لبنانيون: لن تسقط لبنان في "فخ" حزب الله وحروبه الطائفية

لبنانيون: لن تسقط لبنان في
صورة أرشيفية

كالسرطان ينتشر تنظيم حزب الله في لبنان محاولًا السيطرة على مفاصل الدولة بمعاونة قادته في إيران، الأمر الذي دفع الشعب اللبناني للتجمع في وسط العاصمة بيروت متحدين تفشي وباء كورونا، في مخاطرة واضحة بأرواحهم للتظاهر ضد التنظيم المتطرف ومحاولته بسط نفوذه على الدولة اللبنانية والاستيلاء عليها بالكامل، الاحتجاجات انتشرت في كل شوارع لبنان بسبب انهيار الأوضاع المعيشية والاقتصادية التي زادت سوءًا بعد تداعيات تفشي فيروس كورونا التي زادت الأوضاع تعقيدًا، نزول الشعب اللبناني إلى ساحات المظاهرات بدأ كمحاولة لإعادة إحياء ثورة تشرين، لكن سرعان ما تغلغلت في التحرك مجموعة من الشبان هتفت تأييدًا لحزب الله، ووقعت اشتباكات بين الطرفين، واضطرت القوى الأمنية إلى تفريق المتظاهرين عبر إطلاق القنابل المسيلة للدموع.

كيف خطط عناصر حزب الله لإشعال حرب طائفية؟

الاحتجاجات الشعبية بدأت تتصاعد تدريجيًّا لاسيَّما بعد ظهور تظاهرات طائفية تزعمها عناصر من أنصار حزب الله وحركة أمل حيث هاجمت تلك العناصر المحتجين في ساحة الشهداء وسط بيروت؛ ما أدى لتدخل قوات الجيش اللبناني وسقوط عدد كبير من المصابين.

عناصر حزب الله خططوا لإشعال حرب طائفية في طول لبنان وعرضها، وبدأ ذلك المخطط عندما تطورت الأحداث إلى تراشق وسب في العقائد والمرجعيات وصلت إلى قيام أنصار الثنائي الشيعي "حزب الله" و"حركة أمل" بسب رموز سنية على رأسهم زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم السيدة عائشة رضي الله عنها، وتداول نشطاء على مواقع التواصل مقاطع فيديو ظهرت قيام مجموعات بترديد هتافات مسيئة تتعرض لزوجة النبي صلى الله عليه وسلم خلال المظاهرات التي عمّت البلاد، أمس السبت.

وعقّب حزب الله على مقاطع الفيديو ببيان قال فيه: "على إثر الهتافات المسيئة وما يتم تداوله على بعض منصات التواصل في هذا الشأن، أولًا: ما صدر من إساءات وهتافات من قبل بعض الأشخاص مرفوض ومستنكر ولا يعبر إطلاقًا عن القيم الأخلاقية والدينية لعامة المؤمنين والمسلمين.

وتابع: يذكر حزب الله بالموقف الشرعي والديني لسماحة الإمام القائد السيد علي الخامنئي حفظه الله، وفتواه المعروفة بحرمة التعرض لزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين وعامة مقدسات المسلمين".

الحريري حذر من الانسياق وراء مخطط "حزب الله" والسقوط في فخ الحرب الأهلية

من جهته، نشر سعد الحريري، رئيس الوزراء اللبناني السابق، سلسلة تغريدات على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، قال فيها: "أتوجه إلى كافة المواطنين الذين هالهم التعرض لأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، منبهًا إلى التزام حدود الوعي والحكمة وعدم الانجرار لأي ردة فعل يمكن أن تهدد السّلم الأهلي وتفسح المجال أمام الجهلة لإشعال الفتنة بين أبناء الوطن الواحد".

وتابع: "إن أي تطاول على السيدة عائشة أمر مشين ومرفوض أصابنا جميعًا في الصميم ويشكل إهانة لكل المسلمين دون استثناء وليس لطائفة واحدة من الطوائف، وهو ما كان محل استنكار وإدانة عن أولي الأمر في السياسة ورجال الدين من إخوتنا في الطائفة الشيعية بمثل ما صدر عن أهل السنة ودار الفتوى تحديدًا.

واختتم حديثه قائلًا: "ندائي إلى كافة الأهل والأحبة في كل المناطق أن نأخذ بدعوة دار الفتوى وتحذير جمهور المسلمين من الوقوع في فخ الفتنة المذهبية.. الفتنة نائمة لعن الله مَن يوقظها".

