لماذا يكره اللبنانيون حزب الله؟.. مواطنون يجيبون
ما زالت النار مشتعلة في أرجاء لبنان، لا يستطيع أن يخمدها سوى عودة حق الشعب اللبناني بأرضه وأملاكه، وتحقيق العدالة على رقاب كل من اتهموهم بالفساد ونهب ثروات البلاد، وفي مقدمتهم تنظيم "حزب الله" الذي يتزعمه "حسن نصرالله" برعاية إيرانية، تسببت في تنامي أسهم الفساد والإرهاب وانفلات الأمن في عاصمة السلام بيروت، وكأن الحزب لم يكتفِ بنهب ثروات الشعب ليأتي وراءها تشريد آلاف الأسر اللبنانية على خلفية انفجار مرفأ بيروت، لتكون القشة التي قسمت ظهر اللبنانيين ليتخذوا قرارهم بأنها نهاية حزب الله إلى الأبد.
الشعب اللبناني يعلن نهاية حزب الله
وفي هذا الصدد قالت كارمن ماريو، لبنانية شاركت في الاحتجاجات، في تصريحات لـ"العرب مباشر"، إن الأزمات في لبنان قوامها تدخلات حزب الله وسعيه للسيطرة على الحكم في لبنان، إلى جانب مساعيه المستمرة لخلق فتن طائفية وحروب أهلية بين الشعب اللبناني وانقسامه إلى طوائف، وهو ما حدث وشهدناه في الاحتجاجات الأخيرة من اندساس عناصر تابعة لحزب الله وسط المظاهرات أدت إلى اشتباكات وتدخل من قوات الأمن أسفر عن مقتل العشرات.
وتابعت يبدو أن نصر الله، لا يكفيه ما يعينه الشعب اللبناني من انهيار اقتصادي، وفساد الحكومة ورئيسها، ونهب أموالنا وتشريد عائلاتنا جراء انفجار مرفأ بيروت، ولكن يريد أن تظل النار متقدة إلى ما لا نهاية حتى يحقق أهدافه، لافتة أن الشعب اللبناني بات من الصعب التغلغل داخله لإحداث فرقة أو إثارة فتنة طائفية فالجميع كتلة واحدة في مواجهة إرهاب حزب الله وفساد الحكومة، ونهاية حزب الله تقترب.
حزب الله وميشال عون وجهان لعملة واحدة
وأيدها علي زين، 43 عاما وأحد المشاركين في احتجاجات لبنان، وقال في تصريحات لـ"العرب مباشر"، حزب الله يسعى لتخريب لبنان منذ تأسيسه على يد إيران، ولم يعد هدفه المقاومة كما كان يدعي في السابق، بل صار يقاوم استقرار لبنان أرضا وشعبا، وبات يهدف لنشر الفوضى والإرهاب والفرقة بين أرجاء لبنان شمالا وجنوبا.
وتابع زين، أن ما حدث من حزب الله خلال الآونة الأخيرة ومحاولته تخريب المظاهرات ضد فساد الحكومة وميشال عون، لا يثبت سوى أنه وجه مماثل لفساد الحكومة، أطماعهم تتلخص في نهب ثروات أرض لبنان، ولا يعنيهم سوى أهدافهم السياسية وأطماعهم داخل لبنان، والدليل ما شهدناه من قرارات لا جدوى منها من قبل الحكومة وتصريحات هزلية من ميشال عون، إلى جانب تعنت نصر الله في الاعتراف بجريمته في انفجار مرفأ لبنان وتخزينه لنترات الأمومنيوم وسط مواطنين وهي جريمة إنسانية لا بد أن يُحاسب عليها أمام العالم.
نصر الله داعم الإرهاب في لبنان
ومن جانبة قال أحمد غسان، 59 عاما، وأحد المشاركين في مظاهرات لبنان الآخيرة، إن تاريخ حزب الله ورئيسه نصر الله لا يخلو من دماء اللبنانيين بزعم المقاومة، ومن الذي يقاومه حزب الله اليوم ، هل يقاوم استقرار الشعب اللبناني؟، هل يقاوم وحدة اللبنانيين؟، نصر لا يريد استقرار لبنان وأهدافه إشاعة الفتن الطائفية بين الشعب اللبناني ليستمر في نهب ثروات لبنان وتلقي الدعم المالي واللوجيستي من إيران.
