بها، فهي تعلم جيدًا أن الإدارة الأميركية برئاسة جو بايدن لا تسعى لتغيير النظام الإيراني.
دروس الماضي
وبحسب المركز، فإن إيران تعلمت من دروس الماضي، ففي عام 1988، اصطدمت فرقاطة يو إس إس صمويل ب.روبرتس بلغم بحري زرعته إيران في الخليج العربي خلال حرب الناقلات في أثناء الحرب العراقية-الإيرانية، ثم أطلقت الولايات المتحدة عملية فرس النبي، التي أغرقت ست سفن إيرانية ودمرت حفارتي نفط.
وفي عام 2018 حلقت ثلاث طائرات مقاتلة إسرائيلية من طراز إف -35 فوق طهران وعادت بسلام إلى قاعدتها.
وفي عام 2019، تفاخر رئيس الوزراء الإسرائيلي حينها، بنيامين نتنياهو، بقدرة سلاح الجو الإسرائيلي على الوصول إلى أي هدف في إيران، والتي لم تستطع الرد بالمثل، قبل ذلك بعام.
كما شنت إسرائيل مئات الغارات الجوية على قوافل إيرانية محملة بالأسلحة لحزب الله، ولم تتجرأ إيران ولا حزب الله على الرد.
في الشهر الماضي، اعترف وزير مخابرات إيراني سابق بأنّ وكالة المخابرات الإسرائيلية الموساد اخترقت إيران وتعمل على زيادة نفوذها، خاصة بين الأقليات الإيرانية.
كما كشف اغتيال إسرائيل للعالم النووي محسن فخري زاده مهندس البرامج النووية، مدى تعرض إيران للتخريب الإسرائيلي.
اعتراف وهمي
وبحسب مركز "جيوبوليتيكال فيوتشرز"، فإن إيران حريصة على الاعتراف الإسرائيلي بها كقوة إقليمية متساوية.
ولكن الحقيقة أن إسرائيل تفضل التفاوض على معاهدات سلام مع الدول العربية، وليس مع إيران، التي لم يكن لها دور في الصراع العربي الإسرائيلي، واعترفت بإسرائيل ككيان فعلي في عام 1950.
كما أن إيران تبالغ في قوتها بتصريحات وهمية مبالغ فيها عن صناعة الأسلحة لديها.
ففي عام 2007، قدمت نسخة من مقاتلة Northrop F-5 في الخمسينيات، وفي عام 2014، قامت بتكرار طائرة أميركية بدون طيار RQ-170 التي هبطت في الأراضي الإيرانية في عام 2011.
ويقول خبراء الطيران إنّ النسخة الإيرانية ليست أكثر من أداة دعائية.
كما أن هناك شكوكًا مماثلة تحيط بطائرة قاهر 313 الإيرانية، التي يُزعم أنها طائرة شبحية من الجيل الخامس تبدو أشبه بنسخة طبق الأصل من طائرة التدريب من طراز F-313.
الحقيقة المؤكدة أن إيران بلد غارق في الفوضى والأزمات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والفساد يسيطر عليه، كما أن العقوبات الأميركية قد أنهكت جذور هذه الدولة التي تتعرض للهيمنة من قبل المؤسسات الدينية والشركات التابعة للحرس الثوري الإيراني.