رؤية أمريكية لما بعد حرب غزة: مبادئ جديدة لإنهاء الصراع.. ما التفاصيل؟

رؤية أمريكية لما بعد حرب غزة: مبادئ جديدة لإنهاء الصراع

رؤية أمريكية لما بعد حرب غزة: مبادئ جديدة لإنهاء الصراع.. ما التفاصيل؟
صورة أرشيفية

في تطور جديد يعكس التحركات الدبلوماسية الأمريكية في الشرق الأوسط، كشفت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن وثيقة أمريكية تحتوي على مبادئ تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار وإرساء أسس السلام بعد انتهاء الحرب في غزة.

هذه الوثيقة تسلط الضوء على الرؤية الأمريكية لمستقبل المنطقة، والتي تشمل إنشاء دولة فلسطينية على حدود 1967، كما هو متوقع في مبادرة السلام العربية. 

التقرير التالي يقدم تفاصيل هذه الوثيقة ويستعرض ردود الأفعال المختلفة حولها.

*الإطار العام للوثيقة*

تسعى إدارة بايدن إلى وضع حد للنزاع في غزة عبر تقديم رؤية تقليدية للسلام، تختلف عن الرؤية الطموحة التي يقترحها بعض الشركاء العرب. منذ بداية العام، تقود الولايات المتحدة مجموعة اتصال تضم وزراء من السعودية والإمارات وقطر ومصر والأردن والسلطة الفلسطينية بهدف وضع خطة لإدارة الوضع في غزة بعد الحرب. 

وقد أعدت هذه الدول رؤية تشمل الاعتراف الدولي الفوري بالدولة الفلسطينية، وإنشاء قوة حفظ سلام في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وبدء محادثات السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

*محتوى الوثيقة*

تتضمن الوثيقة الأمريكية التي حصلت عليها "تايمز أوف إسرائيل" عشرة مبادئ رئيسية:

*إعادة إعمار غزة*

دعوة المجتمع الدولي لدعم إعادة إعمار غزة، مع فتح المعابر إلى القطاع لضمان تدفق المساعدات دون عوائق.

*رفض حكم الجماعات الإرهابية*

رفض استمرار حكم الجماعات الإرهابية في غزة، "يجب على جميع المنظمات الإرهابية والجماعات المسلحة نزع سلاحها ونبذ العنف، إن آلية نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج ستسهل هذه العملية في غزة.

*الانسحاب الإسرائيلي*

انسحاب إسرائيلي كامل من غزة دون أي تقليص في أراضيها، أو احتلال عسكري أو تهجير قسري للفلسطينيين، الذين سيسمح لهم بالعودة إلى المجتمعات في القطاع الذي فروا منه خلال الحرب.

*إعادة توحيد الأراضي الفلسطينية*

إعادة توحيد غزة والضفة الغربية تحت قيادة السلطة الفلسطينية، والتي ستتلقى المساعدة من الشركاء الدوليين خلال الفترة الانتقالية بعد الحرب حتى تصبح جاهزة لاستئناف الحكم بشكل كامل في القطاع.

*استئناف مفاوضات السلام*

الدعوة إلى استئناف مفاوضات الوضع النهائي بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية على أساس أنه "لا يمكن تحقيق نهاية دائمة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني وإنهاء الاحتلال إلا من خلال المفاوضات المباشرة".

*دعم قيام دولة فلسطينية*

دعم قيام دولة فلسطينية مستقلة ومتصلة وقابلة للحياة، على أساس خطوط الرابع من يونيو 1967 مع مقايضات متفق عليها بشكل متبادل وحل عادل ومتفق عليه للاجئين الفلسطينيين، على النحو المتوخى في مبادرة السلام العربية، (سبق أن أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن دعمه لحدود 1967)، ولكن يبدو أن هذه هي المرة الأولى التي تدعم فيها الولايات المتحدة أيضًا مبادرة السلام العربية.

*التطبيع مع الدول العربية*

إمكانية التطبيع بين المملكة العربية السعودية والدول العربية الأخرى وإسرائيل مع تقدم ملموس نحو حل الدولتين هي وسيلة واعدة لتحقيق السلام والأمن والتكامل الإقليمي الذي سيفيد الجميع.

*رفض الإجراءات الأحادية*

رفض الإجراءات الأحادية الجانب من الجانبين، "بما في ذلك توسيع المستوطنات والبؤر الاستيطانية وتمجيد الإرهاب والعنف". كما أن الجانبين مدعوان إلى دعم سيادة القانون ورفض التحريض من قبل المسؤولين وأفراد الجمهور.

*التزام بالاتفاقيات السابقة*

الدعوة إلى الالتزام بالالتزامات التي تم التوصل إليها خلال قمتي العام الماضي في العقبة وشرم الشيخ، والتي رفضت أيضًا المضي قدمًا في الإجراءات الأحادية. 

وتحث الوثيقة الأمريكية أيضًا على الحفاظ على الوضع الراهن في الحرم القدسي، "الاعتراف بالارتباط العميق للأشخاص من العديد من الأديان بالقدس، وأن الحدود في القدس تخضع لمفاوضات الوضع النهائي".

*إصلاحات السلطة الفلسطينية*

 دعوة السلطة الفلسطينية لتنفيذ إصلاحات بعيدة المدى تركز على الحكم الرشيد والشفافية ومكافحة الفساد.

*ردود الأفعال*

أثارت الوثيقة ردود فعل متباينة، بينما أعرب بعض الدبلوماسيين العرب عن خيبة أملهم من أن الولايات المتحدة تعتبر اقتراحهم "غير واقعي على الإطلاق"، فإن الوثيقة الأمريكية تسعى إلى إيجاد أساس مشترك لاستمرار المحادثات مع الشركاء العرب.

من جهة أخرى، تؤكد الإدارة الأمريكية على أهمية تأمين صفقة الرهائن لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس. وقد حازت الوثيقة على موافقة البيت الأبيض وتستخدم كإطار لمواصلة المحادثات مع الحلفاء العرب، بما في ذلك الاجتماعات التي سيعقدها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في مصر وقطر والأردن.

*التحديات المستقبلية*

تواجه هذه الوثيقة تحديات عديدة، أبرزها رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لأي مسار نحو دولة فلسطينية حتى ولو كان غير محدد زمنيًا، معتبرًا أن ذلك سيكون بمثابة مكافأة لحركة حماس، هذا يعكس تعقيدات المشهد السياسي الإسرائيلي وتحديات تحقيق السلام في المنطقة.

تكشف الوثيقة الأمريكية عن رؤية شاملة لتحقيق السلام والاستقرار في غزة بعد الحرب، ورغم التحديات الكبيرة التي تواجه تنفيذ هذه الرؤية، إلا أنها تمثل خطوة مهمة نحو محاولة إنهاء الصراع المستمر منذ عقود، ستكون الأشهر القادمة حاسمة في تحديد مدى نجاح هذه المبادرة الدبلوماسية في تحقيق أهدافها على أرض الواقع.