وضعت الأمم المتحدة شروطًا أساسية للحكومة الانتقالية المنتخبة في ليبيا، لكي تتمكن من تسيير الفترة الحالية، استعدادا لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقرر إجراؤها نهاية العام الجاري، جاء في مقدمتها أن تكون حكومة وطنية لا تنتمي إلى فريق على حساب الآخر.

وفي ظل تلك المعطيات، يسعى رئيس الحكومة الجديد عبدالحميد الدبيبة، لتشكيل حكومته على النحو الذي يكسب به ود البعثة الأممية، وتهدئة الأطراف المتنازعة في ليبيا، ولاسيما أن الدبيبة تدور حوله الكثير من الشكوك حول علاقته بحكومة الوفاق وتركيا، ويسعى لإبعاد شبهتها عنه.
 
ماذا فعل الدبيبة؟

أكد رئيس الحكومة الجديد، أنه لن يقبل بأي مرشح في حكومته لا يمكنه العمل في جميع أنحاء الدولة.
وقال الدبيبة، في تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي، تويتر، اليوم: "حظيت بلقاءات مثمرة بكل من المستشار ‎عقيلة صالح، وأعضاء ‎مجلس النواب، حيث تشاورنا حول الاستحقاقات السياسية القادمة، وعملية تشكيل الحكومة".

وأشار الدبيبة إلى أنه يسعى إلى عدم إقصاء أي فريق دون الآخر، قائلاً: "سنسعى للتواصل بشكل دائم مع أهلنا في كل ربوع ليبيا، وتأكيدًا على ذلك لن أقبل أي مرشح للحكومة لا يستطيع العمل في جميع أنحاء ‎ليبيا".

هل يستطيع تنفيذ أجندته؟

قال الباحث والمحلل السياسي الليبي أحمد الربيعي: إن تحركات الحكومة الجديدة تبدو ظاهريا سعيها للمّ الشمل المشتت، ولكن تلك الإجراءات تحتاج إلى خطوات وإستراتيجية غائبة لدى الدبيبة، لافتاً أن رئيس الحكومة إذ يقول إنه يسعى لعدم الإقصاء، فإن علاقاته الوطيدة والوثيقة مع الرئيس رجب طيب أردوغان، ستمنع بعض الأطراف من التعاطي مع حكومته.

وأضاف الربيعي في تصريحات لـ"العرب مباشر":" رئيس الحكومة يقول لا للإقصاء ومعًا للم الشمل، ولكنه يتجاهل أنه نفسه محسوب على أطراف دون الأخرى"، مشددا على تطلعه ورغبته في أن تأتي الحكومة الانتقالية ثمارها، ولكن هذا يتطلب منها أن يكون ولاؤها إلى ليبيا دون غيرها.
 
لمن الولاء؟

طرح المحلل الليبي عدة أسئلة حول الدبيبة، قائلاً: "هل رئيس الحكومة ينتمي لجميع المدن؟ هل ولاؤه لليبيا فقط رافضًا احتلالها من القوات الأجنبية؟ هل سيسعى الدبيبة للتخلص من سيطرة ميليشيات الإخوان على طرابلس؟ هل سيستطيع القضاء على سطوة الإخوان لاستنزاف ثروات طرابلس؟"، مشيراً إلى أن الدبيبة "أكد تضامنه الكبير مع تركيا، وأوضح أن أردوغان حليف وصديق وشقيق لليبيا، وأن تركيا لديها من الإمكانيات الكثيرة لمساعدة الليبيين في الوصول إلى أهدافهم الحقيقية، مشيرا إلى أن تركيا تعتبر من الشركاء الحقيقيين للدولة الليبية".

تحركات دبيبة لتشكيل الحكومة

وكان الدبيبة، زار شرق البلاد أمس الجمعة والتقى رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، بحسب ما أفاد مكتبه.

ثم غادر طبرق نحو طرابلس لإنهاء مشاورات تشكيل الحكومة، مشيراً إلى أن بقية الزيارات شرقاً وجنوباً وغرباً ستجري بعد نيل الثقة من مجلس النواب.
بالتزامن، التقى أمس المبعوث الأممي إلى ليبيا، يان كوبيش، في بنغازي قائد الجيش الليبي خليفة حفتر.

وأكد حفتر خلال اللقاء، بحسب ما أفاد بيان صادر عن القيادة العامة للقوات المسلحة، على ضرورة متابعة تنفيذ كامل بنود الاتفاق السياسي حتى تصل ليبيا لمرحلة استقرار دائم.

فيما شدد كوبيش على أهمية دور القوات المسلحة في مساعدة السلطة الجديدة على قيادة أزمات البلاد والوصول بها للانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
يذكر أن رئيس الوزراء الليبي الذي انتخب في الخامس من فبراير، كان تعهد بتشكيل حكومة جامعة لا تستبعد أحدًا.