مقاطعة اقتصادية.. كيف أثرت الحرب في غزة على التعاون التركي الإسرائيلي؟
أثرت الحرب في غزة على التعاون التركي الإسرائيلي
الصراع في قطاع غزة، أصبح ممتدا بين جوانب كثيرة، ومعاناة إسرائيل أصبحت تؤثر عليها عالمياً في ظل رفض الشعوب الغربية لما يحدث داخل قطاع غزة من عمليات قتل للمدنيين، ومؤخراً أصبح هناك صراع سياسي بين تركيا وإسرائيل على خلفية الحرب.
وبدأت تركيا في مواجهة إسرائيل بتصريحات دبلوماسية واستدعاء السفير لمواجهته بجرائم بلاده داخل قطاع غزة، وأيضاً تصريحات أردوغان التي رفضها المسؤولون في إسرائيل.
حملات مقاطعة
وفي تركيا التي تشهد بشكل كبير تظاهرات ضد ما يحدث في قطاع غزة، أطلقت بلديات وهيئات تركية حملة شعبية لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية أو المنتجات التي يتهمونها بدعم إسرائيل في حربها على قطاع غزة منذ شهر والتي سقط فيها أكثر من عشرة آلاف قتيل وعشرات آلاف الجرحى.
حملات المقاطعة، جاءت إثر تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التي أعرب خلالها عن تضامنه مع غزة، معتبرا حماس جماعة مقاومة وتمتلك الحق في الدفاع عن الشعب الفلسطيني ضد قوى الاحتلال الإسرائيلي.
وتضمنت حملات المقاطعة العديد من المنتجات والعلامات التجارية الإسرائيلية والداعمة لها من عصائر وألبان ومنظفات والقهوة والشاي والحلوى والمثلجات والفواكه والخضراوات والمشروبات الكحولية والغازية.
انخفاض التجارة بين البلدين بنسبة 50%
المقاطعة بين تركيا وإسرائيل توسعت بشكل كبير وأدت إلى التأثير على حجم التجارة بينهما، حيث صرح وزير التجارة التركي عمر بولات، أن التجارة مع إسرائيل انخفضت بنسبة 50% منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر.
وكانت تركيا واحدة من أكثر الدول التي تستورد منها إسرائيل، حيث احتلت المرتبة الخامسة بعد الصين والولايات المتحدة وسويسرا وألمانيا، ووصلت أرقام الواردات من تركيا التي تحقق نموا مضاعفا سنويا منذ عام 2019، إلى 7 مليارات دولار في عام 2022.
ويقول الباحث الاقتصادي علي الإدريسي: إن إسرائيل بسبب حرب غزة تعاني بشدة اقتصادياً خاصة مع مقاطعات عربية وتركيا وأيضاً لدى بعض الشعوب الغربية للمنتجات التي تدعم وتنتج في إسرائيل، وكذلك مع بداية الحرب واستدعاء الجنود الاحتياط؛ ما أثر على العمالة في إسرائيل.
وأضاف الإدريسي، في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، أن المقاطعة تأتي ضمن حملات شعبية تعبر عن غضبها تجاه ما تقوم به القوات الإسرائيلية في قطاع غزة، من قصف المدنيين وقتل الأطفال، وبالتالي فالشعوب تحاول المشاركة بشكل ما وكانت عن طريق المقاطعة، ولكن إسرائيل تلقى دعماً في نفس الوقت من الولايات المتحدة التي أكدت مراراً دعم إسرائيل، كما أن التبادل التجاري لن يؤثر على إسرائيل في أيام معدودة فقط.