قمة الكوميسا في زامبيا.. مسار التكامل الاقتصادي الإفريقي
تعد قمة الكوميسا في زامبيا مسار التكامل الاقتصادي الإفريقي
استضافت زامبيا قمة السوق المشتركة الـ22 (لدول تجمع شرق وجنوب القارة الإفريقية)،"الكوميسا"، والتي عقدت خلال الفترة من 6 إلى 8 يونيو الجاري، تحت شعار "التكامل الاقتصادي من أجل كوميسا المُزدهرة المُرتكزة على الاستثمار الأخضر والقيمة المضافة والسياحة، وشارك في القمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال زيارته إلى العاصمة الزامبية "لوساكا"، فضلا عن زعماء ورؤساء حكومات 21 دولة إفريقية، والتي ستشهد تسليم الرئاسة الدورية من مصر إلى زامبيا.
عجلة التنمية
وتدفع القمة إلى دفع عجلة التنمية المشتركة في كافة مجالات النشاط الاقتصادي، والتوصل إلى النمو المتواصل والتنمية المستدامة في الدول الأعضاء، التعاون في إيجاد بيئة مشجعة للاستثمار المحلى والأجنبي، التعاون لتشجيع السلام، والأمن، والاستقرار بين الدول، التعاون لتقوية العلاقات بين دول السوق المشتركة وبقية دول العالم، الإسهام في تحقيق أهداف الجماعة الاقتصادية الإفريقية، تعميق مفهوم المصالح الاقتصادية المتبادلة.
التنمية الاقتصادية
وكشفت دراسة لمركز فاروس للدراسات الإفريقية أنه فيما يتعلق بمجال التنمية الاقتصادية؛ أولت مصر اهتمامًا كبيرًا، لتفعيل اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية، وتحقيق التناغم بينها وبين اتفاقية التجارة الحرة الثلاثية، بين تجمعات «الكوميسا» و«السادك» و«شرق إفريقيا» عبر إجراءات محددة، لحث الدول الأعضاء على تنفيذ الإعفاءات الجمركية، وتيسير حركة التبادل التجاري فيما بينها، حيث أسفرت تلك الجهود، عن زيادة الصادرات البينية لدول «الكوميسا» لتصل إلى «13» مليار دولار عام 2022، وهى القيمة الأعلى، منذ إنشاء منطقة التجارة الحرة، في إطار التجمع عام 2000 بجانب ارتفاع حجم التبادل التجاري بين مصر ودول «الكوميسا» في ذات العام، إلى أعلى قيمة لها منذ انضمام مصر للكوميسا، ليصل إلى «4.3» مليار دولار.
أهداف الكوميسا
يقول حسام عيد، الخبير المتخصص في الشؤون الإفريقية، إنه تعد (الكوميسا) سوقًا تجارية ضخمة حيث يبلغ إجمالي عدد سكانها أكثر من 583 مليون نسمة، وناتجها المحلي الإجمالي حوالي 805 مليارات دولار أميركي، بينما يبلغ حجم تجارتها مع العالم الخارجي حوالي 324 مليار دولار، لافتا أنه تضم الكوميسا 21 دولة هي (مصر، وبوروندي، وجزر القمر، والكونغو الديموقراطية، وجيبوتي، وإريتريا، وكينيا، وإثيوبيا، وإيسواتيني، ومالاوي، ومدغشقر، وليبيا، وسيشيل، ورواندا، وموريشيوس، وتونس، والسودان، والصومال، وزامبيا، وزيمبابوي، وأوغندا).
وأضاف في تصريح لـ"العرب مباشر": أن الأهداف التي تسعى "الكوميسا" إلى تنفيذها تحرير التجارة والتعاون الجمركي، وتحسين إدارة وسائل النقل والاتصالات، وخلق البيئة المواتية لتعزيز الاستثمارات والقطاع الخاص، ومواءمة سياسات الاقتصاد الكلي والسياسات النقدية في جميع الدول الأعضاء، وتعزيز النمو الاقتصادي والتنمية المشتركة، وتنفيذ برامج لتحسين مستويات المعيشة، كما تشمل مجالات أولوية عمل (الكوميسا) منطقة التجارة الحرة والاتحاد الجمركي وتعزيز التجارة.
وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي: إنه كان شرفًا كبيرا تولي مصر قيادة تجمع «الكوميسا»، على مدار العامين الماضيين في فترة شديدة الدقة، شهدت تطورات مهمة، على المستويين الدولي والإقليمي ولقد وضعت مصر أمام أعينها أهدافا محددة، خلال رئاستها للتجمع، ترتكز على دفع معدلات التكامل الاقتصادي، من أجل تعزيز مستوى رفاهية شعوبنا، بالإضافة إلى تعزيز مقدرات السلم والأمن بدولنا، غير أنه وبالرغم من النجاحات التي تم تحقيقها، فلا يزال أمامنا الكثير، لتوظيف تكاملنا الإقليمي لمواجهة التحديات الراهنة.