طفلٌ يتحدى المرض.. وترامب يمنحه شرف الحماية الرئاسية.. ما القصة؟
طفلٌ يتحدى المرض.. وترامب يمنحه شرف الحماية الرئاسية.. ما القصة؟

في لحظة استثنائية داخل قاعة مجلس النواب الأمريكي، وبين تصفيق الحاضرين، وجد الطفل دي.جيه دانيال نفسه أمام مفاجأة لم يكن يتوقعها، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يكتفِ بالإشادة بقصته، بل منحه تكريمًا فريدًا، بتعيينه "عميلًا فخريًا" في جهاز الخدمة السرية الأمريكي، ليحقق حلمه بأن يصبح رجل أمن.
*قصة صمود استثنائية*
كان دي.جيه مجرد طفل عادي يحلم بأن يرتدي زي الشرطة ويحمي الناس، لكن القدر كان له رأي آخر.
في عام 2018، تلقى وعائلته صدمة قاسية بتشخيص إصابته بسرطان الدماغ، مع توقعاتٍ طبية قاتمة بأنه لن يعيش لأكثر من خمسة أشهر.
إلا أن الصبي أثبت أن الإرادة قد تقلب كل المعادلات، فبعد معركة طويلة مع المرض، تعافى وواصل تحقيق أحلامه، حيث تم منحه لقب "ضابط فخري" في إدارات شرطة أمريكية عدة، تقديرًا لشجاعته.
في خطابه أمام الكونغرس، قال ترامب عن دي.جيه: "قدر الأطباء أن يعيش خمسة أشهر فقط.. ولكن مضت ست سنوات منذ ذلك الحين، واليوم هو بيننا، أقوى من أي وقت مضى"، وتابع قائلًا: "الليلة، سنمنحه أعظم شرف على الإطلاق".
وعند استدعائه لتسلم شارة الخدمة السرية من المدير الجديد للجهاز، شون كوران، بدت الدهشة على وجه دي.جيه، قبل أن يحتضنه والده وسط عاصفة من التصفيق.
جهاز الخدمة السرية الأمريكي: النشأة والمهام والتطورات
يُعد جهاز الخدمة السرية أحد أقدم وكالات إنفاذ القانون الفيدرالية في الولايات المتحدة، وقد تأسس في 14 أبريل 1865 بقرار من الرئيس أبراهام لينكولن، في اليوم نفسه الذي تعرض فيه للاغتيال.
وعلى الرغم من أن اغتياله لم يكن دافعًا مباشرًا لإنشاء الجهاز، فإن الهدف الرئيس آنذاك كان مكافحة التزوير، خاصة مع انتشار العملات المزيفة على نطاق واسع بعد الحرب الأهلية الأمريكية.
في البداية، عمل الجهاز كجزء من وزارة الخزانة الأمريكية، حيث ركز على ضبط العملات المزورة التي كانت تُهدد الاقتصاد الأمريكي. لكن مع مرور الوقت، توسعت مهامه ليشمل حماية الشخصيات البارزة في الدولة.
ولم يتم تكليفه رسميًا بمهام الحماية الرئاسية إلا بعد اغتيال الرئيس ويليام ماكينلي عام 1901، حيث أدركت السلطات الحاجة إلى تأمين حياة القادة الأمريكيين.
ويُذكر أن أول إشارة في السجلات الرسمية إلى الشارات الخاصة بعملاء الخدمة السرية تعود إلى عام 1869، في فترة رئاسة هيرام سي وايتلي للجهاز.
ومع تطور الأوضاع الأمنية، باتت الخدمة السرية تضم قوة قوامها 3200 عميل خاص، إضافة إلى 1300 ضابط بالزي الرسمي، يتولون حماية مواقع حساسة مثل البيت الأبيض، ووزارة الخزانة، والمقار الدبلوماسية الأجنبية في واشنطن.
ولا تقتصر مهام الجهاز على حماية الرئيس وعائلته، بل تشمل أيضًا نائب الرئيس، والرؤساء السابقين وأفراد عائلاتهم، والمرشحين الرئاسيين، وكبار الشخصيات الأجنبية خلال زياراتهم إلى الولايات المتحدة، فضلًا عن تأمين المسؤولين الأمريكيين أثناء تنفيذهم مهام خاصة بالخارج.
وبعد هجمات 11 سبتمبر 2001، توسعت صلاحيات الجهاز ليشرف على تأمين الفعاليات الكبرى التي قد تكون مستهدفة من قبل الإرهابيين، مثل بطولة السوبر بول في دوري كرة القدم الأمريكية، مما عزز من دوره في حماية الأمن القومي الأمريكي.