مخطط أردوغان لتتريك لبنان وترسيخ فكرة الخلافة العثمانية
مخاطر تمدد النشاط التركي على الساحة اللبنانية ومحاولاتها في مسح الهوية العربية عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتركيز بشكل أكبر على مناطق التكتل السني في الشمال "طرابلس – عكار – المنية والضنية".
محاولات النظام التركي لمسح الهوية العربية تنتقل من بلد عربي إلى آخر، فهناك في سوريا يتم الأمر باستخدام قوة السلاح، وفي بلدان أخرى يتم عن طريق خطط طويلة المدى تبدأ باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي واستهداف المناطق ذات الكثافة السنّية في محاولة لاستقطابهم وترسيخ فكرة أن الخلافة الإسلامية مركزها إسطنبول وأنها الأمل في تحسين ظروفهم.
الجمعيات.. بوابة تركيا الخلفية للتسلل وسط صفوف "اللبنانيين"
خلال السنوات الماضية، استهدفت تركيا الساحة اللبنانية، وكالعادة بدأت خطة الاستهداف من مناطق التكتل السني في الشمال وطرابلس وصيدا وفي بعض الأحيان المخيمات الفلسطينية عن طريق القيام بعدد من المشاريع التنموية والتعليمية والخدمية بهدف محاولة كسب ود التكتلات السنية تدريجيًا، ويأتي ذلك ضمن خطة لاستبدال هويتها العربية بالهوية العثمانية لخدمة المخطط الأردوغاني في المنطقة العربية والشرق الأوسط بالكامل.
المخطط التركي يبدأ باستخدام سلاح الجمعيات الخدمية، وعلى رأسها جمعية حراس المدينة والتي يرأسها محمد شوك أبو محمود والتي قامت خلال المظاهرات اللبنانية السابقة بتأجيج الصراع الداخلي وإثارة الرأي العام ضد القيادة السياسية اللبنانية في محاولة لكسب ود الشعب اللبناني واتخاذ مواقف مرتب لها بدقة لإظهار أنهم يقفون في صف الثوار، وهو ما اعتبرته تقارير أمنية تدخلاً سافراً في شؤون لبنان الداخلية.
السفارة التركية تعتبر مقر إدارة العمليات في لبنان، حيث أثبتت تقارير تقديمها مبالغ مالية عن طريق سفيرها لمحمد شوك والتي كان آخرها تقديم مبلغ 60 ألف دولار لصالح جمعية "حراس المدينة" التي تعمل ضمن نطاق "طرابلس اللبنانية"، وتشهد لبنان عقد اجتماعات دورية بين محمد شوك رئيس الجمعية وهاكان تشاكل السفير التركي في لبنان لبحث توسيع نشاط الجمعية واستقطاب العديد من المنتسبين وصنع قوة حقيقية لها في الشارع اللبناني وزيادة قدرتها على توجيه الرأي العام.
دعم سنوي تركي للسيطرة على "طرابلس"
هاكان تشاكل، وعد رئيس الجمعية محمد شوك، باعتماد دعم سنوي ثابت للجمعية من الموازنة التركية لتغطية النفقات الضرورية لتنفيذ المخطط في طرابلس كبداية ثم باقي المناطق اللبنانية وتفعيل الدور الإنساني والاجتماعي في مختلف مناطق الشمال كما تفعل جميع الجمعيات الإخوانية في مختلف البلدان العربية لكسب التأييد الشعبي.
النظام التركي بدأ اعتماد الجمعيات الخيرية والدور الإنساني والأعمال الاجتماعية لتحقيق أهداف استخباراتية خبيثة، بعد أن أثبتت قيادات الإخوان نجاح تلك الأساليب في معظم البلدان العربية، وتتخذ تركيا ساتر الجمعيات الخيرية والدور الإنساني والاجتماعي لتحقيق أهداف استخبارية خبيثة تندرج تحت الحصول على معلومات عن الداخل اللبناني والسيطرة على مناطق الشمال السنية لتحقيق أهدافها التوسعية ضمن الهدف الأسمى وهو إعادة إحياء الخلافة العثمانية.