الضابط الرفيع.. من هو محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي؟

يعد الجنرال السوداني حميدتي من أبرز القادة العسكريين

الضابط الرفيع.. من هو محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي؟
حميدتي

منذ الإطاحة بالرئيس السوداني عمر البشير، وعلى مدار عدة أشهر، وحتى محاولة الانقلاب الفاشلة التي أعلن تصديه لها بكل صرامة معلنا المسؤول عنها، صعد اسم  قائد قوات الدعم السريع في السودان، الفريق أول الجنرال محمد حمدان دقلو الملقب بحميدتي، بشدة في بلاده.

البداية والنشأة

وُلد محمد حمدان عام 1975 في قرية الرزيقات، وقبيلة بنفس الاسم وهي قبيلة عربية بدوية من أكبر القبائل العربية المنتشرة في السودان وخاصة في إقليمي دارفور وكردفان، التي نشأ بها، وترك الدراسة في الخامسة عشرة من عمره، واتجه لممارسة تجارة الإبل والقماش وحماية القوافل.

قاد حميدتي مجموعة صغيرة من الشباب لأجل تأمين القوافل وردع قطاع الطرق واللصوص، لذلك تنقل كثيرا بين تشاد وليبيا ومصر، ما مكنه من جمع أموال عديدة لتدشين فريق مسلح لحماية منطقته والقوافل، وسرعان بعدما لفت انتباه صناع القرار في السودان أثناء سعي الحكومة إلى ضم القبائل لتحالفها مع الجنجويد لمواجهة التمرد في دارفور.

التجربة العسكرية

بعد أن ذاع صيت حميدتي، ورأس القوات الشعبية القبيلة بالخرطوم، والتي تحولت فيما بعد إلى قوات الدعم السريع، وفي عام 2010؛ دعم البشير تلك القوات وأصبحت قوة موازية تتألف من حوالي 40.000 مقاتل ومجهزة بالعتاد والسلاح، حيث شاركت في الحرب، لتكون إحدى أذرع النظام القوية.

لاعب أساسي بالسودان

وفي عام 2015، أصبح حميدتي لاعبا مهما في السياسة الإقليمية، حيث شارك في حرب اليمن من خلال قوات الدعم السريع. 

كما تحولت قوات حميدتي إلى حليف للاتحاد الأوروبي في محاربة الهجرة غير الشرعية من إريتريا وإثيوبيا،  حيث منعت المهاجرين بصحراء السودان وهو ما اعتبره مراقبون إضافة شرعية لقوات الدعم.

وبعد إسقاط البشير من الحكم، طالبت عدة أطراف برجوع القوات السودانية من اليمن، لكن حميدتي، نائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي، أكد أن القوات السودانية ستبقى مشاركة في التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن حتى تحقق أهدافها هناك، ولكن بعد فترة وجيزة ظهرت بالسودان للسيطرة على الاحتجاجات. 

المجلس الانتقالي

ووصلت قوات الدعم من أجل الأوضاع وضبطها، حيث رفض حميدتي قمع التظاهرات، وبعد تشكيل المجلس الانتقالي بقيادة قائد القوات البرية عبدالفتاح البرهان، دعمه حميدتي الذي تم تعيينه كنائب للبرهان في قيادة المجلس العسكري الانتقالي.

ويتداول أن حميدتي اعتذر في البداية عن المشاركة في المجلس العسكري الانتقالي، إلا أنه استجاب بعد مطالب الشعب، على حد قوله، وهو ما يعتبر إشارة ثقة واضحة من الجنرال لقدرته على قيادة المؤسسة العسكرية وقوته بين أبناء القبائل وثقله في المؤسسة الأمنية والعسكرية.

وقاد فريق المحادثات الحكومي مع الحركات المتمردة في عاصمة دولة جنوب السودان جوبا، ومنذ 2003 قاد مفاوضات أخرى في إقليم دارفور ومنطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، حتى توصل إلى اتفاق سلام في أكتوبر 2020.