قرارات حازمة و120 مليار ريال.. كيف تواجه المملكة السعودية فيروس "كورونا"؟
يواجه العالم بأسره حاليا خطر فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" بكامل ما أوتي من قوة، لاسيما المملكة العربية السعودية التي تحاول احتواءه عبر عدة قرارات استثنائية ضخمة.
120 مليار ريال
وفي آخر الخطوات الضخمة لمنع انتشار الفيروس، أعلن محمد بن عبدالله الجدعان وزير المالية السعودي، أن الحكومة طرحت مبادرات عاجلة تصل قيمتها لنحو 120 مليار ريال سعودي للحد من تأثير تفشي فيروس كورونا على الاقتصاد.
وتم تخصيص 70 مليار ريال لمساندة القطاع الخاص من المنشآت الصغيرة والمتوسطة والأنشطة الاقتصادية الأكثر تأثرا من تبعات فيروس كورونا، وبرنامج الدعم الذي أعلنت عن تقديمه مؤسسة النقد العربي السعودي للمصارف والمؤسسات المالية، والمنشآت الصغيرة والمتوسطة بمبلغ 50 مليار ريال في المرحلة الحالية.
كما شملت المبادرات الإعفاء من المقابل المالي على الوافدين المنتهية إقاماتهم من تاريخه وحتى 30 يونيو المقبل، وذلك من خلال تمديد فترة الإقامات الخاصة بهم لمدة 3 أشهر دون مقابل، وتمكين أصحاب العمل من استرداد رسوم تأشيرات العمل المصدرة التي لم تستغل خلال مدة حظر الدخول والخروج من السعودية حتى في حال ختمها في جواز السفر، أو تمديدها لمدة 3 أشهر دون مقابل.
حزمة قرارات اقتصادية
وقررت أيضا التوسع في قبول طلبات التقسيط بدون اشتراط دفعة مقدمة من قبل الهيئة العامة للزكاة والدخل، وتأجيل تنفيذ إجراءات إيقاف الخدمات والحجز على الأموال من قبل الهيئة العامة للزكاة والدخل، ووضع المعايير اللازمة لتمديد فترة التأجيل للأنشطة الأكثر تأثرا حسب الحاجة.
كما تم تشكيل لجنة برئاسة وزير المالية وعضوية كل من وزير الاقتصاد والتخطيط، ووزير التجارة، ووزير الصناعة والثروة المعدنية، ونائب رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الوطني، ومحافظ صندوق التنمية الوطني؛ تتولى القيام بتحديد الحوافز والتسهيلات، وغيرها من المبادرات التي يقودها صندوق التنمية الوطني أو أي من الصناديق والبنوك التابعة له، بهدف التخفيف من وطأة الوضع الاقتصادي الاستثنائي، في ضوء تداعيات فيروس كورونا، وأثر الإجراءات الاحترازية التي تتخذها حكومة المملكة وتدني أسعار النفط، ومراجعتها.
وتتولى اللجنة أيضاً تحديد معايير تصميم وضوابط تطبيق المبادرات وتفصيلها، وتحديد المبالغ التي ستستخدم لدعم هذه المبادرات من الأموال المتوفرة لدى الصناديق والبنوك التابعة لصندوق التنمية الوطني لهذا الغرض وحسب الحاجة، وتوجيه كل من برنامج كفالة والهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة؛ لوضع المبادرات اللازمة لدعم هذا الغرض في هذه المرحلة الاستثنائية، ودعمها من الأموال المتوفرة لدى الصناديق والبنوك التابعة لصندوق التنمية الوطني حسب الحاجة.
قمة عاجلة
لم تقتصر جهود المملكة عند ذلك الحد، وإنما دعت أيضا لعقد قمة استثنائية افتراضية "أونلاين" الأسبوع المقبل لقادة دول مجموعة العشرين من أجل بحث جائحة فيروس كورونا.
وأكدت الحكومة السعودية أنها تقوم بذلك استشعارا منها بأهمية تكثيف الجهود الدولية المبذولة لمكافحة فيروس كورونا المستجد، لما يترتب عليها من آثار إنسانية واقتصادية واجتماعية، تتطلب استجابة عالمية، حيث إنه على مجموعة العشرين أن تعمل مع المنظمات الدولية بكل الطرق اللازمة لتخفيف آثار هذا الوباء.
وأضافت أن قادة مجموعة العشرين سيعملون على وضع سياسات متفق عليها لتخفيف آثاره على كل الشعوب والاقتصاد العالمي، كما ستبني القمة على جهود وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين، وكبار مسؤولي الصحة والتجارة والخارجية، لتحديد المتطلبات وإجراءات الاستجابة اللازمة.
