مَن هو "بيرقدار" صهر أردوغان الجديد المنضم للحكومة التركية؟

مَن هو
"بيرقدار" صهر أردوغان

رغم الأزمات والجائحة الطاحنة بالبلاد والانهيار الاقتصادي الشديد، وثبوت فشله في إدارة البلاد واختيار الأشخاص المعينين، إلا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مازال منتهجا لسياساته ذاتها، وهي تمكين المقربين وعائلته من مفاصل الدولة، حتى باتت الحكومة التركية قريبة من حمل لقب "أسرة أردوغان".


بعد الفشل الذريع الذي حققه "بيرات ألبيرق"، صهر أردوغان، في منصبه كوزير للخزانة والمالية التركية، يتجه الرئيس التركي لتعيين صهره الثاني "سلجوق بيرقدار"، وزيرا في التعديل الوزاري المنتظر، بعد السيطرة العالمية على فيروس "كورونا" المستجد "كوفيد 19".


مجموعة "البجع"


تشهد تركيا حالياً حالة ضخمة من الجدل والأزمة السياسية، منذ محاولة استقالة وزير الداخلية "سليمان صويلو"، الأسبوع الماضي، وما أعقبها من حالة توتر عامة، ثم الصراع الحالي في حزب العدالة والتنمية الحاكم بين جناح بيرات ألبيرق المدعوم من مجموعة "البجع"، وصويلو المدعوم من التيار القومي، وتيار ثالث يتبع وزير العدل عبد الحميد غل.


وقالت صحيفة "يني تشاغ" التركية، نقلاً عن مصادر مطلعة، إن مجموعة "البجع" تضغط من أجل تولي سلجوق بيرقدار، زوج ابنة أردوغان الثانية سمية، وزارة الصناعة والتكنولوجيا، بدلاً عن الوزير الحالي مصطفى فارانك، الذي لا يحظى بتأييدهم، ولكنه مقرب من أردوغان.


وتابعت المصادر أن تلك الاتجاهات في العدالة والتنمية بدأت مع رفض أردوغان استقالة سليمان صويلو، جراء قرار حظر التجول المفاجئ الذي تسبب في حالة من الفوضى في الشوارع، مشيرة إلى أنه توجد احتمالات أن يتولى وزير الداخلية حقيبة جديدة في التعديل المنتظر.


وشددت على أن مجموعة "البجع" تتمتع بقوة كبيرة داخل النظام الحاكم، لذلك تسعى للتدخل في اختيارات الحكومة الجديدة، ونبذ عبدالحميد غل، ومصطفى فارانك، وسليمان صويلو.

من هو صهر أردوغان الثاني


"سلجوق أوزديمير بيرقدار"، ولد في 7 أكتوبر 1979، بمدينة اسطنبول، حيث نشأ في أسرة تتبع تيار القومية المحافظة، ووالده هو رجل الأعمال أوزدمير بيرقدار صاحب شركة بيرقدار التقنية المتخصصة بتصنيع المركبات الجوية من دون طيار وتطوير خوارزميات الملاحة الجوية وتطوير برامج المركبات.


درس "سلجوق" في مدرسة روبرت الأميركية باسطنبول، ثم حصل على شهادة الهندسة الكهربائية من جامعة اسطنبول التقنية، والماجستير من جامعة بنسلفانيا الأميركية، وماجستير آخر من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، قبل أن يعود إلى بلاده في 2007، ليترأس الفريق المسؤول عن تصميم الطائرة من دون طيار، وأسس نظام طائرات "بيرقدار"، ثم تزوج من سمية رجب أردوغان.

دعم إعلامي


وفي الآونة الأخيرة، كثفت وسائل الإعلام الموالية لأردوغان من تناول أخبار سلجوق، وإبراز تصنيعه لأجهزة طبية لمواجهة أزمة كورونا، كتمهيد لدخوله بسلاسة إلى الحكومة، حيث إنه ليس عضوا بالحزب الحاكم في البرلمان، بينما يدرس أردوغان وفريقه كل السبل لتجنب الجدل والهجوم بسبب إضافة صهره الثاني إلى الوزارة.


ويعتبر الصهر الثاني مثيراً للجدل بتركيا، لاسيما بعد التقرير الذي كشفت فيه صحيفة "بيرجون" المحلية مسبقا أن وزير الدفاع السابق، فكري إيشيك، وافق على تحويل 36 مليونا و77 ألف دولار إلى شركة "بيرقدار" التقنية لشراء 6 طائرات مسيرة، وهو ما أشعل الغضب ببين المعارضة حينها، لدرجة وصلت إلى مطالبة الحكومة بإغلاق الصحيفة.