الهجمات السيبرانية تضرب أكثر من 100 مؤسسة إيرانية
ضربت الهجمات السيبرانية أكثر من 100 مؤسسة إيرانية عامة وخاصة
أصبحت الوكالات والأجهزة الإيرانية في مهب الريح، وعرضة للاختراقات السيبرانية اليومية، وهو ما تشير إليه التقارير الأخيرة في إيران بعد اعتراف المسؤولين الإيرانيين باختراق القراصنة الإلكترونيين لأكثر من 100 مؤسسة عامة وخاصة في البلاد.
وحسبما نقلت التقارير الإيرانية، كشف ميثم مقصودي کودرزي، نائب مدير مركز الإدارة الأمنية لفضاء الإنتاج وتبادل المعلومات الإيراني "إفتا"، عن آخِر تلك الهجمات، وهو هجوم سيبراني واسع النطاق استهدف البنية التحتية في إيران، قائلاً إن "المهاجمين اخترقوا مواقع أكثر من 100 مؤسسة عامة وخاصة"، زاعمًا أن المهاجمين "لم يصلوا إلى المعلومات الرئيسية لها"، وأنه تم إحباط الهجوم في مراحله الأولى.
اختراق 100 مؤسسة إيرانية في وقت واحد
وبحسب صحيفة "إيران إنترناشيونال"، أشار مقصودي کودرزي، إلى أنه "تم تنفيذ هذا الهجوم من خلال ثغرة أمنية في أحد البرامج الأكثر استخدامًا في المؤسسات الحكومية الإيرانية"، موضحًا أنه "خلال هذا الهجوم السيبراني، تمكن المهاجمون من اختراق أكثر من 100 موقع لمؤسسات عامة وخاصة، تم اكتشافها وتحييدها في المراحل المبكرة من خلال الإجراءات التي اتخذها في الوقت المناسب موظفو الإنترنت في البلاد بمركز "إفتا".
كما أشار مقصودي کودرزي، إلى أنه خلال هذا الهجوم، لم تتضرر البنية التحتية للبلاد وأن المهاجمين حصلوا فقط على معلومات من مواقع الويب، لكنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى المعلومات الرئيسية لهذه المراكز الحكومية.
قنبلة موقوتة
واعترف نائب مدير مركز "إفتا" الإيراني بأنه "تم تصميم هذا الهجوم السيبراني مثل "قنبلة موقوتة" لمهاجمة أكثر من 100 خدمة في البلاد في وقت وتاريخ محدد، والتأثير على أنشطتها وإلى حد ما تعطيل البلاد"، لافتًا إلى أن عناوين الـIP المستخدمة أثناء الهجوم السيبراني تخص هولندا وبريطانيا والولايات المتحدة، مطالبًا باتخاذ إجراء قانوني في المستقبل.
ووفقًا لما نقلته وكالة أنباء "إرنا" الإيرانية، قال مركز حماية فضاء الإنتاج وتبادل المعلومات التابع لرئاسة الجمهورية في إيران: إن ذلك الهجوم السيبراني استهدف بشكل أساسي أكثر من مئة خدمة إلكترونية مهمة في القطاعين العامّ والخاصّ.
إلا أن المركز لم يقدم تفاصيل حول الهجوم أو أسماء المراكز أو المنظمات التي تعرضت للهجوم، مضيفًا أن العمليات التي خطط لها المهاجمون تم إحباطها في المراحل الأولى من بدايتها.
هجمات تستهدف البنية التحتية الإيرانية
وتؤكد البيانات الرسمية الإيرانية بأن هذه الهجمات تستهدف البنية التحتية للبلاد، حيث أشار بيان مركز "إفتا" إلى أن المهاجمين السيبرانيين أرادوا الوصول إلى المعلومات المتعلقة بالبنية التحتية لإيران، وحقن معلومات مضللة فيها.
وقال المركز: إنه عمل على اكتشاف القرائن والأنماط السلوكية المستخدمة في الهجوم السيبراني، مضيفًا أنه تمت مراقبة ومنع إجراءات المهاجمين، ونقاط الهدف، والعمليات المصممة لمهاجمة البنية التحتية الإيرانية.
ويبدو أن الهجوم السيبراني طال أعلى المؤسسات الإيرانية، إذ إن مركز "إفتا"، الذي أعلن نبأ الهجوم السيبراني على البنية التحتية لإيران، هو "مركز الإدارة الأمنية لفضاء الإنتاج وتبادل المعلومات الإيراني" ومن المجموعات التابعة للمؤسسة الرئاسية في إيران.
توقف 4300 محطة وقود إيرانية
ولم تكن هذه المرة التي تتعرض فيها إيران للهجمات السيبرانية، والتي يعود أغلبها للمعارضة الإيرانية، ففي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، تعطلت جميع محطات الوقود في عموم إيران، والتي يصل عددها إلى 4300 محطة.
وتوقفت محطات الوقود في إيران تمامًا لعدة أيام خلال هجوم إلكتروني واسع النطاق، ما أدى لشلل كافة مظاهر الحياة في البلد الفارسي، حسبما أعلن آنذاك، أبو الحسن فيروز آبادي، أمين المجلس الأعلى للفضاء الإلكتروني.
وقال النائب البرلماني فريدون عباسي، بعد تعطل محطات الوقود: إنه "لم يتم الإبلاغ عن العديد من الهجمات الإلكترونية حتى الآن، لأن الأجهزة المسؤولة صدت بعض هذه الهجمات، ولكن في حالات مثل نظام بطاقة الوقود الذكية، حدث خطأ في النظام ولم يتمكنوا من صد الهجمات".
اختراق كاميرات سجن إيفين
كذلك، تمكن قراصنة المعارضة الإيرانية "عدالات علي" في وقت سابق من اختراق كاميرات سجن إيفين، أحد أسوأ السجون الإيرانية، ونشر مقاطع فيديو للوضع الداخلي للسجن، ما أدى إلى تداعيات واسعة النطاق في ذلك الحين.
وكشفت تلك الاختراقات عن الانتهاكات الواسعة التي يرتكبها النظام الإيراني داخل السجون وعمليات التعذيب داخل السجون، ما أثار غضبًا حقوقيًا على المستوى الدولي.
اختراق مواقع الثقافة وإرشاد الملالي
وكانت واحدة من الضربات التي وجهها القراصنة للنظام الإيراني هي اختراق مواقع الثقافة والإرشاد الديني، ففي الأشهر الأخيرة تم اختراق المعلومات للسدود، وموقع وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون.
وبث القراصنة صور قادة منظمة "مجاهدي خلق" المعارضة في بعض المحطات التابعة لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، الأمر الذي أثار الرعب لدى النظام الإيراني.
واعترف بيمان جبلي، رئيس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، بأن أنظمة الأمن في الإذاعة والتلفزيون تتعرض لعشرات الآلاف من الهجمات السيبرانية كل يوم، لكنه اعتبر أن بث هذه الصور كان مهمة مدروسة للغاية.