زياره الشيخ محمد بن زايد لمصر.. ما دلالة التوقيت؟
زياره الشيخ محمد بن زايد لمصر.. ما دلالة التوقيت
أهمية خاصة تحملها زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات إلى مصر، سواء على صعيد العلاقات الثنائية أو الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حيث إن الزيارة التي يجريها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات إلى مصر تأتي في توقيت مهم، إذ تشهد المنطقة توترات غير مسبوقة على خلفية تهديد إسرائيل بالرد على إيران بعد هجومها الصاروخي عليها ليلة الثلاثاء الماضي، في وقت تواصل فيه هجماتها على غزة ولبنان، مما يجعل مباحثات قادة البلدين خطوة مهمة على طريق مواجهة التحديات المتزايدة.
العلاقة بين البلدين
في هذا الصدد، قال الدكتور هشام إبراهيم، أستاذ التمويل والاستثمار: إن حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي عن الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات، أمس الخميس، خلال حفل تخرج الطلاب بالأكاديمية العسكرية، يعكس مدى العلاقة بين البلدين على المستوى السياسي، الاقتصادي والأمني، لافتًا إلى أن العلاقة الوطيدة بين مصر والإمارات حائط صد في مواجهة التحديات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط.
وأوضح - في تصريح لـ"العرب مباشر" - أن هناك علاقات تعاون وثيقة وتنسيق متواصل على الأصعدة كافة التي تتميز بالشراكة الاقتصادية والتجارية بين مصر والإمارات، فمنذ عقود وخلال الأعوام الماضية أصبحت الإمارات تمثل الشريكة التجارية الثانية عربيًا والتاسع عالميًا لمصر في ظل جهود كبيرة لتعميق التعاون بين البلدين.
وتابع، أن أهمية توقيت هذه الزيارة تتمثل في دور البلدين في الحفاظ على وحدة المنطقة، والعمل على تهدئة الوضع في ظل التصعيد الذي نشهده يزداد يومًا بعد يوم، وأكد أن العلاقات الاقتصادية بين الإمارات ومصر، تشهد انطلاقة مهمة للغاية على الأصعدة كافة، لعل أهمها حركة تدفق رأس المال وخاصة في مجال العقارات، مضيفًا أن آخر عشرين سنة نتحدث عن رقم تجاوز 70 مليار دولار استثمارات، وفي العام الماضي تجاوزنا 5.7 مليار دولار.
توقيت مهم
رحب الكاتب الصحفي مصطفى بكري، عضو مجلس النواب المصري بزيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى مصر، ولقائه مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، معبرًا عن تقديره لهذه الزيارة المهمة في هذا التوقيت الدقيق، مشيرًا إلى أنها تحمل أبعادًا استراتيجية على الصعيدين الثنائي والإقليمي، خاصة لما تحمله العلاقات المصرية الإماراتية من نمو وتطور كبير على مدار العقود الماضية، وذلك بفضل الروابط التاريخية والسياسية والاقتصادية التي تجمع البلدين.
وأكد أن زيارة الشيخ محمد بن زايد تُعد دليلًا على استمرار التنسيق الوثيق بين القيادتين المصرية والإماراتية في وقت تتزايد فيه التحديات التي تواجه المنطقة العربية، سواء على الصعيد الأمني أو السياسي أو الاقتصادي، لافتًا إلى أن توطيد العلاقات بين مصر والإمارات يُعتبر عنصرًا أساسيًا في تحقيق الاستقرار في المنطقة، مشيرًا إلى أن هذه الزيارة تعكس التفاهم العميق بين البلدين حول القضايا الإقليمية والدولية، وخاصة فيما يتعلق بالصراعات في الشرق الأوسط.
وأوضح أن مصر والإمارات تلعبان دورًا محوريًا في دعم السلام والاستقرار في المنطقة من خلال التنسيق الدبلوماسي والسياسي. ويظهر ذلك بوضوح في المواقف المشتركة التي يتخذها البلدان تجاه الأزمات في ليبيا وسوريا واليمن، بالإضافة إلى جهودهما في محاربة الإرهاب والتطرف. وأوضح أن العلاقات الاقتصادية بين مصر والإمارات تُمثل نموذجًا للتعاون المثمر بين الدول العربية، إذ تُعتبر الإمارات من أكبر الشركاء التجاريين لمصر في المنطقة، حيث تستثمر الشركات الإماراتية بشكل كبير في مختلف القطاعات المصرية، مثل الطاقة والعقارات والسياحة.
آفاق التعاون الاقتصادي
وأكد أن زيارة الشيخ محمد بن زايد تُعزز هذه الشراكات وتوسع آفاق التعاون الاقتصادي، مما يسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة في كلا البلدين. وأكد أن مصر تسعى إلى جذب المزيد من الاستثمارات الإماراتية، خاصة في ظل الإصلاحات الاقتصادية التي تجريها الحكومة المصرية لتحسين بيئة الأعمال والاستثمار، لافتًا إلى أن الإمارات تنظر إلى مصر باعتبارها سوقًا استراتيجية، ليس فقط بسبب حجمها الكبير، ولكن أيضًا لموقعها الجغرافي المميز الذي يُتيح الوصول إلى الأسواق الإفريقية والأوروبية.
وأوضح أن زيارة الشيخ محمد بن زايد، بما تحمل من أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية، تدعم المصالح المشتركة وتؤكد على استمرار التعاون المثمر بين مصر والإمارات لتحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة العربية، وتعزز الهوية العربية والحفاظ على التراث الثقافي المشترك، وتؤكد على ارتباط الشعبين المصري والإماراتي بروابط تاريخية وثقافية عميقة.