مصر دولة الإنسانيات.. القاهرة تنقذ مركباً تركياً من عمق المتوسط

مصر دولة الإنسانيات.. القاهرة تنقذ مركباً تركياً من عمق المتوسط
الرئيسان المصري والتركي

رغم قطع العلاقات الدبلوماسية، والأزمات السياسية المتأججة بين القاهرة وأنقرة، إلا أن مصر دائما ما تحرص على العلاقات الإنسانية وحياة الأفراد، وتبادر بمد يد العون للجميع باختلاف جنسياتهم.

مصر تنقذ قارباً تركياً


قبل ساعات، سارعت القوات البحرية المصرية إلى إنقاذ مركب تركي يضع علم أنقرة، من عمق البحر المتوسط، بعد إصدار المركب نداء استغاثة جراء عطل فني مفاجئ، لتعيد جميع ركابه بسلامة وأمان.

ونجحت القوات البحرية المصرية في إنقاذ أحد المراكب التركية من عمق البحر الأبيض المتوسط، بعد إصدار المركب إشارة استغاثة في الساعة الثانية عشرة من ظهر الخميس، بشأن حدوث عطل فني مفاجئ على بعد 270 كم شمال مدينة سيدي براني شمال غربي مصر.

تفاصيل الإنقاذ


عقب وصول الإغاثة، فورا صدرت الأوامر بدفع الفرقاطة المصرية "الظافر" لموقع الحدث، بينما تم سحب المركب العاطلة، لترسو صباح الجمعة، على رصيف قاعدة 3 يوليو البحرية بجرجوب، وسيجري اتخاذ جميع الإجراءات القانونية بواسطة السلطات المختصة.

فيما تم نقل جميع الركاب على متن الفرقاطة المصرية وعددهم 57 شخصا، وتبين أن ركاب المركب التركي هم 48 رجلا و6 نساء و3 أطفال، ينتمون لجنسيات مختلفة، بينهم 31 عراقيا و23 إيرانيا، وتركيين اثنين ومصري.

لم تتوقف الجهود المصرية عند ذلك الحد، وإنما حرصا على صحة الإنسان، حيث قدمت العلاج الطبي اللازم وكافة الاحتياجات الإدارية لجميع الركاب من قبل القوات المصرية.

العلاقات المصرية التركية


وتشهد العلاقات المصرية التركية خلافات حادة بين الطرفين، حيث دعم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مخططات تنظيم الإخوان ضد مصر، ليثور ضدها، بعد ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ التي أطاحت بحكم الجماعة الإرهابية، وحاول تشويه الثورة والإساءة للشعب والحكم، لذلك في نوفمبر من العام نفسه، قررت مصر تخفيض تمثيلها الدبلوماسي لدى تركيا وأيضا طرد السفير التركي من مصر.

كما دعم أردوغان اعتصام الإخوان في مصر وتاجر بالأوضاع التي أعقبت الثورة، ووجه انتقادات لاذعة ونشر الأكاذيب عبر التصريحات الاستفزازية، ليتصدى له بقوة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بعد توليه الحكم، عبر عدة خطوات رادعة أبرزها إلغاء اتفاقية الرورو في مارس 2015، ثم دعم الاقتصاد المصري بالعديد من المشروعات القوية لتخسر أنقرة القاهرة اقتصاديا، ثم تولي مصر رئاسة القمة الإسلامية من تركيا في 2016، فضلا عن أن القاهرة ردت الصاع صاعين لحكومة العدالة والتنمية بعد مسرحية الانقلاب الفاشل، أعقبها المقاطعة العربية لقطر.
 
وفي عام 2017، استقبلت القاهرة عددا من العائلات والأسر التركية التي فرت هاربة من بطش حكومة العدالة والتنمية بعد عمليات الاعتقالات الواسعة بين مواطنيها بدعوى الانتماء لحركة فتح الله جولن، وهو ما أثار الغضب التركي، لتحاول أنقرة التملق للقاهرة عدة مرات وسط تجاهل مصري شديد.