ديلي بيست تكشف فخ الاستخبارات الإيرانية للإيقاع بالعسكريين عبر مواقع مزورة
كشفت صحيفة ديلي بيست فخ الاستخبارات الإيرانية للإيقاع بالعسكريين عبر مواقع مزورة
كشف تقرير لصحيفة "ديلي بيست" الأميركية، اليوم الاثنين، القصة وراء المواقع التي نشطت خلال السنوات الماضية عبر الشبكة العنكبوتية "الإنترنت"، مؤكدة أنها مواقع لتوظيف الجواسيس لصالح إسرائيل.
مواقع تجسس إيرانية
وحسبما نقلت "ديلي بيست"، أكد خبراء في المجال السيبراني أن هذه المواقع لا علاقة لها بخدمات التجسس الإسرائيلية، ومن المحتمل أنها جزء من جهود التجسس التي يقوم بها النظام الإيراني.
وأشارت الصحيفة في هذا الصدد إلى موقع "حلول إنسانية مهمة" أو "VIP Human Solutions"، موضحة أنه واحد من 16 موقع أطلقته طهران لخداع الجواسيس والجنود السابقين في إيران وسوريا وحزب الله، خلال السنوات الأربع الماضية.
فخ لجنرالات سابقين
وبحسب التقرير، يروج هذا الموقع لـ"أبرز الشخصيات في الخدمات العسكرية والأمنية في سوريا وحزب الله اللبناني" بصورة العلم الإسرائيلي، ورقم هاتف يبدأ بالكود الإسرائيلي، ويعدهم بالتعيينات السريعة والرواتب الضخمة.
كما أكد التقرير أن هذه المواقع المزيفة ظهرت في السنوات الأربع الماضية، واختفت بعد فترة، وتم تقديم إعلاناتها للمستخدمين في إيران وسوريا ولبنان عبر إعلانات "جوجل أدووردز".
وأشارت "ديلي بيست" إلى أنها غير قادرة على ربط هذه المواقع بجماعات أو بلد معين، أو تحديد هدفها الحقيقي، ولكن عددًا من الخبراء في مجال الأمن السيبراني الإيراني رجحوا أن هذه المواقع قد تكون جزءًا من جهود إيران لمكافحة التجسس، أو بمعنى أدق الإيقاع بمن لديهم ميول للعمل لدى جهات معادية لإيران.
للإيقاع بأهداف محتملة
وحسبما تنقل الصحيفة، يقول أمين ثابتي، خبير الأمن السيبراني ومدير فريق الاستجابة لحالات الطوارئ الحاسوبية باللغة الفارسية، إن هذه المواقع الإلكترونية كانت "فخاخ عسل من قبل النظام [الإيراني]، لتحديد الأفراد المحتملين المهتمين بالتعاون مع أجهزة المخابرات الأجنبية".
سلسلة خداع إلكتروني
كما ذكرت "ديلي بيست" أن هذه المواقع تم تحديدها خلال عملية تحقيق باعتبارها سلسلة من مواقع الخداع الإلكتروني، التي عرفت نفسها كذبا على أنها مراكز أبحاث ومؤسسات إخبارية مهتمة بشؤون الشرق الأوسط.
وأوضحت الصحيفة أن هذه المواقع الإلكترونية تحتوي على مجالات يمكن من خلالها خداع المستخدمين ليعتقدوا أنهم مرتبطون بمراكز أبحاث مقرها إسرائيل ووسائل إعلام إسرائيلية، أو مثلا مرتبطة بدول خليجية تعاديها إيران.
مواقع مجهولة
وأكدت صحيفة "ديلي بيست" أنها لم تتمكن لا هي ولا "جوجل" أو "فيسبوك" من التعرف على الأشخاص الذين يقفون وراء هذه المواقع الإلكترونية، لكن خبراء الأمن السيبراني يقولون إن المواقع المزيفة تشبه على الأقل حملة من مواقع الخداع الإلكتروني التي تم الكشف عنها سابقًا، والتي كان عدد من الهاكرز المرتبطين بأجهزة الاستخبارات الإيرانية قد أطلقوها.
تحذيرات سابقة
وكان مراسل صحيفة "جيروزاليم بوست" حذر مستخدمي "تويتر" في وقت سابق، من أن موقعًا مزيفًا تم إطلاقه بالتقليد ومحاكاة موقع صحيفة إسرائيلية، قام بإرسال رسائل بريد إلكتروني إلى هذا المراسل استخدم فيها اللغة الإنجليزية بكلمات غير صحيحة للتواصل مع أكاديميين يعملون في شؤون إيران.
ما بعد مقتل قاسم سليماني
كما نشرت وكالة أنباء "رويترز"، قبل عامين، تقريرا كتبت فيه أنه عقب مقتل قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس، اشتدت الهجمات الإلكترونية المنسوبة إلى جماعة "الهرة الجذابة" التابعة للنظام الإيراني، ضد النشطاء الإعلاميين والباحثين الأكاديميين في الخارج.
وفي هذا الصدد، أشارت "رويترز" حينها، إلى بعض النماذج لمحاولات اختراق حسابات صحفيين وباحثين أكاديميين، عبر تزوير حسابات لصحفيين مشهورين.
حكم قضائي لصالح مايكروسوفت
كذلك، كانت محكمة أميركية أصدرت حكما قضائيا قبل بضعة أشهر، يظهر أن شركة مايكروسوفت كسبت قضية رفعتها ضد مخترقين إيرانيين اشتهروا بأسماء مختلفة منها "القطة الصغيرة الجذابة"، و"APT35"، وقد تمكنت الشركة من الوصول إلى 99 مجالًا استخدمتها هذه المجموعة في هجماتها.
والمثير أن التقارير أكدت أن هذه المجموعة لمخترقين التابعة للنظام الإيراني، واختارت المجالات بطريقة بدت مشابهة لنطاقات الإنترنت لشركات التكنولوجيا الشهيرة.