مخدرات في معقل حزب الله.. الميليشيا الإيرانية تستغل لبنانيين لمنع الجيش من الوصول إليه

تسعي ميلشيات حزب الله الي استغلال لبنانيين لمنع الجيش من الوصول إليه

مخدرات في معقل حزب الله.. الميليشيا الإيرانية تستغل لبنانيين لمنع الجيش من الوصول إليه
صورة أرشيفية

تواصل ميليشيا حزب الله اللبنانية والذراع اليمنى لإيران في لبنان، صناعة ونشر المخدرات، ليس فقط للربح، ولكن لتدمير الطاقات البشرية للدول المستهدفة.

البداية

وشكلت زراعة الحشيش خلال الحرب الأهلية في لبنان (1975-1990) صناعة مزدهرة تدر ملايين الدولارات، وبعد الحرب سعت السلطات للقضاء عليها، لكن جميع محاولاتها باءت بالفشل لتورط قوى سياسية في تجارتها، وعلى رأسها ميليشيا حزب الله الذي أصدرت السلطات 52 مذكرة توقيف معظمها مرتبطة به في هذا الملف.

وبعد نشوب الحرب في سوريا سنة 2011، وانتشار ميليشيا حزب الله على أراضيها، انفتح الباب بشكل أوسع لاستغلال الفوضى لزراعة وتصنيع المخدرات هناك، ومنها الكبتاغون شديد الخطورة، حتى لا يكد تمر أسابيع دون الإعلان عن ضبط شحنات ضخمة من المخدرات قادمة من سوريا أو لبنان إلى السعودية، مصر، اليونان، إيطاليا، وغيرها.

وتنشط مصانع حبوب الكبتاجون  في عدة أماكن في لبنان، أبرزها في البقاع (شرق)، وفي شمال البلاد، كما يصنّع في سوريا والعراق ويصدّر بشكل خاص إلى السعودية، بحسب ما جاء في تقرير للمرصد الفرنسي للمخدرات.

حزب الله يحمي تجارته 

وعبر موقع الفيديوهات الشهير يوتيوب، تداول رواده مقطع فيديو مواطنون لبنانيون وهم يتصدون للجيش اللبناني لمنعه من القبض على تجار المخدرات.

وأشارت مصادر مطلعة في تصريحات لـ"العرب مباشر" إلى أن حزب الله يحشد أشخاصا لحماية تجارته ولمنع الجيش اللبناني من الوصول إليه.

جاء ذلك في أعقاب مسارات الموت الذي يواصل حزب الله فيها شبهات وإحداثيات على الأرض تسقطه في شبكات المخدرات.

ففي بعلبك المدينة التي تقع أمنيا تحت سيطرة حزب الله، يشهد أحد أحيائها منذ ساعات الصباح، مواجهات بين الجيش اللبناني وعصابات تهريب المخدرات.

وأسفرت المواجهات بحسب الجيش عن مقتل أحد جنوده وإصابة 5 آخرين، أثناء عملية دهم للبحث عن مطلوبين بتهم تهريب مخدرات في حي الشراونة.

واستخدمت العصابات في تلك المواجهات قذائف صاروخية وأسلحة متوسطة، ما دفع الجيش إلى استقدام المزيد من التعزيزات العسكرية، بمؤازرة مروحيّة، فيما عمل على محاصرة مجموعة من المطلوبين.

وجرى نقل 5 جرحى من الجيش إلى مستشفى "دار الأمل الجامعي" في بعلبك، جراء تعرضهم لقذيفة صاروخية أثناء الاشتباكات، اثنان منهم في حال حرجة، كما سقط جرحى في صفوف المطلوبين أيضا.

أبو سلة

ويستكمل الجيش عمليته في هذه الأثناء، وسط معلومات عن محاصرة أحد كبار تجار المخدرات في لبنان المعروف بـ"أبو سلة"، ومجموعته ضمن أحد المنازل في الحي.

وبحسب المعلومات المتوافرة فقد تمكّن عدد من المطلوبين من الفرار من حي الشراونة، ويرجح توجههم إلى منطقة الكنيسة حيث يلجأ المطلوبون إلى جرودها هرباً من ملاحقات الجيش.

مافيا المخدرات

وتقع منطقة الكنيسة ضمن حماية أمنية تابعة لحزب الله وحركة أمل، وهو ما يحول دون تمكن الجيش من تنفيذ مهماته فيها.

وحسب تقارير إعلامية واردة فقد تعد مدينة بعلبك والمناطق المحيطة بها تحت السيطرة الأمنية الكاملة لحزب الله، وتعتبر بعض الأحياء كحي الشراونة مرتعاً لتجار المخدرات وموزعيها إضافة إلى الفارين من وجه العدالة والمجرمين.

وأشارت التقارير إلى أن هذا الحي محصن أمنياً من الميليشيات تحت مسمى العشائر في المنطقة ويصعب على القوى الأمنية اختراقه.

وهذه ليست المرة الأولى التي يسقط فيها للجيش ضحايا أثناء محاولات الاقتحام أو إلقاء القبض على مطلوبين.

وغالباً ما يشهد حي الشراونة اشتباكات عنيفة بين العصابات أنفسها، تستخدم فيها أسلحة ثقيلة وصواريخ متوسطة المدى.