وتابع غسان، أن أطماع نصر الله كانت واضحة منذ اليوم الأول لظهوره، وتكوينه جيش موازٍ للجيش اللبناني، ولم تتحرك الحكومة لمواجهة هذا الأمر رغم أنه منافٍ لاستقرار أي دولة، فمن غير المنطقي أن يمتلك فصيل قوة مسلحة موازية قادرة على إثارة الشغب والعنف في أي لحظة، ورغم ذلك لم تهتم الحكومة لمواجهته بل بدأت في إدخاله ضمن العملية السياسية بشكل مستتر مع علمهم أن التنظيم معلن دوليا أنه تنظيم إرهابي، ورغم علم الحكومة أن نصر الله أساس الحروب الطائفية التي شهدتها لبنان خلال العقود الماضية، وأنه كان سبب مقتل رفيق الحريري، وسبب الكارثة الإنسانية التي شهدناها في تفجير مرفأ لبنان، وكنت أحد المتضررين من التفجير وانهار منزلي وتم تشريدي مع عائلتي وأقيم مع شقيقي حاليا، من المسؤول عن هذا الدمار الذي يعيشه لبنان اليوم؟، نصر الله بمعاونة إيران وفساد الحكومة ورئيس الجمهورية.
مطالب بمحاكمة نصرالله وخامئني
وفي وقت لاحق لتفجيرات مرفأ لبنان، فوجئ اللبنانيون بفيديو لأمين عام حزب الله السابق، صبحي الطفيلي، يتهم فيه نصر الله بأنه وراء تفجير المرفأ وتشريد الأسر اللبنانية، وطالب بمحاكمته عن جريمته، وأشار خلال الفيديو إلى أن الأمين العام لحزب الله فوق رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس المجلس النيابي اللبناني.
كما طالب الطفيلي، بمحاكمة المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، مشيرا إلى أن الأمن المحلي في بعلبك لا يستطيع أن يتحرك من دون موافقة إيران، وأنه منذ مطلع الألفية الثالثة لم تعد المقاومة اللبنانية مقاومة بل سلاحا يخدم العدو ويدمر العالم العربي.
وقال الطفيلي في الفيديو: "سلاح حزب الله يخدم العدو .. هذا السلاح دمر سوريا والعراق واليمن ولبنان، هذا السلاح فجر بيروت".
وكانت تقارير صحفية سابقة قد أشارت إلى أن حزب الله اللبناني سبق له تخزين كميات كبيرة من مادة نترات الأمونيوم في دولتين أوروبيتين على الأقل خلال السنوات الماضية، قبل أن يتم اكتشافها ومصادرتها.
وكانت نترات الأمونيوم السبب في الانفجار الضخم الذي هز مرفأ بيروت، وأدى إلى مقتل أكثر من 160 شخصا وإصابة ما يزيد عن 6 آلاف وتشريد مئات الآلاف.
التقارير تؤكد أن خزانة ميليشيا حزب الله الارهابية، تكتنز بـ"مليارات الدولارات" سواء التي سرقتها من العراق أو التي تسرقها من الدولة اللبنانية للإنفاق على العناصر المسلحة الميليشياوية أو أموال المخدرات.
نصر الله يرفض تسليم السلاح والأموال المنهوبة
وطالب لبنانيون، ميليشيا حزب الله بأن تخرج مما سرقته من لبنان، ومن المليارات التي تتحدث تقارير عدة عن "اكتنازها" وأموال الاتجار في المخدرات، وأن تسلم أسلحتها للدولة. من جانبها عبّرت فرنسا عن قلقها تجاه الأزمة في لبنان محذرة من أن السُخط الاجتماعي يمكن أن يؤدي إلى تصاعد العنف، في الوقت الذي تسير فيه جهود النخبة الحاكمة في البلاد لمنع انهيار مالي وشيك بمساعدة صندوق النقد الدولي في الاتجاه العكسي.
وفي لبنان الذي اشتهر وسط بلدان الشرق الأوسط، بأنه سويسرا الشرق، أصبح الفقر الذي حل بالبلاد منذرا بعواقب وخيمة، وفق تقرير لـ"ميدل إيست أونلاين" يتبدى في صور مواطنين يستجدون في الشوارع أو ينبشون القمامة بحثا عن شيء يصلح للأكل أو يقايضون أثاث بيوتهم بالطعام.
ويتفق العديد من المسؤولين اللبنانيين الحاليين والسابقين والدبلوماسيين والمسؤولين الدوليين وخبراء الاقتصاد والمحللين أن المحادثات مع صندوق النقد لانتشال لبنان من أزمته الاقتصادية تشرف على الانهيار.
ووفقاً لتقرير حديث للأمم المتحدة، بحلول نهاية شهر إبريل الماضي، كان أكثر من نصف البلاد يكافح من أجل شراء المنتجات الأساسية حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 56%. وبسبب انتشار وباء كورونا، ارتفعت نسبة البطالة، وانخفضت قيمة الأجور، والأسعار لا تزال ترتفع،كما يستضيف لبنان حوالي 1.5 مليون لاجئ.
ووسط هذه الظروف البائسة، تستمر ميليشيا حزب الله الإرهابية على موقفها المعادي للدولة في لبنان، وترفض تسليم سلاحها ويرفض الإرهابي نصر الله إعطاء بعض المليارات لديه للدولة اللبنانية وقد سرقها منها من قبل لحلحلة الأزمة.