المخدرات والحشيش أزمة تهدد المغرب.. والمواطنون يؤكدون: أولادنا ينهارون

المخدرات والحشيش أزمة تهدد المغرب.. والمواطنون يؤكدون: أولادنا ينهارون
صورة أرشيفية

صارت مملكة المغرب في العقود الأخيرة، مملكة لتجارة المخدرات، وزادت بها تجارة المخدرات وتهريبها عبر الموانئ من المغرب إلى إسبانيا، وفي الوقت الذي تخرج في المظاهرات مطالبة بالعدالة الاجتماعية، تجد مدناً تعج بالثراء بالفاحش، وعلى رأس تلك المدن مدينة طنجة والعاصمة "الدار البيضاء"، التي صارت مأوى لتجار المخدرات.

المغرب غارق في الفقر والمخدرات

ومن جانبها قالت السيدة ثريا رضا، 55 عامًا، موظفة، في تصريحات لـ"العرب مباشر"، إن نجلها الأوسط والذي يبلغ من العمر 17 عامًا، كان أحد ضحايا انتشار تجارة المخدرات بالمغرب، لافتة أنها لم تكتشف الأمر سريعًا ولكن بمرور الوقت بدا تغير في سلوكه وبدأ في الخروج من المنزل كثيرًا ليجلس منفردًا بالحديقة المجاورة لنا.

وتابعت ثريا: من اكتشف أمره شقيقه، وعلمنا بعد ذلك أن تجار المخدرات يسرحون شبابًا صغارًا لبيع تلك السموم لأولادنا، لافتة أنها توجهت إلى السلطات المعنية بالأمر، ولكنها فوجئت بحديث أحد القيادات الأمنية، الذي أكد لها سعي الأمن المغربي للقضاء عليهم، ولكن الانتشار فاق الحد.

شباب المغرب يغرق في الإدمان 

ومن ناحيته قال السيد أيمن نزار، 47 عامًا، موظف بإحدى الشركات الخاصة، في تصريحات لـ"العرب مباشر"، إن نماذج الفساد تزيد تباعًا داخل المغرب، وإن طبقة الأثرياء لم تعد من أصحاب الأعمال المشروعة، بل إن تجارة المخدرات والسلاح اجتاحت المغرب.

وأشار نزار، أن صبيان تجار المخدرات تجدهم يقفون على النواصي في وضح النهار ويقبل عليهم الشباب من فئات عمرية صغيرة، رغم أن السلطات المغربية أعلنت أنها تشن حملات على تهريب المخدرات، ولكن رغم ذلك فإننا لا نرى تحركًا تجاه هؤلاء، بل صارت هناك مدن مشهورة بتجارة المخدرات؛ الأمر الذي يضر بواجهتنا أمام العالم.

تعاون السلطات الإسبانية والمغربية لوقف سفن تهريب المخدرات

بينما كشف مصدر أمني، في تصريحات لـ"العرب مباشر"، أن مصالح المديرية العامة للأمن المغربي تواصل عملها على أكثر من صعيد، لإحباط عمليات تهريب المخدرات، لافتًا أنه تم توقيف أحد التجار أصحاب الشهرة الواسعة، رافضًا الكشف عن اسمه نظرًا لأن الأمر ما زال قيد التحقيقات، مستكملًا حديثه أنه كان يشكل موضوع بحث على الصعيد الوطني بموجب 16 مذكرة بحث من أجل قضايا المخدرات، لافتًا أنه تم توقيفه في منطقة قروية قرب "جبل الحبيب" بضواحي تطوان شمال المغرب، وأسفرت عمليات التفتيش المنجزة عن العثور على شحنات متنوعة من المخدرات.

وتابع المصدر الأمني: إن السلطات المغربية تتعاون مع السلطات الإسبانية لفرض أكبر قدر من الحصار على تلك الشبكات التي تستخدم الموانئ البحرية في تهريب تلك السموم، لافتًا أن نسبة الإدمان في الفئة العمرية من 16 إلى 30 عامًا صارت تتجاوز 21% وهي نسبة كبيرة وتمثل خطرًا على الأمن الداخلي بالمغرب.

طنجة مأوى تجارة الذهب الأخضر

وأصبحت مدينة طنجة، الأكثر شهرة في المغرب مأوى تجارة المخدرات، وصارت مشهورة عالميًّا بأنها عاصمة للتهريب والمخدرات وغسيل أموال الجريمة المنظمة، وصفها المرصد الدولي للمخدرات بكونها "كارتيلا" دوليًّا للمخدرات وأنشطة التبييض.

ومنذ أن شنت الدولة حملتها الواسعة على تجار المخدرات بالمنطقة الشمالية، وبعدما وصلت ثرواتهم إلى أرقام فلكية تقدر بالمليارات من الدولارات، حزم معظمهم (مافيا المخدرات) أمتعتهم، وتوجهوا نحو جنوب إسبانيا أو استقروا بسبتة ومليلية، هناك أودع بعضهم في البنوك الإسبانية والأوروبية الملايين، بينما أنشأ البعض الآخر مشاريع مختلفة بعد أن حصلوا على الجنسية الإسبانية، ليتحولوا إلى رجال أعمال ومسؤولين في عدد من القطاعات الحيوية.

وبعد أن هدأت هذه الحملة الواسعة، واستعادت المدن الشمالية عافيتها وأنشطتها المعتادة، عاد من جديد هؤلاء "التجار"، للاستقرار بهذه المنطقة من أجل استثمار أموالهم في مشاريع اقتصادية أو سياحية للتغطية على أنشطتهم السرية غير المشروعة، من خلال مشاريع مختلفة مثل العقارات والمقاولات والمطاعم الراقية والمنشآت السياحية والخدمات، لم يترك هؤلاء قطاعاً إلا وانخرطوا فيه، ثروات هائلة تراكمت بطرق مشبوهة وغير قانونية، قبل أن يسلكوا قنوات سرية لتبييضها ويصبحوا بقدرة قادر من بين الشخصيات الوازنة في عالم المال والأعمال.