غزة تحتاج إلى خطة مارشال: الحرب تحطم أحلام النازحين إلى رفح

غزة تحتاج إلى خطة مارشال: الحرب تحطم أحلام النازحين إلى رفح

غزة تحتاج إلى خطة مارشال: الحرب تحطم أحلام النازحين إلى رفح
صورة أرشيفية

بعد أن فقدوا كل شيء في الحرب الأخيرة مع إسرائيل، لم يجد النازحون من غزة مكانًا يحتمون فيه من الرعب والموت، ففي رفح، التي استقبلت الآلاف منهم، كانت الحياة صعبة ومحفوفة بالمخاطر، في حديثهم لـ"العرب مباشر" يقول عدد من النازحين توقعاتهم لإعادة الإعمار وما يحلمون به من حياة، ونسمع منهم كيف يتعاملون مع الخوف والأمل والاستسلام في ظل الظروف المأساوية. 
 
*خطة مارشال* 

في اجتماع للأمم المتحدة في جنيف، أكد مسؤول في مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)، أن غزة تحتاج إلى خطة إنقاذ عاجلة بعد الحرب الأخيرة مع إسرائيل، وقال ريتشارد كوزول رايت، المدير في أونكتاد: إن الصراع تسبب في خسائر تقدر بنحو 20 مليار دولار، وهو ما يعادل أربعة أضعاف الدمار الذي شهدته غزة في عام 2014.  

وأضاف أن هذا التقدير مبني على صور الأقمار الصناعية ومصادر أخرى، وأنه سيتطلب فرق بحثية للحصول على رقم أكثر دقة. 

وأشار ريتشارد رايت، إلى أن غزة تحتاج إلى "خطة مارشال" جديدة، مستلهمة من الخطة الأميركية التي ساعدت أوروبا في التعافي من الحرب العالمية الثانية. 

وحذر رايت، من أن اقتصاد غزة قد لا يعود إلى مستواه السابق قبل نهاية القرن الحالي إذا لم يتوقف العنف في القطاع الفلسطيني. 
 
*الحلم المستحيل* 

يحلم بلال محمد، 18 عامًا، النازح من شرق غزة، بأن يصبح طبيبًا يعالج جراح الناس وينقذ حياتهم، لكن هذا الحلم يبدو مستحيلًا في ظل الحرب والحصار والتدمير الهائل لقطاع غزة، يقيم محمد مع عائلته في مدرسة تابعة للأونروا في رفح، حيث يعاني من الازدحام والخوف. 

يقول محمد لـ"العرب مباشر"، أواصل دراستي عبر الإنترنت، ولكن أواجه صعوبات في الاتصال والتركيز والمواد، مضيفًا: "أشعر بالإحباط واليأس، ولكن لن استسلم". 

وأضاف محمد، أنا أعلم أن الظروف صعبة جدًا، ولكني لا أريد أن أفقد أملي في تحقيق حلمي. أنا أحب الطب وأريد أن أساعد الناس، خاصة الذين يعانون من الإصابات والأمراض بسبب الحرب، أنا أدرك أنه لا يوجد مستقبل لي في غزة، وأن الأمل الوحيد هو أن أجد فرصة للسفر إلى الخارج للدراسة، مضيفًا: لم يبق حجرًا في مكانه وإذا توقفت الحرب في هذه اللحظات سنحتاج لسنوات طويلة جدًا حتى يصبح هناك بنية تحتية مناسبة للتعليم. 
 
*العودة إلى الحياة* 

كنت أحلم بتحسين أوضاعي المعيشية، ولكن لم يعد في عمري باقي لأعيد الأوضاع إلى ما كانت عليه فقط وليس تحسينها، هكذا تحدث خالد عبد الرحمن، صاحب الـ 45 عامًا، مضيفًا: أعمل منذ 30 عامًا وأنفقت جميع ما كسبته خلال هذه السنوات لأمتلك بيتًا لي ولأسرتي، وفي لمح البصر أصبح منزلي ركامًا وفقدت أبي وشقيقي وأحد أبنائي الثلاث. 

وتابع عبد الرحمن لـ"العرب مباشر": اقتصاد غزة انهار تمامًا وأصبحت انقاض وبما أملكه من خبرات في مجال المقاولات والبناء، أرى أن غزة تحتاج فقط من 5 إلى 7 سنوات لرفع الحطام فقط وليس لإعادة الأعمار، مضيفًا: الآن نحلم فقط بوجبة أو شربة ماء وساعة واحدة من الكهرباء، وليس بمدينة كاملة المرافق ومنزل. 

وأضاف عبد الرحمن، زوجتي وأبنائي يحلمون بالحياة في منزلنا ولو كانت دون كهرباء أو ماء، بعد أن تدهورت حالتهم الصحية بسبب الخيام والبرد الشديد وسوء التغذية، متابعًا: نسمع تقديرات تتحدث عن الوقت المتوقع لإعادة إعمار غزة، وتعليقي ببساطة، لمن سيتم إعادة إعمارها تحديدًا؟ فالحرب لم تتوقف والجميع مهدد بفقدان حياته وحياة أبنائه. 
 
البحث عن الأمل 

يبحث أحمد الناصر 34 عامًا، النازح من النصيرات، عن الأمل في ظل الحرب والدمار. يقول أحمد: إنه ترك منزله وعمله وأصدقائه في النصيرات بعد أن تعرضت المنطقة للقصف المكثف من قبل الاحتلال الإسرائيلي. يقيم أحمد مع عائلته في مسجد في رفح، حيث يحاول أن يجد مصدرًا للرزق والمأوى. 

وتابع الناصر لـ"العرب مباشر": لقد كانت حياتي جيدة في النصيرات، كنت أعمل في محل لبيع الخضار، وكنت أكسب قوت يومي، وكنت أعيش في منزل مريح مع عائلتي.  

لكن الحرب غيرت كل شيء، لقد دمرت منزلي ومحلي وحياتي. لقد هربت إلى رفح مع عائلتي، ولكنني لم أجد هناك سوى الفوضى والمعاناة.  

لا يوجد عمل أو ماء أو كهرباء أو أمن، أنا أشعر باليأس والضياع، ولكني لا أفقد الأمل، أنا أثق بالله وبالشعب الفلسطيني، وأنا أؤمن بأن النصر قادم، وأن الحرية قريبة.