خوفًا على مصالحهم .. لماذا أثار تحذير "العتيبة" لإسرائيل غضب الإخوان؟

خوفًا على مصالحهم .. لماذا أثار تحذير
يوسف العتيبة

حذر "يوسف العتيبة" سفير دولة الإمارات في الولايات المتحدة الأميركية الإسرائيليين من سعيهم إلى ضمّ أراضٍ من الضفة الغربية مؤكدًا رفض الإمارات والغالبية العظمى من الدول العربية للمخططات الإسرائيلية، حيث أكد "العتيبة" أن خطة إسرائيل بضمّ أراضي الضفة الغربية المحتلة هو استيلاء غير مشروع على حقوق الشعب الفلسطيني، وتحدٍّ لكافة القوى الدولية والعربية فيما يتعلق بالحقوق الفلسطينية، مقال "العتيبة" الذي كتبه ليصل إلى الشعب الإسرائيلي والرأي العامّ في إسرائيل بلغتهم ليوضح لهم أن القرارات الإسرائيلية تهدد السلام في الشرق الأوسط بالكامل.


مقال "العتيبة" صنع ضجة هائلة وحاز على انتباه الرأي العامّ الإسرائيلي والغربي، بشكل وصفه مراقبون بأنه قد يكون سببًا لمراجعة إسرائيل لآخر خطوة وهذا ما ذهب إليه كُتّاب وصحفيون أميركيون بضرورة الأخذ بعين الاعتبار التحذيرات الإماراتية لإسرائيل من التمادي في خطتها رغم الرفض العربي والدولي.
 
جهد دبلوماسي إماراتي  لدعم القضية

مراقبون أكدوا أن الصحف العربية تمتلئ بخطابات شعبوية ضدّ الكيان الصهيوني لا تقدم حلولا قوية للأزمة، واصفين خطوة العتيبة بالجهد الدبلوماسي والفكر الجديد لمخاطبة الجمهور الإسرائيلي وإعلامهم بالموقف العربي بدلًا من دفن رؤوسنا في الرمال. 


موضحين أن الإمارات العربية المتحدة نجحت خلال الفترة الماضية في توظيف شبكة علاقاتها الدبلوماسية للوقوف ضد توسيع نتنياهو نطاق احتلال الأراضي الفلسطينية، على عكس ما يحاول عناصر جماعة الإخوان الترويج له بتوظيفها بما يهدم أجندة مناهضة للقضية الفلسطينية.
 
محاولات إخوانية لتشويه العتيبة


من جانبها شنت الوسائل الإعلامية المدعومة من قطر والتنظيمات المتطرفة وعلى رأسها جماعة الإخوان الهجوم على مقال العتيبة، وحاولت تحوير حديثه بشكل يخدم أجندتها، متجاهلة التحذيرات والأهداف التي سعى إليها "العتيبة" في مقاله الموجَّه للمواطن الإسرائيلي.


مراقبون أكدوا أن ما تقوم به الإمارات هو قطع خطوات لم يقدر أحد على قطعها خوفًا من المزايدات، حيث يعلم الجميع أن إسرائيل ترغب في إقامة علاقات مع الدول العربية بشكل كامل، ومن وجهة نظر الدبلوماسية الإماراتية يجب ألّا يتعارض ذلك مع الحقوق الفلسطينية، وبشكل يقمع بشدة النوايا الإسرائيلية بالتوسع في ضمّ الأراضي العربية.


مؤكدين حرص الإمارات العربية المتحدة على استقرار وأمن المنطقة وأن تتحول هذه المنطقة المتوترة لنقطة انطلاق لنجاحات عالمية، بدلًا من دفن رؤوسنا في الرمال والتعامل وكأن إسرائيل كيان غير موجود بالفعل شِئْنَا أم أَبَيْنا.


يُذكر أن "العتيبة" وضّح حقيقة الهدف من نشر مقاله في الإعلام الإسرائيلي برغبته في التوجه للجمهور الإسرائيلي لتحذيرهم بأن العرب لن يسمحوا بالتوسع الإسرائيلي، قائلاً: "أنا لا أريد أن يكون هناك حيرة حول موقفنا من هذه المسألة"، مشيراً إلى أن الإمارات "تقف خلف حلّ الدولتين مع القدس عاصمة للدولة الفلسطينية العتيدة".


