قطريون متخوفون من "الموجة الثانية" لـ"كورونا".. ويؤكدون: النظام يحارب الفيروس إعلاميًا

قطريون متخوفون من
صورة أرشيفية

تحاول الحكومة القطرية التكتم على الأعداد الفعلية للإصابات الإيجابية بفيروس "كورونا" خلال الأسابيع الماضية رغم ملاحظة المواطنين لارتفاع أعداد المصابين وامتلاء المستشفيات عن آخرها وأعلنت قطر عن تسجيل 315 إصابة جديدة بفيروس "كورونا" المستجد، خلال آخِر 24 ساعة، حيث أكد الدكتور عبد اللطيف الخال رئيس المجموعة الإستراتيجية الوطنية للتصدي لفيروس (كوفيد-19) ورئيس قسم الأمراض المعدية بمؤسسة حمد الطبية أن نسبة الإصابة بالفيروس بين فئة المواطنين والمقيمين المحترفين "المهندسين، الأطباء والمدرسين وغيرهم آخذة بالازدياد وسط حالة من الغضب الشعبي لعجز الحكومة عن السيطرة على الوباء المتفشي رغم ضخامة الإمكانيات المتوفرة إلى الإمارة الغنية.
 
وزارة الصحة القطرية أكدت تسجيل أعلى معدل يومي للإصابات منذ انحسار الموجة الأولى


وكانت أكدت وزارة الصحة العامة في قطر، في إحاطة صحفية حول آخر مستجدات فيروس كورونا، تسجيل 288 إصابة جديدة بفيروس كورونا، ليصل العدد التراكمي إلى 115.080 حالة، مقابل شفاء 294 حالة، ليصل عدد الحالات التي تماثلت للشفاء إلى 112.088 حالة، واستقرار حالات الوفاة عند 193 حالة منذ بدء تفشي الوباء في البلاد.


وفى وقت سابق، كشفت وزارة الصحة القطرية، تسجيل 315 إصابة بفيروس كورونا، خلال الـ 24 ساعة الأخيرة، ما يعد أعلى معدل يومي للإصابات منذ نحو أسبوعين، حيث ارتفع إجمالي الحالات المسجلة لدى الوزارة إلى 113262، وتم تسجيل 4 حالات وفاة، منذ الأمس، ليصل بذلك إجمالي الوفيات إلى 188 حالة.
في السياق ذاته قالت وكالة أسوشيتدبرس الأميركية: إن قطر بها أعلى معدل إصابة بفيروس كورونا لكل فرد في العالم، وبدأت الإصابات بانتشار كبير للفيروس لم يتم رصده في مخيمات تؤوي العمال المهاجرين الأصحاء. 


وأضافت الوكالة في دراسة جديدة أن 60% من المصابين بالمرض في قطر لم تظهر عليهم أي أعراض على الإطلاق مما يشكك في جدوى فحوصات الحرارة الجماعية التي تهدف إلى منع المصابين من الاختلاط بالآخرين.
 
تهديدات الحكومة القطرية لـ"العمال" بالتكتم على إصابتهم ضاعفت أضرار الموجة الثانية


فشل الحكومة القطرية بدأ بالتحديد من المناطق الصناعية في قطر، وكشف سوء التعامل مع العمالة الوافدة في قطر وضعف الخدمات الصحية الموجهة إليهم مما أدى لتفاقم الفيروس بين آلاف العمال العاملين في منشآت كأس العالم.


تقرير منظمة حقوقية انتقد سلوك الحكومة القطرية في التعامل مع العمالة الوافدة وإصرارها على تهديد مَن يظهر عليه أعراض المرض بالترحيل فورًا خارج البلاد في حال أبلغوا عن إصابتهم بالفيروس مما أدى لحالة من التكتم الشديد بين العمال، الأمر الذي زاد من تفشي الفيروس بشكل يصعب السيطرة عليه.


التقارير الحقوقية أكدت على ضرورة حماية هؤلاء العمال الذين جاؤوا من قرى في جميع أنحاء جنوب آسيا، واضطر معظمهم لدفع آلاف الدولارات للحصول على وظيفة كانوا يأملون في أن تنتشل أسرهم من الفقر، ولكن مع ضرب جائحة الفيروس التاجي جميع أنحاء قطر وتأكدت إصابة أكثر من 2000 حالة، قد تتدهور أوضاع العاملين المعيشية والصحية لا سيما مع ضيق فرص الحصول على الرعاية الصحية في ظل تاريخ قطري طويل من إساءة معاملة العمال المهاجرين واستغلالهم والذي حظي بإدانة دولية واسعة النطاق في السنوات الأخيرة.
 