منع التصدير
بينما أصدرت الجمارك السعودية قرارا لجميع منافذها الجمركية (البرية والبحرية والجوية) بإيقاف تصدير الأدوية والمستحضرات الصيدلانية والأجهزة الطبية، تنفيذا لتوصيات اللجنة الوزارية الخاصة باتخاذ الإجراءات الاحترازية والتدابير اللازمة لمنع تفشي فيروس "كورونا" الجديد ، المتضمنة إيقاف تصدير هذه المنتجات.
وأعلنت اللجنة الوزارية منع تصدير جميع المنتجات والمستلزمات والتجهيزات الطبية والمخبرية المستخدمة للكشف أو الوقاية من الفيروس التي تشمل (الألبسة الواقية، الأقنعة الطبية، البدل الطبية المغلفة للجسم، النظارات الطبية الواقية، والأقنعة الطبية للوجه)، توفيرا لأقصى درجات الحماية لسلامة المواطنين والمقيمين، وحفاظا على الصحة العامة.
تعليق الصلاة بالحرمين الشريفين
وفي مساء أمس، قررت السلطات السعودية تعليق التواجد والصلاة في ساحات الحرمين الشريفين خصوصا ليوم الجمعة، ضمن الإجراءات الاحترازية للوقاية من الفيروس القاتل.
وقالت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، عبر حسابها الرسمي على تويتر، إن الجهات الأمنية والصحية قررت تعليق التواجد والصلاة في ساحات الحرمين الشريفين تفاديا لانتشار فيروس كورونا، مطالبة الجميع بالتعاون لتحقيق المصلحة العامة.
وقف حركة الطيران
كما أعلنت المملكة تعليق رحلات الطيران الداخلي والحافلات وسيارات الأجرة والقطارات ابتداء من يوم الغد السبت ولمدة 14 يوما، لمكافحة كورونا.
وأوضحت أن القرار لا يشمل تعليق وسائل النقل المختلفة المتعلقة بالقطاعات الحيوية مثل الصحة والخدمات والسلع الأساسية مثل الغذاء والطاقة والماء والاتصالات ونحوها، والشحن الجوي والتنقلات الأمنية الضرورية، حيث إن ذلك يكون بناء على ما تقدره اللجنة المعنية بالتعامل مع فيروس "كورونا" الجديد، مع الأخذ بالإجراءات الاحترازية اللازمة كافة.
تعليق الحضور
وقبل أيام، أعلنت المملكة تعليق الحضور لمقرات العمل في القطاع الخاص لمدة 15 يوما، وتفعيل إجراءات العمل عن بعد، عدا القطاعات الحيوية، ضمن جهود المملكة لمواجهة فيروس كورونا المستجد، على أن يستثنى من القرار قطاعات البنية التحتية الحساسة؛ مثل الكهرباء، والمياه والاتصالات.
وطالبت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالسعودية جميع المنشآت في القطاع الخاص بالالتزام بقيام منشآت القطاع الخاص بتقليص أعداد العاملين في فروعها ومكاتبها ومرافقها الأخرى إلى الحد الأدنى اللازم لتسيير العمل وتوافر سلاسل الإمداد، بحيث لا يزيد عدد العاملين المتطلب حضورهم في أماكن العمل على 40% من مجموع العاملين في مقر المنشأة، مع مراعاة التقيد بالإجراءات الاحترازية اللازمة التي تضعها وزارة الصحة في شأن من يحضر من العاملين لمقرات العمل أو سكن العاملين، بما في ذلك أن توفر منشآت القطاع الخاص -التي يزيد عدد العاملين في مقارها أو سكن العاملين لديها على 50 شخصا- نقطة فرز في الدخول يتم فيها قياس درجة الحرارة والسؤال عن الأعراض والربط الوبائي، على أن يعفى من الحضور إلى مقر العمل من تنطبق في شأنه إحدى الحالات المشار إليها.
ووجهت أيضا بإلزام منشآت القطاع الخاص بإغلاق الأندية الصحية وحضانات الأطفال الموجودة بمقراتها، والإلزام بتطبيق آلية الإفصاح من جميع العاملين الذين تظهر عليهم أعراض ارتفاع في درجة الحرارة أو سعال أو ضيق في التنفس، أو خالط أحد المصابين أو المشتبه في إصابتهم.
فيما أصدرت وزارة الرياضة السعودية قرارا يلزم الأندية، بتعليق تدريبات الفرق الرياضية بشكل مؤقت خلال الفترة المقبلة.