التوترات تتصاعد: الاستعدادات الإسرائيلية لاجتياح رفح
التوترات تتصاعد... الاستعدادات الإسرائيلية لاجتياح رفح
في ظل تصاعد التوترات والتحذيرات الدولية، تقف إسرائيل على أعتاب قرار مصيري قد يغير مجرى الأحداث في المنطقة. العملية العسكرية المتوقعة في رفح تلقي بظلالها على الساحة السياسية والعسكرية، حيث يبدو أن القيادة الإسرائيلية مصممة على المضي قدمًا رغم النداءات العديدة للتراجع. الاستقالات المفاجئة والتحركات الاستخباراتية تكشف عن عمق الأزمة وتعقيداتها، وتطرح تساؤلات حول الخطوات القادمة وتأثيرها على الأمن والاستقرار في المنطقة.
*تأهب واستقالة*
تتجه الأنظار نحو رفح، حيث تتأهب القوات الإسرائيلية لعملية عسكرية قد تكون وشيكة، وفقًا لتصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، العملية، التي يحذر منها الحلفاء والأصدقاء، تأتي في أعقاب استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أهارون هاليفا، الذي يُنظر إليها كمؤشر على تحولات محتملة في السياسة الإسرائيلية وربما بداية لمرحلة جديدة من التحديات.
فقد أعلنت هيئة البث الإسرائيلية، الاثنين، أن الجيش الإسرائيلي بات يوسّع بشكل كبير المنطقة الآمنة في قطاع غزة، وأضافت أن هذه الخطوة أتت تمهيداً للعملية العسكرية البرية في مدينة رفح.
كما تابعت أن هذه المنطقة ستمتد من المواصي وحتى النصيرات، حيث بإمكان هذا الحيز استيعاب قرابة مليون نازح، كما أقيمت فيه 5 مستشفيات ميدانية.
من ناحية أخرى، تشير الاستقالة إلى مسؤولية هاليفا عن الفشل في منع هجوم السابع من أكتوبر، وهو ما يعتبره البعض اختبارًا للقيادة الإسرائيلية ومحكًا لسمعتها.
وفي الوقت الذي يتسابق فيه المسؤولون الإسرائيليون للإعلان عن خطواتهم نحو العملية، يبدو أن الاستقالة قد أثارت تساؤلات حول الاستراتيجية الإسرائيلية وقدرتها على تحقيق أهدافها دون تكرار الأخطاء السابقة.
*خلافات إسرائيلية*
من جانبه، أشار أحمد شديد، خبير الشئون الإسرائيلية إلى أن استقالة هاليفا لم تكن مفاجئة، بل جاءت كنتيجة لضغوطات الجمهور والإعلام الإسرائيلي، ومطالبات الجماهير بأن بتحمل المسؤولين الإسرائيليين لأخطائهم وضرورة تشكيل لجنة تحقيق للنظر في الأمر.
وأضاف في حديثه لـ"العرب مباشر"، أن استقالة هاليفا تعكس الانعكاسات السلبية لهجوم السابع من أكتوبر على المؤسسة الإسرائيلية، ويُشير إلى أن الاختلافات الداخلية والتباطؤ في تنفيذ الاجتياح قد يعقد الأمور أكثر، خاصةً مع وجود تحذيرات مصرية من تداعيات الاجتياح على العلاقات المستقبلية.
*تشديد الخناق على حماس في رفح*
أفادت التقارير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد أعلن عن نيته لتصعيد ما وصفه بـ"الضغط العسكري" ضد حركة حماس في الفترة القادمة.
في تصريح صحفي يوم الأحد، أكد نتنياهو أن الجيش الإسرائيلي سينفذ سلسلة من العمليات الإضافية لتعزيز الضغط العسكري والسياسي على الحركة بهدف إطلاق سراح الأسرى.
هذا وقد ألمح نتنياهو مؤخرًا إلى إمكانية شن هجوم بري على مدينة رفح، الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة، والتي يقطنها أكثر من مليون ونصف المليون نسمة، مشددًا على أن هذه الخطوة ضرورية للقضاء على ما يُزعم بأنه آخر معاقل حماس الرئيسية.
من جانبها، تعارض المنظمات غير الحكومية والبعثات الدبلوماسية الأجنبية هذا التوجه، معربة عن مخاوفها من احتمالية وقوع خسائر فادحة في صفوف المدنيين.
في الختام، يبقى الوضع في رفح محورًا للتوترات الإقليمية، حيث تقف إسرائيل على مفترق طرق، بين الضغوط الدولية والداخلية، وبين الحاجة لتأكيد قوتها والحفاظ على أمنها، ومع اقتراب موعد الاجتياح المحتمل، تزداد الأسئلة حول النتائج المترتبة على هذه الخطوة وتأثيرها على مستقبل السلام في المنطقة.