اندلعت الأعمال العدائية بين إسرائيل وميليشيا حزب الله اللبناني، ما هدد بتوسيع نطاق الحرب الإسرائيلية إلى حدودها الشمالية وسط جمود في المفاوضات للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة، حيث أطلق حزب الله حوالي 100 صاروخ كاتيوشا على شمال إسرائيل يوم الثلاثاء، وهو أعنف وابل منذ الحرب الإسرائيلية في غزة ضد حماس – حليفة الجماعة اللبنانية – التي بدأت قبل خمسة أشهر، وفقًا لما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.  
  
اشتباكات جديدة  

وبحسب الصحيفة، فقد قال حزب الله: إن صواريخه جاءت ردًا على غارة جوية إسرائيلية، مساء الاثنين، في بعلبك شمال شرق لبنان. وردت إسرائيل في وقت لاحق الثلاثاء بمزيد من الضربات ضد مركزين للقيادة العسكرية لحزب الله ومستودعات أسلحة، في بعلبك أيضًا، والتي يقول سكان المنطقة إنها استخدمت لدعم جهودها الحربية في سوريا.   

وقالت إسرائيل: إن غارة يوم الاثنين في بعلبك كانت ردًا على إرسال طائرات بدون طيار إلى مرتفعات الجولان.  

وتابعت الصحيفة، أن المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي جو بايدن عاموس هوشستين زار بيروت الأسبوع الماضي في محاولة لوقف إطلاق النار عبر الحدود بين حزب الله وإسرائيل.  
 
وقال حزب الله: إنه سيوقف الهجمات على إسرائيل إذا كان هناك وقف لإطلاق النار في غزة، لكن هوشستاين قال: " إن الهدنة في القطاع لا تضمن الهدوء في لبنان، وأن الحل الدبلوماسي بين الميليشيا وإسرائيل ضروري".  

  
تصعيد غير معلن  

وبحسب الصحيفة، فقد انخرطت إسرائيل وحزب الله في هجمات متبادلة منذ هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، والتي تمت معايرتها حول خطوط حمراء غير معلنة لتجنب تصعيد الصراع إلى حرب شاملة. لكن إسرائيل ضربت في الأسابيع الأخيرة أهدافًا بعيدة داخل الأراضي اللبنانية، خارج المنطقة الحدودية التي عادة ما تكون في قلب الصراع بين الجانبين.  

وتابعت، أن التصعيد الجديد يمتد إلى قواعد التصعيد غير المعلنة بين القوى المتعارضة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الضغوط السياسية المفروضة على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لحملها على مواجهة حزب الله، الذي يُعَد قوة أقوى من حماس، والذي أدى وجوده على الحدود إلى إرغام مائة ألف مواطن في شمال إسرائيل على إخلاء منازلهم.  

وقال دانييل سوبلمان، وهو زميل باحث مقيم في إسرائيل في مبادرة الشرق الأوسط في كلية كينيدي بجامعة هارفارد: "هذا النزوح الجماعي غير مسبوق منذ نشأة البلاد إنه عامل ضغط خطير للغاية على الحكومة الإسرائيلية لإعادة تشكيل المشهد الأمني على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية"، ونزح عدد مماثل من المواطنين اللبنانيين على الجانب اللبناني من الحدود.  

وقال الجيش الإسرائيلي: إنه يعمل على القضاء على التهديدات التي يشكلها حزب الله، وقال الجيش أيضًا - يوم الثلاثاء- : إنه شن ضربة ضد البنية التحتية العسكرية لحزب الله في سوريا المتاخمة للبنان.