إيران تحذر من تصعيد إسرائيلي إقليمي وهجمات سيبرانية تضرب أكبر البنوك في طهران
إيران تحذر من تصعيد إسرائيلي إقليمي وهجمات سيبرانية تضرب أكبر البنوك في طهران

في ظل تصاعد التوتر في الشرق الأوسط، حذّر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من مغبة توسيع إسرائيل للصراع العسكري ليشمل باقي دول المنطقة، مشددًا على ضرورة التحلي باليقظة والحذر في هذه المرحلة الحرجة.
وجاء ذلك خلال مكالمة هاتفية جمعته بنظيره البولندي، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية إسنا.
وأشار عراقجي -خلال الاتصال- إلى احتمال قيام إسرائيل باستهداف منشآت نفطية إيرانية، ودعا إلى اتخاذ موقف يقظ من جميع الأطراف لمنع تدحرج الأزمة إلى مستويات أكثر خطورة.
وبحسب الإعلام الإيراني الرسمي، فإن إسرائيل نفذت ضربات على بنى تحتية للطاقة في إيران، من ضمنها حقل "بارس الجنوبي"، الذي يُعد أكبر حقل للغاز في العالم وتتقاسمه إيران مع قطر.
تحذيرات من تهديد الأمن الطاقي العالمي
وأكدت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أنه في أعقاب الضربة الإسرائيلية على حقل "بارس الجنوبي"، عبّر مسؤول رفيع من دولة خليجية عن استيائه، واصفًا الضربة بـ"الطائشة"، مؤكدًا أنها تمثل تهديدًا مباشرًا لأمن الطاقة العالمي.
وأوضح المسؤول، أن الحقل الغازي المشترك مع قطر يُعد موردًا حيويًا للطاقة لكل من الولايات المتحدة، وأوروبا، والعالم، وأن هذه الضربة تضع مصالح الحلفاء الإقليميين مثل قطر والولايات المتحدة في خطر مباشر.
تهديدات إيرانية بردود مماثلة
وكانت طهران قد هددت -في وقت سابق- بشن هجمات على البنية التحتية للطاقة في الخليج العربي في حال استهدفت إسرائيل منشآتها الغازية.
وحذر فراس مقداد، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجموعة "يوراسيا"، من أن تنفيذ طهران تهديداتها واستهداف منشآت حيوية للطاقة في الخليج قد يؤدي إلى تصعيد كبير، وربما يجبر الولايات المتحدة على التدخل العسكري المباشر.
الدوحة تتوسط يوميًا
من جانبها، تبذل دولة قطر جهودًا دبلوماسية نشطة لمنع تفاقم الصراع بين إيران وإسرائيل، إذ أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، أن القيادة القطرية على تواصل يومي مع الإدارة الأمريكية، من أجل إيجاد مخرج للأزمة المتفاقمة.
وأوضح الأنصاري، أن الدوحة لم تنقل أي مطالب متبادلة بين طهران وتل أبيب حتى الآن، مشيرًا أن المحادثات ما تزال في مرحلة التمهيد، من خلال التواصل مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية.
وكشف أن أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تحدث مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان في إطار مساعٍ دبلوماسية لنزع فتيل التوتر.
كما أكد المسؤول القطري على الموقف الإيراني الرافض لأي مفاوضات تُجرى في ظل القصف أو التهديد العسكري، مضيفًا أن استهداف منشآت الطاقة في الخليج قد يؤدي إلى تداعيات كارثية على أسواق الطاقة، خاصة أن نحو ثلث تجارة النفط البحرية العالمية و20% من تجارة الغاز تمر عبر مياه الخليج العربي.
تهديدات إسرائيلية صريحة لخامنئي
وفي تطور لافت، وجه وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، تحذيرًا مباشرًا إلى المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، مشيرًا إلى احتمال أن يلقى مصيرًا شبيهًا بمصير الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، الذي أُعدم عقب الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.
وقال كاتس -خلال اجتماع مع مسؤولين عسكريين في تل أبيب-: "أحذر الديكتاتور الإيراني من مواصلة ارتكاب جرائم الحرب وإطلاق الصواريخ على المدنيين الإسرائيليين"، مؤكدًا أنه "عليه أن يتذكر مصير ديكتاتور مجاور اختار ذات المسار المعادي لإسرائيل".
وكانت تقارير أمريكية قد نقلت أن مسؤولين إسرائيليين أبلغوا واشنطن بنيّتهم تنفيذ عملية تستهدف المرشد خامنئي، إلا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفض الأمر وأمر بوقف المخطط.
هجوم سيبراني يستهدف بنك "سبه" ويُربك محطات الوقود في إيران
في سياق متصل، أفادت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، بأن بنك "سبه"، أحد أبرز البنوك الحكومية في البلاد، تعرض لهجوم سيبراني تسبب في تعطيل عدد من خدماته الحيوية، خاصة تلك المرتبطة بمحطات الوقود المنتشرة في مختلف أنحاء إيران.
وأشارت الوكالة، أن الهجوم قد يؤدي إلى اضطرابات في عمل محطات الوقود، لكنها توقعت أن يتم احتواء المشكلة خلال ساعات.
من جانبها، أعلنت جماعة قرصنة تُدعى "العصفور الجارح" (Predatory Sparrow) مسؤوليتها عن الهجوم، مؤكدة أنها تمكنت من تدمير كافة بيانات البنك.
وزعمت الجماعة، أن بنك سبه يُستخدم من قبل الحرس الثوري الإيراني، ويُعد أداة للالتفاف على العقوبات الدولية، كما يتم عبره تمويل وكلاء إيران المسلحين، وبرامجها الصاروخية، ونشاطاتها النووية العسكرية.