ومن جانبها، حذرت دار الفتوى اللبنانية من الوقوع في فخ الفتنة المذهبية والطائفية، وأكدت أن شتم الرموز الدينية لا يصدر إلا عن جاهل ويحتاج إلى توعية، وأن أي إساءة بحق هذه الرموز تمس كل المسلمين، واعتبرت أن ما خرج من سب وإهانات صادر من بعض الجهلة الذين لا يفقهون تعاليم الإسلام ومفاهيمه.

لن نسمح لعناصر حزب الله بإسقاط بلادنا في دوامة الحروب الأهلية

يقول، فادي الحسن، 37 عامًا، لبناني شارك في الاحتجاجات الأخيرة، لا يخفى على الشعب اللبناني محاولات حزب الله، بداية التظاهرات كانت اعتراضًا على الظروف المعيشية الصعبة والقرارات الخاطئة للمسؤولين، خاصة بعد التداعيات الاقتصادية لتفشي وباء كورونا في لبنان وعجز اللبنانيين عن الصمود أمام حالة الانغلاق التام وما صحبها من آثار.

وتابع الحسن: عناصر حزب الله يخططون لإشعال حرب أهلية في لبنان، لتحقيق أكبر استفادة ممكنة لهم ولخدمة مصالحهم التي تنمو فقط وسط الخراب والدماء، الشعب اللبناني لن يسمح لتلك التنظيمات بالسيطرة على بلادنا ولن نحقق أحلامهم بالسقوط في دوامة الحروب الأهلية.

وأضاف الحسن: التظاهرات في البداية كانت محدودة للغاية، تدخل حزب الله عبر دس عناصره داخل التظاهرات ليسيئوا لأم المؤمنين السيدة عائشة ومقدسات المسلمين السنة، ليكشفوا أهدافهم ومخططاتهم بإشعال فتنة طائفية تتحول بشكل سريع لحرب أهلية تسمح لهم بإحكام سيطرتهم على لبنان.

حزب الله تعمد إشعال الفتنة الطائفية لإبعاد المتظاهرين عن "سلاحه"

في السياق ذاته، يقول ربيع معتوق، لبناني، 41 عامًا، التظاهرات أمر طبيعي في ظل الظروف التي يعيشها لبنان، والجميع كان يتوقع اشتعالها إن آجلاً أو عاجلًا.

وتابع: منذ أن تحدث البعض عن قضية "سلاح حزب الله" أدرك الجميع أن الحوادث الطائفية قادمة، فهذا هو سلاح عناصر حزب الله الدائم في لبنان، وبالفعل دفع حزب الله الموالين له لافتعال الفتنة الطائفية لإبعاد المتظاهرين عن أهدافهم الحقيقية وإشغالهم بأمور لا تمثل خطورة على التنظيم المتطرف.

وأضاف معتوق: حزب الله افتعل الأزمة الطائفية لتحويل مسار التظاهرات عن أسبابها الرئيسية والتي تتمثل في مسألة وجود سلاح حزب الله داخل لبنان، ذلك السلاح الذي تسبب في كوارث اقتصادية عديدة ضرب الاقتصاد اللبناني في السنوات الماضية وحتى الآن.

عصابات حزب الله تقف دائمًا حجر عثرة أمام كل محاولات انتشال لبنان من أزماته الاقتصادية الطاحنة، على سبيل المثال فصندوق النقد الدولي يشترط لمساعدة لبنان عدة أمور أبرزها تحجيم سيطرة حزب الله، خاصة تأمين المعابر غير الشرعية ووقف عمليات التهريب، اللبنانيون يعرفون صعوبة تحقيق هذا، خاصة مع المطالبات التي لا تنتهي عربيًّا وأوروبيًّا بنزع سلاح حزب الله.

وتابع معتوق: التهديد بالحرب الطائفية طريقة معروفة لعناصر حزب الله الذين يرغبون في تصوير أن المتظاهرين قد يشعلون فتيل الفتنة الطائفية ويدمرون لبنان فيجب وقف التظاهرات التي اندلعت في الأساس لمهاجمة التنظيم وضرره على البلاد.

وأضاف: لن تحدث حرب أهلية في لبنان، قد تحدث مناوشات ولكن لن تتطور لأن الشعب اللبناني ذاق مرارة الحرب الأهلية ولن يسمح بتكرارها من جديد ويدرك جيدًا ألاعيب حزب الله وأنصاره.