التدريبات السعودية - المصرية.. درع حماية للبحر الأحمر وتحذير لـ الحوثي

تعد التدريبات السعودية - المصرية درع حماية للبحر الأحمر وتحذير لـ الحوثي

التدريبات السعودية - المصرية.. درع حماية للبحر الأحمر وتحذير لـ الحوثي
صورة أرشيفية

انطلقت تدريبات بحرية مختلطة تسمى "الموجة الحمراء 5" في 29 مايو قبالة ساحل البحر الأحمر السعودي في جدة، وشاركت الدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن على رأسها مصر والأردن والسودان وجيبوتي واليمن، وكذلك مراقبون من الصومال في التدريبات بقيادة الأسطول الغربي السعودي وبمشاركة من القوات البرية والبحرية السعودية، وأقيمت نسخة سابقة من التدريبات تحت نفس الاسم في المياه السعودية في يناير 2019، بمشاركة نفس الدول الخمس.

ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن قائد الأسطول الغربي يحيى بن محمد العسيري قوله: إن التمرين يهدف إلى تعزيز التعاون العسكري في البحر الأحمر بين الدول المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن لتوحيد العمليات البحرية وتبادل الخبرات القتالية وزيادة الجاهزية القتالية، بهدف تحقيق الأمن البحري وحرية الملاحة في البحر الأحمر أحد أهم الممرات الاقتصادية الدولية، وتضمنت التدريبات، التي انتهت في 4 يونيو، عدة مهام قتالية وتمارين شاركت فيها مروحيات أباتشي.

تحذير للميليشيات

يقول المدير السابق لإدارة الشؤون المعنوية بالجيش المصري اللواء سمير فرج: إن التدريبات البحرية الأخيرة أعطت دول البحر الأحمر فرصة لممارسة التعاون في ظل التهديد الذي يشكله الحوثيون اليمنيون في مضيق باب المندب، ورسالة تحذير للميليشيات المدعومة من إيران.

ووصف فرج الأنباء حول المحادثات الجارية بين الخرطوم وموسكو لإقامة قاعدة عسكرية روسية على ساحل البحر الأحمر بالسودان بأنها شائعات لا أساس لها من الصحة.

لكنه أضاف أن القاعدة العسكرية البحرية حتى وإن وجدت لن تؤثر على التعاون العسكري بين مصر والسعودية والسودان والدول المطلة على البحر الأحمر.

وبحسب موقع "المونيتور" الأميركي، فإنه خلال السنوات الأخيرة، واجه الممر المائي الإستراتيجي تهديدات متكررة، أبرزها تنامي نفوذ جماعة الحوثي المسلحة المتحالفة مع إيران في اليمن.

وتابع: إنه منذ سيطرتها على العاصمة اليمنية في 2014، سعت ميليشيا الحوثي للسيطرة على مضيق باب المندب، البوابة الجنوبية للبحر الأحمر، والسيطرة على الملاحة في المنطقة.

المضيق هو الطريق الرئيسي لشحنات النفط إلى دول الخليج وأوروبا والولايات المتحدة؛ حيث يربط البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي عبر البحر الأحمر وقناة السويس، وأي تهديد للمضيق سيكون بمثابة تهديد مباشر للممر الملاحي الدولي لقناة السويس، كما يواجه البحر الأحمر تهديدات بيئية وقرصنة قبالة الساحل الصومالي.

حماية الممر المائي

في السياق ذاته، يقول الباحث في إدارة الأزمات بمركز الدراسات القومي -الخرطوم- اللواء أمين إسماعيل مجذوب، إن التدريبات تزامنت مع التصديق على ميثاق إنشاء مجلس الدول العربية والإفريقية المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن، في 30 مايو، حيث صادق السودان على ميثاق إنشاء المجلس لحماية أمن الممرات المائية الإقليمية.

وتابع: إن مشاركة السودان تظهر التزامه تجاه المجلس وتأمين ساحل البحر الأحمر، ويعتقد أن مشاركة الخرطوم في التدريبات تبعث برسالة للدول المشاركة الأخرى بأنها ترفض إقامة قاعدة روسية أو أي مركز لوجستي روسي على أراضيها.

كما أشار مجذوب إلى المخاطر التي تهدد الملاحة في البحر الأحمر، ومنها وجود الحوثيين، وزيادة القرصنة البحرية، وأنشطة الصيد غير المشروع. 

وأضاف: أن وجود قواعد عسكرية أجنبية على ساحل البحر الأحمر في جيبوتي يهدد أيضًا الممر المائي الرئيسي.