بعد 13 عامًا من النزاعات.. العرب يعقدون قمتهم بحضور الأسد بحثًا عن الاستقرار
يعقد العرب قمتهم بحضور الأسد بحثًا عن الاستقرار
تنعقد القمة العربية في جدة بالمملكة العربية السعودية، بحضور الرئيس السوري أول قمة لجامعة الدول العربية منذ 13 عاما غدًا الجمعة حيث يرفض الغرب إعادة العلاقات مع الرئيس السوري، وهو الأمر الذي رفضته الدول العربية لتعود متحدة مرة أخرى، حسبما ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية.
عودة عربية
وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن الرئيس السوري يعود مرة أخرى للوحدة العربية بعد جهود كبرى قادتها الإمارات والمملكة العربية السعودية، كما تحدت الإمارات الغرب بدعوة الأسد لحضور قمة المناخ "كوب 28"، في دبي في نوفمبر، والذي سيكون أول قمة عالمية له منذ بداية الأزمة في سوريا.
وتابعت أن الإمارات العربية المتحدة تستضيف الحدث والدعوة للأسد تطرح معضلة للسياسيين الغربيين مثل جون كيري وريشي سوناك، لتعكس الدولة العربية رغبتها الكبرى في حل الأزمات الإقليمية العربية وإحلال السلام في المنطقة عقب أكثر من عقد من النزاعات الأهلية في سوريا واليمن وليبيا.
وأضافت أن المملكة العربية السعودية أيدت عودة الأسد إلى الهيئة العربية المكونة من 22 دولة، لتعود الجامعة العربية بكامل هيئتها مرة أخرى.
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود: "علينا أن نبتكر طرقًا جديدة لمواجهة التحديات التي تواجه بلادنا". وستضغط القمة إلى حد كبير لإحراز تقدم في إنهاء الحروب في السودان واليمن.
من المقرر أن يصل القادة العرب، إلى مدينة جدة الساحلية السعودية لحضور ما توصف به القمة العربية رفيعة المستوى في تاريخها الحديث، ومن المتوقع أن يصل الأسد ، الذي أعيد إدخال بلاده إلى الدوري بعد غياب دام 12 عامًا، من دمشق في وقت متأخر من مساء الخميس أو في وقت مبكر من صباح الجمعة قبل إلقاء خطاب في القمة في فندق ريتز كارلتون في جدة.
وأكدت الرئاسة السورية على تويتر بعد ظهر الخميس أن الأسد سيتوجه إلى جدة للمشاركة في القمة يوم الجمعة.
وبحسب صحيفة "ذا ناشونال" الدولية، فإنه في جميع أنحاء جدة ، زينت أعلام الدول الأعضاء الـ 22 التي تشكل جامعة الدول العربية الطرق الرئيسية، وقبل وصول كبار القادة العرب يوم الخميس، كان من الممكن رؤية المزيد من الإجراءات الأمنية في جميع أنحاء المدينة ، وخاصة على الطرق المؤدية إلى فندق ريتز كارلتون، حيث ستعقد القمة بعد ظهر الجمعة، وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أول من وصل إلى جدة قبل القمة، ومن بين الزعماء الآخرين الذين وصلوا يوم الخميس رئيس الوزراء اللبناني المؤقت نجيب ميقاتي والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
أعلنت سلطات جدة إغلاق طريق الملك عبد العزيز، الذي يؤدي من مطار الملك عبد العزيز الدولي إلى فندق الريتز كارلتون ، لمدة 12 ساعة من الساعة 10 صباحًا كل يوم يومي الخميس والجمعة وسط احتياطات أمنية مع وصول رؤساء الدول للقمة.
وعقب افتتاح كلمات الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ووزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، عقدت جلسة مغلقة بين الوفود، واستغرقت أقل من 30 دقيقة حيث تم التوصل إلى توافق في الآراء بشأن جميع النقاط الخاصة بمسودة خطة العمل العربية لعام 2023 ، والتي سيتم المصادقة عليها يوم الجمعة.
وقال حسام زكي مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية عقب اجتماع يوم الجمعة إنه تمت الموافقة على جميع مشاريع القرارات التي ستعرض على القمة، ومن أبرز المشاريع التي تم اتخاذ قرارات بشأنها تطورات الأوضاع في السودان وعدة قرارات بشأن القضية الفلسطينية كما جرت العادة للتعامل مع الوضع الراهن المؤسف.
التركيز على سوريا
وأفادت الصحيفة، أنه بالرغم من التعديلات الأخيرة في السياسة الخارجية في المنطقة فإن قمة الجمعة ستركز بلا شك على الملف السوري.
وأكد مصدر بوزارة الخارجية السعودية أن الفريق عبد الفتاح البرهان لن يحضر القمة يوم الجمعة لكنه سيرسل ممثلا عنه، كما أن استعداد الرياض لإعادة سوريا إلى الجامعة العربية، ورأب الصدع بين المملكة وإيران وتحقيق السلام في اليمن ، كلها جزء من الجهود المبذولة لزيادة الأمن والاستقرار الإقليميين.
وقال المحلل السياسي السعودي محمد السعد "ما نشهده في هذه الجامعة العربية هو حرص المملكة العربية السعودية على إعادة تقويم السياسات بعد أكثر من عقد مما أسفرت عنه أجندة الوضع الراهن فيما يتعلق بالصراعات وعدم الاستقرار".