الانتخابات الرئاسية الإيرانية وخلافة خامنئي وأزمة الشرعية

الانتخابات الرئاسية الإيرانية وخلافة خامنئي وأزمة الشرعية

الانتخابات الرئاسية الإيرانية وخلافة خامنئي وأزمة الشرعية
خامنئي

تشهد إيران انتخابات وصفت بإنها "سيرك محلي" في ما يقوم به المرشحين تجاه المرشد الأعلى الإيراني على خامنئي، حيث منذ وفاة الرئيس السابق إبراهيم رئيسي في حادث الطائرة وإعلان إيران سريعاً عن انتخابات مبكرة، تواجه إيران أزمات كبرى حول من يخلف الرئيس ومن سيكون خليفة خامنئي. 

الأزمة في إيران اشتعلت سريعاً في كون إن نجل خامنئي يسعى لأن يكون الخليفة الشرعي لوالده، خاصة وأنه يظهر بمنظور الرجل القوى في إيران؛ مما فتح أبواب وتسأولات حول ماهية وفاة الرئيس السابق في حادث الطائرة، خاصة وأن اسمه قد برز علي الساحة بشكل كبير. 

أزمة دستورية 

ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية لنظام الملالي في 28 يونيو الجاري، ومن بين 80 مرشحًا مسجلاً، وافق مجلس صيانة الدستور التابع لنظام الملالي على 6 فقط كمرشحين مؤهلين، ووفقًا لقوانين النظام، فإن السمة الأولى للمرشحين هي التزامهم القلبی والعملي بولاية الفقيه، أي المرشد الأعلى خامنئي. 

وبالتالي فهناك اتهامات من قبل المعارضة الإيرانية للمرشحين الستة بأن لديهم تاريخًا من الجريمة والقسوة والسرقة والفساد، وأنهم جميعًا خدموا في قوات الحرس أو كانوا قادة الحرس، ووفقًا لتصريحاتهم الخاصة، فإنهم خاضعون تمامًا لخط خامنئي وسياسته المتمثلة في القمع الداخلي وتصدير الحرب والإرهاب إلى الخارج.

أزمات المرشحين للرئاسة 

ومن أبرز الأسماء التي تم ترشحيها للرئاسة هو مسعود بزشكيان، الذي يشار إليه على أنه ممثل النظام وما يسمى بالإصلاحيين، وقال صراحة في خطاب ألقاه في جامعة طهران أمام الطلاب المحتجين: أنا منصهر فی بوتقة ولاية الفقيه، كما أن وضع المرشحين الآخرين واضح أيضًا.

وبعد الانتفاضات الشعبية الواسعة النطاق في السنوات الأخيرة، وخاصة انتفاضة عام 2022، يهندس خامنئي كل شيء من أجل بقائه وبقاء نظامه ولمواجهة انتفاضة الشعب الإيراني التي تهدد هذا البقاء، وكما أظهر مرارًا وتكرارًا، خوفه من أجل البقاء في طهران والمدن الإيرانية الأخرى.

كما يواجه خامنئي أزمة متنامية حول خلافته على رأس الحكم، وتصارع الفصائل المختلفة في قمة النظام مع بعضها البعض للاستيلاء على السلطة بعد موت خامنئي.

ويريد خامنئي احتواء هذه الصراعات والخلافات من أجل أن يتمكن من تنصيب خليفته المنشود كخليفة بعده، كما يعلم أن الصدع في قمة الحكم سيخلق بلا شك أجواء للانتفاضة داخل المجتمع، لذلك فهو يحاول منع خلق جو مناسب للانتفاضة بين المجتمع من خلال السيطرة على الأزمة.

ويؤكد الباحث في الشأن الإيراني حسن هاشميان، أن خامنئي بطبعة يريد احتواء أزمة الخلافة ومنع حدوث انتفاضة في المجتمع، ويحتاج خامنئي حتمًا إلى سياسة الانكماش الأقصى، كما كان الحال في الماضي، مما يعني تكثيف القمع داخل إيران وإثارة الحروب في المنطقة، لذلك يحتاج خامنئي إلى رئيس يمكنه تعزيز هذا الخط وبالتالي لابد من أشخاص ليدهم ولاء كامل له. 

كما أكد هاشميان، في تصريحات خاصة للعرب مباشر، إلى أن هدف خامنئي في الحملة الانتخابية هو اكتساب الشرعية، ويحاول خامنئي التستر على فضيحة انتخاباته الأخيرة، التي قاطعها الشعب الإيراني على نطاق واسع، في الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية للنظام، ووفقًا لمسؤولي النظام، وشارك 3٪ من الناخبين المؤهلين، لكن هذه المرة يريد خامنئي أن يعيد لعبة "الإصلاحيين -الأصوليين" المحترقة بغية جذب المزيد من الناس إلى الانتخابات واكتساب الشرعية لنظامه. 

وقال المحلل السياسي في الشأن الإيراني عارف نصار: إن الحقيقة أن نتائج الانتخابات الرئاسية للنظام، بغض النظر عمن يصبح رئيسًا، لن تحدث أي تغيير في سياسة النظام وسياسته، سواء على الساحة الدولية أو الإقليمية أو الداخلية، خاصة وأن خامنئي يريد إثبات قدرته علي حل الأزمات الداخلية والدولية المتفاقمة، ولكنه ضعيف في خامنئي في السيطرة على الأوضاع الداخلية. 

وأضاف نصار، في تصريحات خاصة للعرب مباشر، إن خامنئي مستمر في سياسة الانكماش وممارسة المزيد من القمع في الداخل، والتدخل في المنطقة، والمزيد من إثارة الحرب، خاصة وإن مصرع إبراهيم رئيسي هو ضربة استراتيجية كبيرة لخامنئي ولا يمكن لأي مرشح أن يحل محله لخامنئي، وبالتالي فإن نتيجة هذه الانتخابات هي مزيد من ضعف خامنئي.