حرب الظل بين إيران وإسرائيل.. إدارة بايدن على هامش الأحداث

حرب الظل بين إيران وإسرائيل.. إدارة بايدن على هامش الأحداث

حرب الظل بين إيران وإسرائيل.. إدارة بايدن على هامش الأحداث
حرب غزة

فقدت الولايات المتحدة نفوذها على إسرائيل، ففي ظل استعداد إسرائيل لتوجيه ضربة انتقامية لإيران، تبدو إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وكأنها مجرد مراقب، بقدرة محدودة على فهم ما تخطط له أقرب حلفائها في الشرق الأوسط، وتأثير أقل على قراراتها، حسبما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.

رد محدود


ويقول مسؤولو البيت الأبيض إنهم ينسقون بشكل وثيق مع نظرائهم الإسرائيليين، ويأملون أن يحد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من الهجوم المتوقع على إيران، ردًا على وابل الصواريخ التي أطلقتها طهران على إسرائيل يوم الثلاثاء.


وأفادت الصحيفة، بأن الدفاعات الجوية الإسرائيلية حاولت التصدي للهجوم الإيراني، الذي تسبب في أضرار جسيمة في إحدى القواعد الجوية، وبالرغم من ذلك أبلغ المسؤولون الإسرائيليون البيت الأبيض بأنهم لا يشعرون بالحاجة إلى الرد فورًا أو بشكل واسع، وفقًا لمسؤولي البيت الأبيض.


ويناقش المسؤولون الأمريكيون والإسرائيليون أهدافًا محتملة، بما في ذلك منشآت النفط الإيرانية.


وقال بايدن يوم الأربعاء إنه يعارض أي ضربات على المنشآت النووية الإيرانية، لكنه فتح الباب يوم الخميس أمام احتمال دعمه لهجوم إسرائيلي على البنية التحتية النفطية، مما دفع بأسعار النفط إلى الارتفاع.


وأضافت الصحيفة أن إسرائيل لم تتخذ قرارًا نهائيًا بعد بشأن طبيعة ردها، والبيت الأبيض كان في حالة مفاجأة متكررة من قرارات إسرائيل في الأسابيع الأخيرة.

خداع نتنياهو


وأوضحت الصحيفة أن نتنياهو خدع الجميع، وأصدر الأمر بالضربة الجوية التي قتلت زعيم حزب الله حسن نصر الله من غرفة فندق في نيويورك، في وقت كان فيه مسؤولو إدارة بايدن يحاولون في الأمم المتحدة، على بعد بضعة مبانٍ، منع اتساع نطاق الحرب في الشرق الأوسط الأسبوع الماضي.


وتابعت أن قرار الموافقة على الضربة في 27 سبتمبر من الأراضي الأمريكية دون إبلاغ البيت الأبيض مسبقًا، ونشر صورة له وهو يصدر الأمر، ليعكس الانقسام المتزايد بين حكومة نتنياهو والبيت الأبيض.


وأضافت أنه في المدى القصير، يمكن لقرارات إسرائيل الأحادية بشأن ضرب إيران أن تتسبب في توريط إدارة بايدن في صراع إقليمي غير محبوب. أما على المدى الطويل، فقد تكون هذه نقطة اشتعال جديدة للمنتقدين الذين يقولون إن الولايات المتحدة تمنح إسرائيل مساحة كبيرة من الحرية، دون استخدام نفوذها لكبح جماح حليفتها.

فشل أمريكي


وتابعت الصحيفة أنه في وقت سابق من سبتمبر، التقى مبعوث البيت الأبيض عاموس هوكستين مع مسؤولين إسرائيليين في قبو عسكري بتل أبيب لحثهم على عدم شن عملية كبيرة ضد حزب الله في لبنان. وطالبهم بإعطاء فرصة للجهود الدبلوماسية التي تهدف إلى دفع حزب الله للتراجع عن الحدود الشمالية لإسرائيل.


وأضافت أنه بعد ساعات من الاجتماع، انفجرت مئات أجهزة البيجر المستخدمة من قبل مقاتلي حزب الله في لبنان في هجوم غير مسبوق أودى بحياة العشرات، بينهم أطفال، وأصاب الآلاف، تلا ذلك موجة ثانية من التفجيرات نتيجة انفجار قنابل مخبأة في أجهزة الاتصال اللاسلكية، وردت إسرائيل بهجوم جوي واسع أودى بحياة أكثر من 500 شخص في اليوم الأكثر دموية في لبنان منذ نحو عقدين.


وأفاد المسؤولون الأمريكيون بأنهم لم يكن لديهم معرفة مسبقة بالعملية وأنهم حاولوا النأي بأنفسهم عن الهجوم الذي صعّد النزاع على الحدود بين إسرائيل وحزب الله إلى مستوى خطير.


ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يجد بايدن وفريقه أنفسهم في كثير من الأحيان في موقف المتفرج، غير قادرين أو غير راغبين في كبح جماح حليفهم الذي يواصلون دعمه سياسيًا وعسكريًا.


ومع استمرار الحرب على غزة منذ ما يقرب من عام، أكد بايدن مرارًا وتكرارًا على أن العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل لا يمكن كسرها. لكن علاقته الطويلة التي تمتد لـ50 عامًا مع نتنياهو شهدت تدهورًا تدريجيًا نتيجة اختلاف أجنداتهم السياسية وأهدافهم في الحرب.