لا يمر يوم دون أن تؤكد الحكومة القطرية على قدرتها على محاصرة فيروس "كورونا" المستجد، إلا أن الأرقام الرسمية التي تخرج في نهاية كل يوم تؤكد أن الأمر أصبح كارثياً ويحتاج لخطوات أكثر قوة وحسمًا لمواجهة الفيروس القاتل الذي يفتك بالشعب القطري، وسجّلت قطر اليوم أعلى نسبة إصابات منذ بداية تفشي الوباء لتتخطى حاجز الـ11 ألف مصاب بعد تسجيل 957 حالة إيجابية اليوم فقط.
 
إصابة طاقم طبي بالكامل بـ"كورونا" في مستشفى "العزل" بأم صلال

مصادر مطلعة أكدت أن حالة من الرعب أصبحت تسيطر على الحكومة القطرية التي تقف عاجزة عن السيطرة على تفشي الوباء في أماكن من المفترض أن تكون ملجأ لحماية القطريين منه، وآخِرها اكتشاف إصابة طاقم طبي كامل في مستشفى العزل بأم صلال.

وأضافت المصادر أنه تم خلال الـ 24 ساعة الماضية عزل جميع الطواقم الطبية في مستشفى العزل بأم صلال وإجراء فحوصات وأخذ مسحة من جميع العاملين بعد التأكد من إصابة طاقم كامل يشمل 17 طبيبا و12 من التمريض بفيروس "كورونا" المستجد.

وتابعت المصادر، أن الأعراض ظهرت على معظم أفراد الطاقم الطبي المصاب خلال الـ8 أيام الماضية وتم إخطار إدارة المستشفى إلا أنها أمرتهم بأخذ الاحتياطات اللازمة ومتابعة العمل بسبب النقص الشديد في الموارد البشرية والطبية، وهو ما أصاب جميع العاملين بمستشفى العزل بحالة من الخوف الشديد لتأكدهم من مخالطة زملائهم لهم خلال الأيام الماضية.
 
تقارير دولية: معدل الإصابة في قطر يفوق "إيطاليا وفرنسا والولايات المتحدة"

خبراء أكدوا أن الأعداد ستتجاوز الألف إصابة يوميًا بعد أن اقتربت بشده اليوم من تحقيق هذا الرقم ليصل إجمالي الإصابات حسبما أعلنت وزارة الصحة القطرية لـ11244 حالة، وسط تأكيدات بأن الأرقام الحقيقية تفوق بكثير ما تعلنه الحكومة.

وهو ما أعلنت عنه مجلة "بيزنس ستاندرد" التي أكدت في تقرير لها أن قطر تشهد ارتفاعًا مثيرًا للقلق في عدد الحالات الجديدة اليومية، فخلال الأيام الخمسة الماضية، ارتفع عدد الحالات التي تتم إضافتها يوميا من 500 حالة فردية إلى أكثر من 900، حيث ارتفع معدل الإصابة في قطر لأكثر من نظيره في إيطاليا وفرنسا والولايات المتحدة.

 حيث أعلنت وزارة الصحة العامة في قطر أن أمس وصل عدد الحالات الجديدة التي تم التأكد من إصابتها بفيروس كورونا المستجد إلى 929 حالة،  بينما وصل عدد حالات الشفاء إلى 83.

وأكد خبراء أن الأرقام المعلنة تؤكد أن الوضع في قطر أصبح في غاية الخطورة خاصة إذا ما نظرنا إلى عدد السكان المنخفض للغاية، وإذا ما أخذ في الاعتبار تأكيد العديد من المواطنين عدم الإعلان عن عشرات الحالات الأخرى، نجد أن قطر أصبحت بؤرة شديدة الخطورة لتفشي وباء فيروس كورونا.
 

الصحة القطرية رسميًا: دخلنا مرحلة الذروة ولا يمكننا معرفة متى ستنتهي

تزايُد الحالات بشكل هائل خلال الأيام الماضية في قطر، جعل الحكومة القطرية عاجزة عن التكتم، ودفعها للاعتراف من خلال المديرة الطبية لمركز الأمراض الانتقالية بمؤسسة حمد الطبية "منى المسلماني" أن قطر دخلت في مرحلة الذروة، حيث أكدت المسلماني أن قطر تشهد زيادة في الحالات المصابة ولا يمكن تحديد موعد انتهاء تلك المرحلة.

وحاولت "المسلماني" طمأنة الشعب القطري قائلة إن السبب في ارتفاع الأرقام هو الكشف المبكر، وأكدت أن الطواقم الطبية تحاول قدر استطاعتها إلا أن هناك الكثير الذي لا نعرفه عن فيروس "كورونا" المستجد ولن نستطيع أن نصدر أحكاماً مسبقة حتى الآن.

وتأكيدًا لشكاوى المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي من تفشي الفيروس بشكل يفوق المعلن عنه، أكدت "المسلماني" أن عدداً كبيراً من المواطنين مصاب، ولكن لا تظهر عليهم الأعراض ولا يدركون أنهم مصابون بالفيروس سواء أكانوا في بيوتهم أم في محل عملهم.