بعد فشل المفاوضات.. هل يستمر الفراغ الرئاسي في لبنان لفترة أطول؟
فشلت المفاوضات في لبنان
يبدو أن الفراغ الرئاسي في لبنان سيستمر عدة أشهر في ظل عدم وجود آفاق لحل محلي أو انفراج في ملفات إقليمية معقدة ستؤثر سلباً على البلاد، وما زاد الأمر سوءًا قرب انهيار المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، وهو نذير بأن الأزمة في لبنان ستصبح مرتبطة بالتطورات الدولية.
تعقد الأزمة
وكالة الأنباء الفرنسية، أكدت أن لبنان أجرى بالفعل عشر جلسات انتخابية رئاسية في البرلمان لكن لم يتصدر أي مرشح. جرت اتصالات مكثفة بين القوى السياسية المحلية للتوصل إلى انفراجة لكنها جاءت فارغة، وقال النائب مروان حمادة عن التجمع الديمقراطي: إن الظروف الداخلية والخارجية لانتخاب رئيس "لم تنضج بعد"، وأضاف أن ما يسمى بوثيقة المبادئ الرئاسية التي يروج لها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ليست أكثر من محاولة لإطالة قبضة العونيين على السلطة، في إشارة إلى الرئيس الأسبق ميشال عون ووالد باسيل في القانون.
وأضافت الوكالة الفرنسية: أن باسيل يأمل في الحفاظ على الامتيازات التي حصل عليها من المؤسسات الدستورية والقضائية والعسكرية في عهد عون، علاوة على ذلك، فإن خوض العديد من المرشحين ليس مؤشرًا على اقتراب حدوث انفراجة، فاللقاءات المختلفة بين القوى السياسية، وآخرها اللقاء بين باسيل وزعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، لن تؤدي إلى انفراج، لذلك يجب حل العديد من الخلافات العالقة، مثل موقف حزب الله وعلاقاته بالمجتمع اللبناني وعلاقة التيار الوطني الحر مع القوى السياسية الأخرى.
وقف النفوذ الإيراني
وبحسب الوكالة الفرنسية، فإن هناك العديد من الأسئلة الملحة التي تحتاج إلى إجابة من قبل المرشحين، كما ذهب ليقول. ما هو موقفهم من الإستراتيجية الدفاعية التي تمنع لبنان من الانزلاق مرة أخرى نحو الحرب الأهلية؟ هل يستطيع الرئيس الجديد إقناع حزب الله بالانضمام إلى المؤسسات الشرعية من خلال العمل السياسي والبرلماني والاجتماعي؟، هل حزب الله جاد في وقف انتهاكاته ضد الدولة وبالمقابل كل الفئات اللبنانية؟، وقال حمادة "هذا مستحيل طالما أن قرارات حزب الله تتخذ من قبل طهران"، وأضاف حمادة أنه إذا لم يغير حزب الله منهجه، فسيستخدم الحزب دائمًا قوته المتفوقة لانتخاب رئيس من اختياره وفرض رئيس وزراء وحكومة تتوافق مع آرائه، وحذر النائب من أن حلفاء حزب الله سيحتفظون بالقوة الثالثة المعطلة في الحكومة، وبالتالي فإن الشلل في مؤسسات الدولة والقضاء سيستمر.
وأكدت الوكالة، أن لبنان يجب ألا يعتمد على الجهود الدولية، لاسيما تلك التي يقودها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، للمساعدة في إنهاء المأزق، فإذا أرادت القوى الكبرى فرض حل في لبنان، فيمكنها فعل ذلك من خلال إيصال رسائل حازمة لإيران وإجبارها على تغيير سلوكها، فالقوى الدولية قد تزيد من عزلة إيران الدولية أو يشددون العقوبات عليها ويجبرونها على وقف هجماتها على المنطقة.