تهديد وقمع وعدوانية.. جيش أردوغان الإلكتروني يعود للعمل مرة أخرى
ببدو أن ضربة "تويتر" لتركيا بغلق الكثير من الحسابات المزيفة التابعة لأردوغان وحزبه قد بدأت تتلاشى وعادت لجان أردوغان الإلكترونية في الظهور والتي نشطت أكثر بعد اتفاقية السلام "الإماراتي الإسرائيلي" وتتبع نهجًا ومخططات جديدة لتهديد وقمع أي شخص ينتقد أردوغان.
جيش أردوغان الإلكتروني
عادت جيوش الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" الإلكترونية للعمل مرة أخرى من خلال حسابات وسائل التواصل الاجتماعي التي تدعم غزوات تركيا وتهديداتها ضد إسرائيل والإمارات واليونان وأرمينيا ودول أخرى.
وبحسب صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، فإن أي صحفي أو معلق ينتقد السياسة الخارجية لتركيا أو يبدو أنه يدعم مجموعات مثل الأكراد يتعرض لانتهاكات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لا سيما على تويتر، من قِبل حسابات مؤيدة لتركيا.
ويبدو أن معظم هذه الحسابات مزيفة ولديها بضع عشرات أو مئات من المتابعين وتميل جميعًا إلى إعادة تغريد نفس المعلومات، وعادةً ما تكون جزءًا من خطابات أردوغان أو شعاراته العسكرية.
استهداف الإمارات
في يونيو الماضي، تم الكشف عن أكثر من 7000 حساب على تويتر تعمل لصالح الحزب الحاكم في تركيا، وهدأت حروب "تويتر"، ولكن يبدو أنها عادت مرة أخرى.
ووفقًا للصحيفة الإسرائيلية، فإن الأدلة تكشف المضايقات المنهجية للصحفيين الذين يتابعون تركيا، والمنشقين وأي شخص ينتقد أردوغان أو تورُّط أنقرة مؤخرًا في الحرب ضد أرمينيا.
هذه الحسابات لها قواسم مشتركة معينة، حيث تتضمن معظمها صورًا من تاريخ تركيا، بما في ذلك سلاطين العثمانيين مثل عبد الحميد الثاني أو أحيانًا رموز مرتبطة بجماعات اليمين المتطرف في تركيا مثل الذئاب الرمادية، وغالبًا ما تتضمن الحسابات الأعلام التركية كرموز في حساباتهم.
وبدأت حملة المضايقات على وسائل التواصل الاجتماعي PRO-Ankara أيضًا في استهداف الحسابات في الإمارات العربية المتحدة التي تدعم العلاقات بينها وبين إسرائيل أو التي تنتقد تركيا.
وادعت بعض الحسابات أن الإمارات "دمية أميركية" ونشر أحدهم على ما يبدو صورة أكثر إبداعًا لفلفل حار مع العلم التركي، وكان المصطلح "دورك سيأتي" شائعًا بين العديد منهم، وكتب البعض هذه العبارة باللغة التركية أو الإنجليزية وفي النهاية العلم التركي، وكانت الإشارات إلى الإمبراطورية العثمانية شائعة أيضًا.
تهديدات أسبوعية
وتشير التقارير الدولية إلى أنه منذ عام 2014 ، قام "تويتر" أيضًا بغلق الكثير من الحسابات بناءً على طلب من الحكومة التركية.
ويكشف مقال في لجنة حماية الصحفيين أن النظام التركي "يُسكت الصحفيين عَبْر الإنترنت، وتستخدم أنقرة مطالب قانونية لإزالة المحتوى أو جعله لا محظور على الأتراك، في الأساس، قد يتم استهداف أي شيء ينتقد تركيا أو حزبها الحاكم.
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي "الناتو" لكنها أصبحت واحدة من أكثر الدول قمعًا للحريات في السنوات الأخيرة، حيث حكمت على أشخاص بالسجن لفترات طويلة لانتقادهم الحكومة على "تويتر"، وعزل 60 من رؤساء البلديات من حزب HDP المعارض ومصادرة أصول الصحفيين الناقدين، حتى تحول البلد لأكبر سجن للصحفيين.
ويعد فرض الرقابة على التغريدات، وإزالة الحسابات، ومضايقة المنتقدين عَبْر الإنترنت أبرز أساليب "أردوغان" لقمع الأصوات المعارضة وتستخدم بطريقة عدوانية للغاية.
ويبدو أن جيش أنقرة على وسائل التواصل الاجتماعي يدعم السياسة الخارجية التي تُوشك الحكومة على إطلاقها كل أسبوع، بحيث يتحول أسبوع واحد لدعم المطالبات في البحر الأبيض المتوسط، أو ضرب مصر والمقاتلين الليبيين، ثم أسبوع آخر لمهاجمة أرمينيا أو إسرائيل أو الإمارات العربية المتحدة التي أصبحت معارضاتهم مفتاح السياسة الخارجية الجديدة لأنقرة، ويبدو أن حملة وسائل التواصل الاجتماعي "دورك سيأتي" أو "نحن قادمون من أجلك" هي جزء من ذلك.