تضخم الكبد.. أسبابه وأهميته كإشارة إنذارية لصحة الجسم

تضخم الكبد.. أسبابه وأهميته كإشارة إنذارية لصحة الجسم

تضخم الكبد.. أسبابه وأهميته كإشارة إنذارية لصحة الجسم
مرض تضخم الكبد

الكبد من أكبر الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان وأكثرها تعقيدًا من حيث الوظائف، فهو بمثابة مركز متكامل لإدارة عمليات التمثيل الغذائي، وتنقية الدم من السموم، وتخزين الفيتامينات والمعادن، بالإضافة إلى دوره في إنتاج العصارة الصفراوية اللازمة لهضم الدهون. 

وحين يزداد حجمه عن الحدود الطبيعية، تظهر حالة يُطلق عليها "تضخّم الكبد"، وهي ليست مرضًا قائمًا بذاته، بل علامة إنذارية تشير إلى وجود اضطراب داخلي يستوجب الفحص والعلاج.

الأسباب المؤدية إلى تضخم الكبد

1. الالتهابات الفيروسية للكبد:
تُعَدّ فيروسات الكبد (A، B، C) من أبرز مسببات تضخم الكبد، حيث تؤدي إلى التهابه وتورم أنسجته، ومع إهمال العلاج قد يتطور الأمر إلى تليّف أو فشل كبدي.

2. مرض الكبد الدهني:
تراكم الدهون داخل خلايا الكبد، سواء نتيجة الإفراط في تناول الطعام غير الصحي أو بسبب السمنة والسكري، يؤدي تدريجيًا إلى تضخم الكبد. وينقسم هذا المرض إلى نوعين: دهون غير كحولية (وهي الأكثر شيوعًا في مجتمعاتنا)، ودهون كحولية مرتبطة بتعاطي المشروبات الكحولية.

3. أمراض القلب والدورة الدموية:
في حالات قصور القلب الاحتقاني، يعجز القلب عن ضخ الدم بكفاءة؛ مما يؤدي إلى تجمع الدم داخل الكبد وانتفاخه.

4. الأورام والكيسات:
قد يظهر تضخم الكبد نتيجة وجود أورام داخلية، سواء كانت حميدة أو خبيثة، كما أن الأكياس المائية أو غيرها من الكتل قد تسبب زيادة ملحوظة في حجمه.

5. الأمراض الوراثية والاستقلابية:
هناك أمراض نادرة تتسبب في تراكم عناصر معينة داخل الكبد مثل:

داء ترسب الأصبغة الدموية (تراكم الحديد).

داء ويلسون (تراكم النحاس).

هذه الأمراض الوراثية تؤثر بشكل مباشر على صحة الكبد وتسبب تضخمه.

6. الالتهابات الطفيلية والبكتيرية:
مثل البلهارسيا، التي تُعتبر من الأمراض المنتشرة في بعض المناطق، حيث تهاجم الطفيليات الكبد وتسبب التهابه وتضخمه بمرور الوقت.



الأعراض المصاحبة لتضخم الكبد

في كثير من الحالات قد لا يشعر المريض بأعراض واضحة في البداية، لكن مع تفاقم التضخم تظهر بعض العلامات مثل:

ألم أو ثِقل في الجانب الأيمن العلوي من البطن.

انتفاخ أو شعور بالامتلاء.

اصفرار الجلد والعينين (اليرقان).

فقدان الشهية، الغثيان، أو التعب العام.

تورم الساقين أو تجمع السوائل في البطن (في المراحل المتقدمة).

التشخيص والعلاج

تشخيص تضخم الكبد يتم من خلال الفحص السريري أولًا، ثم تأكيده عبر الأشعة التصويرية مثل الموجات فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية، بالإضافة إلى تحاليل الدم التي تكشف وظائف الكبد. وفي بعض الحالات قد يلجأ الطبيب إلى أخذ عينة من أنسجة الكبد للتأكد من طبيعة السبب.

أما العلاج فيعتمد بالدرجة الأولى على السبب المؤدي إلى التضخم:

معالجة الالتهاب الفيروسي بالأدوية المضادة.

تنظيم النظام الغذائي وإنقاص الوزن في حالة الكبد الدهني.

التدخل الجراحي أو العلاجي في حال وجود أورام أو أكياس.

علاج أمراض القلب أو الدورة الدموية إذا كانت السبب الرئيسي.