كيف خدعت قطر العالم بعد كشف استثماراتها بفرنسا؟.. بالتهديد والمقاطعة الزائفة
يبدو أن استثمارات قطر في فرنسا التي تتجاوز الـ ٤٠ مليار دولار، والكشف عنها مؤخرًا، دفعت عائلة "تميم بن حمد" لإصدار تهديدات وصفها الشعب العربي بأنها زائفة بتلقين فرنسا عقابا قاسيا على مهاجمتها للإرهاب والتطرف.
تهديدات زائفة
رد رئيس نادي "ملقا" لكرة القدم "عبد الله بن ناصر آل ثاني" بغضب على دفاع الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" عن رسوم كاريكاتورية تسيء للرسول الكريم، ولكن بطريقة لم يكن بها أي مصداقية.
ووفقًا لصحيفة "آرب ويكلي" البريطانية، أدت تصريحات "ماكرون" الأخيرة، التي وعد فيها بعدم "التخلي عن الرسوم الكرتونية" ، إلى رد فعل عنيف على تويتر من رجل الأعمال، وهو أحد أفراد عائلة آل ثاني الحاكمة في قطر.
واتهم آل ثاني، في سلسلة رسائل عبر منصات التواصل الاجتماعي، الرئيس الفرنسي بتشجيع نشر الرسوم المسيئة، مطالبًا إياه بإصدار اعتذار رسمي للدول الإسلامية.
وهدد رجل الأعمال القطري على تويتر قائلاً: "إذا لم يكن هناك اعتذار رسمي لجميع الدول الإسلامية عن خطاب الكراهية العنصري والمسيء هذا الذي يستهدف رسول الله، فسيتعين عليك مواجهة العواقب".
رد فعل ضعيف
جاء رد فعل آل ثاني بعد عدة تغريدات لماكرون دافع فيها عن "نقاش معقول" ضد خطاب الكراهية ومحاربة "الطغيان والتعصب".
واعتبر المحللون رد فعل آل ثاني ضعيفًا، فقطر تكافئ فرنسا بنشر صور المقاطعة على مواقع التواصل الاجتماعي فقط، وتهدد فرنسا لفظيًا فقط.
ولكن في الواقع تتجاوز الاستثمارات القطرية في فرنسا أكثر من ٤٠ مليار دولار في قطاعات العقارات والصناعة والبنوك والملاهي الليلية بخلاف الاستثمارات في نادي "باريس سان جير مان".
تهدئة الرأي العام
في الأسبوع الماضي، دافع "ماكرون" علنًا عن الرسوم الكاريكاتورية التي نشرتها مجلة "شارلي إبدو" الفرنسية الساخرة خلال تكريم لمعلم المدرسة الثانوية "صمويل باتي" ، الذي تم قطع رأسه في وقت سابق من هذا الشهر لعرضه الرسوم أثناء فصل التربية المدنية.
وقال "ماكرون": إن فرنسا لن "تتخلى" عن الرسوم وتعهد بمعالجة "الانفصالية الإسلامية" في البلاد.
أثار خطاب "ماكرون" الغضب في جميع أنحاء العالم الإسلامي، وأدى إلى تصعيد الدعوات لمقاطعة البضائع الفرنسية.
كانت قطر حذرة إلى حد ما في معالجة تصريحات "ماكرون"، حيث سحبت بعض المتاجر القطرية البضائع الفرنسية من أرففها في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وأثار رد الفعل القطري غضب العالم الإسلامي الذي اعتبر قطر تتاجر بالدين من أجل إنقاذ تركيا من حملة المقاطعة العربية، خصوصًا وأنها لم تتقدم بأي خطوة لوقف ولو بعض الاستثمارات القطرية من فرنسا.