النظام يحارب كورونا إعلاميًا فقط.. ولا يحاصر الفيروس على أرض الواقع


يقول محمد بن إبراهيم، 40 عامًا، سوء إدارة الحكومة لملف تفشي وباء كورونا أمر أصبح واضحًا للجميع ويدفع جميع القطريين ثمنه من حياتهم وحياة أبنائهم، الحكومة تسعى بكل طاقتها لتظهر بمظهر القادرين على التصدي إلى الوباء في حين جميع المجهودات تصب فقط في زاوية الظهور بمظهر حسن حتى ينتعش الاقتصاد المتضرر بشدة، فنظام تميم يحارب "كورونا" إعلاميًا فقط ولكن لا يحاول حصار الفيروس على أرض الواقع.


وأضاف إبراهيم، أعمل مهندسًا في إحدى منشآت كأس العالم وأرى الحكومة تتحدث ليلًا ونهارًا عن عدم وجود إصابات بين العمال بشكل يثير القلق ولا أحد فيهم يخبرنا كيف يحافظ العمال على التباعد الاجتماعي عندما يتم تكديسهم في حافلات لنقلهم إلى مقار العمل، ولا يتوقف العمل في الأماكن المغلقة والتي يتجاوز عدد العاملين فيها الـ 200 عامل في ظل إصرار الحكومة على استلام المنشآت في مواعيدها دون اعتبار لتعريض حياة العمال إلى الخطر ودون توفير حتى وسائل الحماية الشخصية وتحميل العمال تكلفتها وهو ما لا يقدر عليه عدد كبير من العاملين بسبب تأخر رواتبهم، فالحكومة لا ترحمهم ولا تعطيهم الفرصة ليرحموا أنفسهم.


وتابع، حالات الوفاة بين العمال تفوق بـ 10 أضعاف الأعداد المعلنة ويتم تسجيلهم بأسباب مختلفة عن كورونا ويكتب بجانب تقرير الوفاة أن سبب فقدان العامل لحياته "غير متعلق بالعمل" وهو مصطلح يستخدم إلى حد كبير لوصف الوفيات المفاجئة من فشل في القلب أو الجهاز التنفسي، كان هنا المئات يموتون سنويًا من العمال في قطر من الإجهاد وضعف الإمكانيات الصحية، فأصبحت الآن أرى المئات يموتون شهريًا.
 
الحكومة تتباهى بتخفيف الإجراءات الاحترازية رغم تحذير الخبراء حول العالم


في السياق ذاته، يقول "منصور الخالدي"، 38 عامًا، الجميع هنا يشعر بالرعب من الموجة الثانية من فيروس كورونا، الموجة الأولى لم تنتهِ بعد وأعداد الإصابات هائلة بالنسبة لعدد سكان قطر، ورغم ذلك لم نجد إجراءات من الحكومة تدل على استعدادها لمحاصرة فيروس كورونا، فلا يزال تميم بن حمد يضع كامل تركيزه على الأوضاع في تركيا وليبيا، وكيفية دعم مخططاته الشخصية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على حساب الداخل القطري.


وأضاف "الخالدي"، الأزمة لا تزال تتفاقم في سجون قطر والنظام ما زال يتكتم على أعداد الوفيات في السجون ويصر على عدم وجود أي رعاية طبية، ولم تفلح الاحتجاجات والمطالبات بالتدخل الدولي لحماية المعتقلين في جعل النظام أكثر حرصًا على حياة المعتقلين.


ورغم تأكيد منظمات حقوقية دولية وعلى رأسها "هيومن رايتس ووتش" قصصًا مأساوية وانتهاكات بالجملة لحقوق السجناء في قطر منذ أن ضرب فيروس كورونا السجون القطرية إلا أن النظام القطري لا يزال يصر على التنكيل بالمعارضين والمعتقلين، وإذا قرر تخفيف القيود يستثني المعتقلين السياسيين والمعارضين لسياسات تميم من قرارات التخفيف.


وتابع الخالدي، الحكومة تتعامل وكأن أزمة كورونا انتهت من قطر، ورغم تحذيرات الأطباء حول العالم من التهاون والاستهتار في اتباع الإجراءات الاحترازية التي تعتبر طوق النجاة من الإصابة بـ فيروس كورونا، إلا أن النظام القطري لا يزال يصر على التباهي بعودة السياحة الداخلية متناسيًا أن الموجة الثانية من كورونا ستكون أشد وأعنف وأسرع انتشارًا وأكثر ضحاياها من الشباب كما أكدت كافة الدراسات.