تقارب إماراتي تركي.. استفاقة تركية وتعاون إستراتيجي

تسعي تركيا الي التقارب مع الإمارات

تقارب إماراتي تركي.. استفاقة تركية وتعاون إستراتيجي
الرئيسان التركي والإماراتي

تتجه السياسة التركية نحو مخرجات جديدة وعلاقات جديدة أيضًا بعد قطيعة استمرت لسنوات بسبب الدعم التركي للإرهاب في السنوات الماضية، وتدخلاته بشكل مباشر أو غير مباشر في شؤون بعض الدول العربية.

وبات على أردوغان فتح علاقات جديدة بين الدول العربية وعلى رأسها الإمارات، حيث تبنت الإمارات دعما قويًا لتركيا عقب الزلزال المدمر الذي وقع في فبراير الماضي، ومساندة الأشقاء إثر الحادث الأليم.

العلاقات الإماراتية التركية

بدأت العلاقات الإماراتية التركية في عودتها حيث بدأت بزيارة أردوغان إلى الإمارات، بدعم ومباركة قيادتي البلدين تسعى دولة الإمارات وتركيا إلى تعزيز علاقاتهما الثنائية، وسط اهتمام متبادل بتكثيف التعاون.

ووسط تأكيدات على أهمية تلك العلاقات في دفع مسيرة التنمية الشاملة، وتعزيز فرص الازدهار في المنطقة وتحقيق السلام والاستقرار لشعوبها.

وتعكس الزيارات واللقاءات الرسمية بين قيادتي الدولتين عمق وصلابة العلاقات الإماراتية التركية، حيث زار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات تركيا في 24 نوفمبر 2021.


وتأتي زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات إلى تركيا، لتمثل محطة جديدة في مسيرة توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين التي ترتكز على التفاهم والاحترام المتبادل وتهدف دائماً إلى تعزيز التعاون المشترك في شتى المجالات.

تعزيز العلاقات وتوقيع اتفاقات

ويقول طارق فهمي أستاذ العلاقات السياسية الدولية: إن العلاقة بين تركيا والإمارات وصلت إلى مرحلة جيدة، وذلك عقب زيارات متبادلة هي الأولى لأردوغان منذ 10 سنوات، وبالتالي في حفاوة كبيرة وتوقيع اتفاقات استثمارية بمليارات الدولارات، ولذلك نتحدث عن هدف كبير بالنسبة للاقتصاد التركي الذي يعاني من أزمات كبيرة، وكانت آخر زيارة للرئيس أردوغان للإمارات في عام 2013، وكان في حينها رئيس الحكومة وكان في أزمة اقتصادية في حينها.

وأضاف فهمي في تصريحات لـ"العرب مباشر": أتوقع أنه نتائج للزيارة منها توقيع اتفاقات استثمارية في مجال التكنولوجيا والصحة والصناعة والتجارة، معتقداً مذكرات تفاهم بشأن التعاون الاستثماري وأعتقد هو الأهم لتركيا في هذا التوقيت.

كما أن العلاقة بين البلدين ستبنى على سيناريوهات مشتركة وفوائد متبادلة،  كما أن القادم بالنسبة لما يهم البلدين الزيارة.
وتابع فهمي: تأتي بين الطرفين بمحاولة لعب دور دبلوماسي جديد في المنطقة بتصليح العلاقة مع قطر وإيران، وأعتقد أن أردوغان يريد أن ينقل رسالة بصورة مباشرة أن الإمارات من أهم الدول في المنطقة، كما أن الحرص واضح لتركيا بتوسيع الشراكة مع الإمارات كونها من أهم وأبرز الدول العربية، وستبدأ صفحة جديدة ما بين أبوظبي وأنقرة.

أتوقع سيناريوهات جديدة ستأخذ بعض الوقت، فمن المحتمل سيصبح  هناك تعاون إستراتيجي، وسيكون هناك انعكاس للزيارة على منطقة الخليج العربي وبالذات في العلاقة مع دولها، ولكن الهدف الأساسي من الزيارة هو المساعدة لتركيا وتعزيز التجارة والمشاركة بينهما.

فيما أكد فهمي أن الإمارات وتركيا من أنشط الاقتصادات في الإقليم، واعتقد أن الخلافات السياسية بين البلدين انتهت، لأن الإمارات تعتبر أكبر شريك عربي لتركيا، معتقدا أنه سيكون هناك دبلوماسية حل للأزمات الإقليمية في هذا التوقيت، كما أن ملف الإخوان لم يعد مطروحا في مسارات العلاقة، وبالتالي تركيا وقفت موضوع دعم الإرهاب والإخوان وتنفتح على مجالات التعاون والإستراتيجيات.

استفاقة تركية

ومن جانبه، يقول طارق البشبيشي، الباحث الإستراتيجي في العلاقات الإسلامية، إن العلاقات الخليجية التركية جيدة منذ تولي حزب العدالة والتنمية السلطة من بداية الألفية الثالثة.

وتابع في تصريحات لـ"العرب مباشر": إن الأموال والاستثمارات الخليجية ساهمت كثيرا في نجاح تجربة أردوغان في السلطة، مشيرا إلى أن هذه العلاقة شابها فترات من البرود والقطيعة على خلفية ما حدث في مصر في 2013 وانحياز أردوغان للإخوان رغم عداء الشعوب العربية ولفظهم لهم.

وأضاف البشبيشي: أنه في الفترة الأخيرة يبدو أن أردوغان استفاق وشعر أنه سيخسر كثيرا بسبب انحيازه لهذه الجماعة المنبوذة عربيا، فبدأ يتخذ إجراءات تضييق عليهم وترحيل بعضهم وإسكات إعلامهم المحرض الذي يبث من تركيا، كما أن العلاقات التركية الخليجية تعود لسابق عهدها من التقارب.