سيناريوهات فوز بايدن وتعامله مع القادة العرب وملف المقاطعة

سيناريوهات فوز بايدن وتعامله مع القادة العرب وملف المقاطعة
المرشح للانتخابات الرئاسية الأمريكية بايدن

لا يبدو أن الكثير من الجمهور العربي معجب بالمرشحين للرئاسة الأميركية، سواء دونالد ترامب الرئيس الحالي ومرشح الحزب الجمهوري أو جو بايدن المرشح الديمقراطي والذي كان يشغل منصب نائب الرئيس في عهد باراك أوباما.

العرب والمرشحين

عندما سئل أي مرشح (أميركي) سيكون أفضل للعالم العربي إذا تم انتخابه رئيسا، يعتقد معظمهم أنه لا يوجد أي من المرشحين (49 في المائة) سيفي بهذا الوصف، "كشفت دراسة استقصائية حديثة أجرتها مؤسسة استطلاع يوجوف البريطانية".


ويبدو أن بعضهم يفضل المرشح الديمقراطي جو بايدن، رغم السمعة السيئة للمرشح في العالم العربي، إلا أن السبب يعود إلى سلبيات الرئيس الأميركي دونالد ترامب.


من بين 3097 شخصًا شملهم الاستطلاع في 18 دولة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فضل حوالي 39% بايدن بينما اختار 12% فقط ترامب.


ووفقًا لرئيس يوجوف ستيفان شكسبير، فإن الخيار هو "جزئيًا لأنهم لا يعرفون الكثير عن بايدن - نصفهم فقط يقولون إنهم سمعوا عنه، بينما سمع الجميع تقريبًا عن ترامب". 

بايدن ذو سمعة سيئة

قد لا يعرف معظم الجمهور العربي الكثير عن بايدن، لكن يبدو أنهم يتشاركون انطباعًا غير إيجابي عن إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما التي شغل فيها منصب نائب الرئيس. 


ففي حال فوز بايدن، قال 58% من العرب إنه "يجب أن ينأى بنفسه عن سياسات إدارة أوباما".


لا يزال الكثيرون يتذكرون أوباما باعتباره الرئيس الذي أيد انتفاضة الربيع العربي، التي أطلقت العنان للعنف في أجزاء كثيرة من العالم العربي، وكانت راضية عن إيران، ودعمت تيار الإسلام السياسي وجماعة الإخوان.


حصل ترامب على بعض التأييد في الاستطلاع لإلغاء الاتفاق النووي مع طهران الذي عقد في عهد أوباما وفرض عقوبات صارمة على النظام الإيراني رغم أن 17% فقط من العرب شعروا أن موقفه سيجعل المنطقة أكثر أمانًا.

شبح أوباما

وفقا لمجلة "فورين بوليسي" الأميركية، فإن بايدن يقترب بشدة من الفوز بعد حصده ٢٦٤ صوتا من المجمع الانتخابي بينما حصد ترامب ٢١٨ صوتا، وما زالت هناك بعض الولايات التي لم تنتهِ من الفرز بعد، ولكن كافة المؤشرات ترجح كفة بايدن.


وإذا فاز، فسوف يرسم بايدن مساره الخاص لكنه لن يبتعد كثيراً عن توجهات أوباما الرئيسية.


ولكن كافة تصريحاته تؤكد أنه سيحاول إرضاء العرب فهو يدعم سحب الولايات المتحدة من حروب الشرق الأوسط، بما في ذلك الحرب في اليمن، وتعزيز علاقاته مع القادة العرب.


لكنه بدا من الناحية الإستراتيجية أكثر ملاءمة لطهران، رغم انتقاده لسلوك إيران، فقد شرع في الدفاع عن الاتفاق النووي لعام 2015.


وقال بايدن: "ليس لدي أي أوهام بشأن النظام الإيراني، الذي شارك في سلوك مزعزع للاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وقمع المتظاهرين بوحشية في الداخل، واعتقل الأميركيين ظلماً لكن هناك طريقة ذكية لمواجهة التهديد الذي تشكله إيران لمصالحنا وطريقة هزيمة ذاتية - وقد اختار ترامب الخيار الأخير".


ووفقا للصحيفة، فقد بدا بايدن وكأنه استعار صفحة من كتاب قواعد لعب أوباما عندما تعلق الأمر بتعزيز الديمقراطية في الخارج. وقال: "ستعطي الولايات المتحدة الأولوية للنتائج من خلال حشد التزامات دولة جديدة مهمة في ثلاثة مجالات: محاربة الفساد، والدفاع ضد الاستبداد، وتعزيز حقوق الإنسان في بلدانهم وخارجها".


وأضاف: أن واشنطن ستستضيف قمة عالمية للديمقراطية خلال سنته الأولى في منصبه.


أما قطر فهي لا ترغب في فوز ترامب، الذي فشل في عقد المصالحة العربية رغم دعم الإدارة للدوحة، وتدعم بقوة بايدن المعروف عنه انتماؤه ودعمه للتيار الإسلامي.


قطر قدمت نفسها في عهد أوباما كوكيل إقليمي لإستراتيجية التبشير الديمقراطي واستخدام الإسلاميين في السلطة.


وتراهن الدوحة على أن بايدن سيكون بوابة لكسر المقاطعة التي فرضت عليها منذ أكثر من ثلاث سنوات من قِبل جيرانها الخليجيين. 


لكن الوضع تغير. لدى الدول المقاطعة الآن بطاقات جديدة يصعب على أي رئيس أميركي تغييرها مهما كانت حساباته، وهي تشمل تنويع الشركاء وإنهاء احتكار الولايات المتحدة لتزويد السعوديين بالأسلحة أو سلع السوق.


إضافة إلى ذلك، فإن تحركات الإمارات والبحرين والسودان لتوقيع اتفاقيات سلام مع إسرائيل ستمنح الدول المقاطعة موقفًا من القوة النسبية وفقًا لمعايير السياسة الأميركية. 


ولن يكون التراجع عن التطبيع واردًا بالنسبة لأي من الأطراف المعنية، لكن الزخم لن يكون هو نفسه من دون ترامب على رأس القيادة.


أي أن الدول العربية ستجبر بايدن على التعامل معها وفقا لرؤيتها الخاصة وليس كما كان الوضع في عهد أوباما.


ووفقا للمجلة الأميركية فإن بايدن سيسعى لإرضاء القادة العرب ولن يقع في نفس خطأ سلفه.