محلل سياسي فلسطيني: الاحتلال يتعمد تجويع أطفال غزة لكسر صمود الشعب والمجتمع الدولي شريك في الجريمة

محلل سياسي فلسطيني: الاحتلال يتعمد تجويع أطفال غزة لكسر صمود الشعب والمجتمع الدولي شريك في الجريمة

محلل سياسي فلسطيني: الاحتلال يتعمد تجويع أطفال غزة لكسر صمود الشعب والمجتمع الدولي شريك في الجريمة
حرب غزة

في وقتٍ يفترض أن تعلو فيه أصوات ضحكات الأطفال وتُضاء البيوت بزينة العيد، ومع اقتراب عيد الأضحى يستقبل أطفال غزة عيدهم هذا العام ببطون خاوية وقلوب مثقلة بالحزن والخوف، وسط حصار إسرائيلي خانق يمنع دخول الغذاء والدواء، ويغلق المعابر في وجه المساعدات الإنسانية، فيما يكتفي العالم بالمشاهدة دون أن يحرك ساكنًا.

في شوارع مخيمات اللاجئين والمناطق المدمرة شمال وجنوب القطاع، لا تُشاهد مظاهر العيد المعتادة؛ لا ملابس جديدة، ولا حلوى، ولا ألعاب. كل ما تراه هو أطفال يرتدون ثيابًا باهتة، يحدقون بصمت نحو بسطات فارغة أو مبانٍ مدمرة، يتوسلون طيف حياة طبيعية فقدوها منذ شهور طويلة.

بحسب بيانات وزارة الصحة في غزة، فإن أكثر من 70% من سكان القطاع يعانون من انعدام الأمن الغذائي، فيما ارتفعت معدلات سوء التغذية بين الأطفال إلى مستويات غير مسبوقة، مع تسجيل حالات وفاة نتيجة الجوع ونقص الرعاية الطبية، لا سيما بين الرضّع وحديثي الولادة.

ورغم المناشدات المستمرة من المنظمات الدولية، ما تزال سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل منع دخول الشاحنات المحملة بالغذاء والدواء والوقود، وتفرض قيودًا مشددة على المعابر؛ ما أدى إلى انهيار شبه كامل في القطاع الصحي وتوقف عمل أغلب المستشفيات.

من جانبه، أكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن أكثر من مليون طفل في غزة محرومون من أبسط حقوقهم في الحياة الكريمة، وأن 90% من العائلات لا تحصل على الحد الأدنى من الغذاء والماء، محذرًا من كارثة إنسانية غير مسبوقة إذا استمر الحصار ومنع المساعدات.

ورغم ضخامة المأساة، لم يصدر أي تحرك جاد من المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لفتح المعابر والسماح بدخول الإغاثة، فيما تتزايد الاتهامات للمنظومة الدولية بالتقاعس والازدواجية في المعايير، خاصة في ما يتعلق بحقوق الشعب الفلسطيني.

قال المحلل السياسي الفلسطيني الدكتور سامي البرغوثي: إن ما يجري في قطاع غزة من حصار وتجويع ممنهج، خاصة بحق الأطفال، ليس مجرد أزمة إنسانية، بل "جريمة مكتملة الأركان تُمارسها إسرائيل أمام أعين العالم، الذي يكتفي بالصمت والتفرج"، مؤكدًا أن الاحتلال يتعمد استخدام سلاح الجوع كأداة عقاب جماعي لفرض الاستسلام على شعب غزة.

وفي تصريحات للعرب مباشر، شدد البرغوثي على أن آلاف الأطفال في القطاع يعانون من المجاعة وسوء التغذية والمرض، في وقت تمنع فيه سلطات الاحتلال دخول الغذاء والدواء وحتى المياه الصالحة للشرب، لافتًا أن "أبسط حقوق الطفولة تُنتهك بشكل ممنهج، والنتيجة أجيال تتربى على الألم والفقد، في ظل غياب الضمانات الإنسانية والقانونية".

وأوضح المحلل السياسي، أن إسرائيل "تستخدم معابر القطاع كورقة ضغط لابتزاز الفلسطينيين سياسيًا"، مضيفًا: "إغلاق المعابر ومنع الإمدادات الإنسانية ليس مسألة أمنية كما تدعي، بل سياسة واضحة تهدف إلى كسر إرادة الشعب الفلسطيني من خلال استهداف أضعف حلقاته، وهم الأطفال".

وانتقد البرغوثي تقاعس المجتمع الدولي، مؤكدًا أن "السكوت عن هذه الجرائم يُعد مشاركة فعلية فيها"، داعيًا الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية إلى "اتخاذ إجراءات فورية وملزمة، وليس الاكتفاء بإصدار بيانات الشجب والإدانة".

وأشار ، أن "العيد في غزة كشف مجددًا الوجه القبيح للاحتلال، وفضح ازدواجية المعايير الدولية، حيث يُترك أطفال غزة ليموتوا جوعًا في الوقت الذي تُوفر فيه الحماية والغطاء السياسي لإسرائيل".

واختتم الدكتور سامي البرغوثي تصريحه بدعوة لفتح المعابر فورًا، وتسيير قوافل الإغاثة بشكل عاجل، والعمل على وقف العدوان على غزة، قائلاً: "إذا بقي الوضع على ما هو عليه، فستتحول غزة إلى منطقة مجاعة شاملة، والمجتمع الدولي سيكون شاهد زور على واحدة من أبشع الجرائم في العصر الحديث".