محللون يكشفون إلى أين ستتجه الأزمة الليبية.. وهل سيتم التوافق على وحدة البلاد؟
كشف محللون إلى أين ستتجه الأزمة الليبية
لا تزال الساحة الليبية تشهد حالة من الاضطرابات العديدة وتصعيد جديد وفي ظل أزمة سياسية تعيشها البلاد، حيث اعتبر رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، الاتفاق السياسي بين الأفرقاء السياسيين "قد يكون عفا عليه الزمن".
حكومة الدبيبة
كما أكد رئيس أنه لا يمكن للمجلس الرئاسي أن "يلمح ويهدد" بوضع قاعدة دستورية، ودعا خلال جلسة للبرلمان عقدت في بنغازي، من أجل تعيين رئيس للمحكمة العليا، الرئاسي للاطلاع على اختصاصاته جيداً، متهماً إياه بالانحياز إلى حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة على الرغم من ادعائه أنه على مسافة واحدة من جميع الأطراف، وأقر البرلمان تعيين المستشار عبد الله أبو رزيزة رئيسًا للمحكمة العليا.
نفق مظلم
يقول الدكتور محمد الأسمر ، الباحث والمحلل الليبي، إن الأزمة الليبية تدخل الآن في نفق مظلم نتيجة لتعقد المشهد السياسي والأمني في ليبيا خلال الأشهر الماضية، وانسداد المسار التفاوضي بين مجلسي النواب والدولة بشأن القواعد الدستورية المنظمة للانتخابات العامة، خصوصاً الرئاسية، وخاصة بعد أن عاد المجلس الرئاسي للتلويح بالتدخل لحل هذه المعضلة المزمنة، بإنتاج قاعدة دستورية من طرفه، للمرة الثانية في ظرف شهرين، ما قُوبل برفض شديد من أطراف عدة، خصوصاً مجلس النواب الذي عد هذا الأمر تعدياً على اختصاصه التشريعي.
وأضاف المحلل الليبي في تصريح لـ"العرب مباشر" أن الأزمة تتصاعد في ظل ارتباك المشهد الليبي في الوقت الحالي وخاصة مع وجود تحولات وتصعيد بين الأطراف الليبي والمؤسسات على القواعد الدستورية المنظمة للانتخابات، لافتا أن الحلول دخلت إلى عدم الحلول في تلك الفترة التي تحتاج فيها ليبيا إلى حلول سريعة لإنقاذها من تلك الأزمة القائمة.
خُطوة لإرباك المشهد
كما صرح المحلل السياسي الليبي خالد الترجمان أن هناك أطرافاً تحاول دفع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي إلى إرباك المشهد السياسي في ليبيا عبر تحرك ما باتجاه القاعدة الدستورية.
وأضاف المحلل السياسي الليبي في تصريح لـ"العرب مباشر" أن المجلس الرئاسي يبحث عن دور في المرحلة الحالية، لذلك يتدخل في مسائل تتجاوز صلاحياته، وهو تحت سيطرة الميليشيات العاصمية، لافتا أن الأزمة الليبية تزداد صعوبة وخاصة في ظل ما تشهد الساحة من تعنت واضح وعدم الاتفاق على رؤية واحدة من أجل إصلاح المشهد السياسي وخاصة في ظل تواجد الميليشيا المسلحة على أرض طرابلس وتهديد استقرار الدولة.
صراعات مستمرة
يقول الكاتب الصحفي المصري جمال الكشكي: إن الصراع التاريخي على ليبيا، ترك بصمات وندبات، يصعب التخلص منها بسهولة، الذين صاغوا قواعد الفوضى والتخريب، لا يزالون يراهنون على استكمال هذه المشاهد، دخول ما يسمى بـالربيع العربي إلى بلاد عمر المختار، صنع فريقاً سياسياً، يرفض الإقلاع.
وتابع الكاتب الصحفي المصري أن هناك تفاصيل مؤلمة، سياسياً، واجتماعياً، واقتصادياً، وأمنياً تسيطر على الأوضاع في ليبيا ، وبعد الحديث عن إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية، سرعان ما سيطرت الغيوم السياسية على المشهد الليبي من جديد، وأصبحنا أمام إعادة لسيناريوهات، تكررت منذ ما يسمى بـالربيع العربي. حتى الآن، والتي تمثلت في العودة مرة أخرى إلى قاموس البنادق، وتفشي ظاهرة الميليشيات والمرتزقة، واستعراض القوة، ونشر الفوضى، بهدف السيطرة على شوارع العاصمة طرابلس، فليس خافياً على أحد الاشتباكات التي حدثت في الغرب الليبي، وراح ضحيتها عشرات الليبيين، وتعطلت جرّاءها العديد من المؤسسات الليبية، الأمر الذي هزّ ثقة المواطن الليبي في إمكانية الوصول إلى مرحلة استعادة الدولة، والنهوض بمؤسساتها، بما يحقق عودة الخدمات الضرورية للمواطن الليبي، الذي طال حصاره بالأزمات طوال عقد مضى.
ولفت أن الواقع يشير إلى أن هناك مصالح للأطراف المتصارعة، التي تخشى من أن حالة الاستقرار لا تصبّ في مصلحتها، فعلى سبيل المثال، نجد أن بقاء الميليشيات والمرتزقة، يرتبط ارتباطاً وثيقاً بإطالة أمد الفوضى والتخريب، وأن قطع أي مسافات في طريق الاستقرار، لا يتناسب مع أهدافهم، فضلاً عن وجود بعض القوى والأطراف الخارجية، التي ترى أن بقاء مصالحها في ليبيا، لا ينفصل عن حالة السيولة السياسية والفوضى الأمنية، التي تعاني منها المدن الغربية الليبية، ومن ثَم نجد تفسيراً لمقاومة تشكيل حكومة واحدة قوية، وبرلمان ورئيس منتخب.