عماد الزبيري.. مرتزق قطر في أميركا ينتظر الحكم القضائي

عماد الزبيري.. مرتزق قطر في أميركا ينتظر الحكم القضائي
صورة أرشيفية

شخصيات عديدة، استغلتها قطر للعمل لصالحها من أجل تحسين صورتها في أميركا، ضمن مساعيها لتوطيد العلاقات معها وتقديم كل السبل من أجلها للتقرب إلى الولايات المتحدة والتأثير على إدارتها السياسية، لكسر عزلتها وضمان مصالحها.


مرتزق قطر


وبين العديد من الشخصيات التي تخدم تلك المصالح القطرية، كان عماد الزبيري، الذي من غير المعروف مهنته الحقيقية، سوى أنه رجل أعمال تابع للدوحة، لدرجة تلقيبه بلقب "مرتزق قطر".

أثيرت أزمة الزبيري مؤقتًا، بعد أن نشرت وكالة أسوشيتدبرس صورة له برفقة محاميه توماس أوبراين، وهو يغادر المحكمة الفيدرالية في لوس أنجلوس برفقته،  بعد إقراره بالذنب في تحويل التبرعات من الأجانب إلى الحملات السياسية الأميركية، باعترافه أنه جمع مبالغ ضخمة لصالح هيلاري كلينتون في انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016، ثم بات من كبار المانحين للجنة التنصيب الرئاسي لترامب.

وخلال التحقيق معه العام الماضي، أقر الزبيري بأنه مذنب من خلال توليه حملة تمويل مشبوهة، والإخفاق في التسجيل كوكيل أجنبي والتهرب الضريبي، بجانب اعترافه بإعاقة تحقيق فيدرالي في نيويورك يخص مساهمة الرعايا الأجانب بشكل غير قانوني في لجنة تنصيب ترامب، وهو ما يجعله قريبًا للسجن عدة سنوات.

خدمة قطر


يعتبر الزبيري، أحد أبرز جامعي التبرعات السياسية بالولايات المتحدة، لخدمة قطر في المقام الأول، لتوسُّع نفوذه بين صناع السياسة والقرار في الولايات المتحدة من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، حيث يلقى اهتمامهم، لذلك ساعد في عقد اجتماعات خاصة مع الرئيس المنتخب جو بايدن، خلال توليه منصب نائب الرئيس مسبقا، وهو ما ساعده في حضوره حفل تنصيب دونالد ترامب.

وأظهرت الوثائق أن الزبيري نفذ مخططا، دفع فيه تبرعات الآخرين ببطاقات الائتمان الخاصة به واستخدم أسماء  متوفين وأخرى مختلقة، حيث إنه خلال 5 أعوام، حول ما يقرب من مليون دولار في شكل تبرعات غير قانونية للحملات السياسية في أميركا، وهو ما ساعده في الوصول  إلى كبار الدبلوماسيين الأجانب والأميركيين وأعضاء الكونجرس، منهم السيناتور بوب كيسي وليندسي جراهام.

كما عمل لسنوات كوكيل أجنبي غير مسجل لحوالي 6 دول ومسؤولين، منهم الأوليجارشية الأوكرانية المقربة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، واستغل علاقاته الواسعة مع المسؤولين المنتخبين في الولايات المتحدة لتمرير معلومات يحتمل أن تكون مفيدة إلى المسؤولين الأجانب، بما في ذلك المعلومات المتعلقة ببايدن. 

وشارك الزبيري مسؤولين قطريين خلال بعثة تجارية لكارولينا الجنوبية عام 2018، ورحلة أخرى مع وزير الخارجية القطري لبرج ترامب في نيويورك في ديسمبر 2016 بعد شهر من انتخاب الرئيس الحالي.

وكشفت وثائق أنه كان يضغط سرًا على البيت الأبيض والكونغرس باسم قطر، من أجل نفوذ لها داخل إدارة ترامب.

فيما ثبت أن الزبيري حصل على 9.8 مليون دولار من الحكومة القطرية، لممارسة جهود الضغط غير القانونية لصالح الدوحة.

تحقيق فيدرالي


وجراء ذلك الاستغلال، كشف تحقيق فيدرالي أميركي أن حياة الزبيري أقيمت على سلسلة من الأكاذيب والادعاءات والمشروعات المربحة لتمويل الحملات السياسية الأميركية، لدرجة أن المدعين الفيدراليين الأميركيين ووصفوه بـ"متبرع سياسي مرتزقة" لاتهامه بتقديم الأموال لأي شخص يعتقد أنه يمكن أن يساعده، بشكل غير قانوني.

وقال المدعون إن الزبيري كان يشرح لوكلائه أن أميركا تعمل بمبدأ "ادفع لكي تلعب"، حتى يحصل على مبتغاه، وضغطه على الساسة الأميركيين للتحالف مع مصالح قطر، خلال تلك الفترة.