وأضاف أن قرار الضمّ الإسرائيلي لأراضٍ فلسطينية من الضفة الغربية أمر سيُضاعِف من عداوة الناس لدولة إسرائيل، وسيجعل الأمور أكثر تعقيدًا خلال الفترة القادمة، مؤكدًا للشعب الإسرائيلي أن كل تقدم رأيتموه حتى الآن في العلاقات سيتغير على الفور إذا ما تم ضمّ الأراضي الفلسطينية.

الإمارات" دور إنساني  ودبلوماسي لدعم القضية الفلسطينية 

عملت دولة الإمارات العربية المتحدة من أجل استعادة  الشعب الفلسطيني حريته وإنهاء الاحتلال لأرضه،  كما دعمت صموده من خلال المساعدات المالية والإنسانية، انطلاقاً من مبادئها الدينية والقومية والإنسانية.

فوضعت الإمارات في مقدمة أولوياتها الإنسانية ضرورة تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني ودعم احتياجاته الأساسية، حتى باتت تحتل المرتبة الرابعة بين أكبر 10 دول داعمة مالياً لدولة فلسطين منذ قيام السلطة الفلسطينية عام 1994.


 ومنذ قيام السلطة الفلسطينية  قدّمت الإمارات مساعدات بقيمة 2 مليار و104 ملايين دولار أميركي للشعب الفلسطيني، إضافة إلى كونها واحدة من أكبر الجهات المانحة لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، فإنها ساهمت بأكثر من 828.2 مليون دولار من 2013 إلى إبريل 2020 لتمويل مختلف القطاعات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وكانت آخِر المساعدات الإماراتية لفلسطين، الشهر الماضي، حيث أعلنت الدولة إرسال إمدادات طبية عاجلة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة لدعم الجهود الرامية لاحتواء فيروس «كورونا»، والتخفيف من أثره على الشعب الفلسطيني. وشملت الإمدادات مستلزمات الحماية الشخصية ومعدات طبية، إضافة إلى 10 من أجهزة التنفس الاصطناعي التي تشتد الحاجة إليها في الوقت الراهن.


ولاقت هذه المساعدات ترحيباً أممياً، حيث عدها مكتب منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف، أنها تتماشى مع خطة الاستجابة للمنظمة الدولية لمواجهة الوباء في فلسطين. ووجّه الشكر لدولة الإمارات، وأعرب عن امتنانه لإرسالها هذه المساعدات لدعم الجهود الرامية لاحتواء الوباء، والتخفيف من أثره في الشعب الفلسطيني، كما أشاد بدعمها المتواصل له.


ومن ناحية أخرى فإن الدعم السياسي للقضية الفلسطينية يسير بالتوازي مع المساعدات الإنسانية لأن هذين المجالين يكمل أحدهما الآخر، إذ إن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جانب الاحتلال يستحق من الأشقاء والأصدقاء موقفاً داعماً يستند لمبدأ الحقوق التابع إلى الأمم المتحدة ومواثيقها.


وعلى مستوى المساعدات، فإنها تتوزع ما بين دعم لميزانية السلطة الفلسطينية ومشاريع بنية تحتية وكذلك دعم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

وفي يونيو العام الماضي، أكدت الإمارات مواصلة دعمها «أونروا» معربة عن تطلعها لرؤية المزيد من الوسائل الدولية المبتكرة لتمويلها. جاء ذلك في بيان أدلى به "سعود حمد الشامسي"، نائب المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة، خلال الاجتماع الخاص الذي عقدته لجنة الجمعية العامة المخصصة لإعلان التبرعات لوكالة (أونروا) في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، حيث أكد أن التزام الدولة تجاه الوكالة ينطلق من التزامها الدائم والتاريخي تجاه الشعب الفلسطيني.

وذكّر "الشامسي" بالمساهمة الإضافية التي قدمتها الإمارات عام 2018، والتي تزيد قيمتها على 50 مليون دولار، لتصبح دولة الإمارات سادس أكبر مانح للوكالة نهاية هذا العام الماضي. منوهاً إلى أن هذه المساهمة ساعدت على مواصلة البرامج التعليمية لمئات المدارس التابعة للوكالة.

وأيضاً على دعم البرامج الصحية والغذائية التي تقدمها الوكالة. وذكّر أيضاً بمساهمة الإمارات بقيمة 2 مليون دولار لتمويل الوقود لمحطات الكهرباء لدعم المستشفيات في قطاع غزة. وكشف أيضاً عن تقديم الدولة عبر مؤسساتها الرائدة نحو 364 مليون دولار كمساعدات إنسانية وتنموية وغذائية للشعب الفلسطيني خلال عامَيْ 2017 و2018.