القمة العربية: إجماع على رفض التهجير ودعم حل الدولتين

القمة العربية: إجماع على رفض التهجير ودعم حل الدولتين

القمة العربية: إجماع على رفض التهجير ودعم حل الدولتين
جامعة الدول العربية

وسط تصاعد التوتر في قطاع غزة واستمرار الأوضاع الإنسانية المتدهورة، طرحت مصر رؤيتها لمستقبل القطاع خلال القمة العربية الطارئة في القاهرة. تهدف المبادرة المصرية إلى الحفاظ على الفلسطينيين داخل أراضيهم، وتهيئة الظروف لإعادة إعمار غزة، بالتوازي مع تعزيز قدرات مؤسساته الأمنية. 

وتأتي هذه الجهود وسط تأييد دولي واسع، حيث رحبت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بمقترح القاهرة، مؤكدين أهمية حل الدولتين كأساس للاستقرار في المنطقة.

 في المقابل، تتزايد المخاوف من مقترحات أمريكية مثيرة للجدل بشأن إدارة القطاع، مما يعزز أهمية التحركات العربية لفرض رؤية تضمن حقوق الفلسطينيين وتحفظ وحدة أراضيهم.

*الخطة المصرية*


الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أكد أن المبادرة المصرية تهدف إلى الحفاظ على الفلسطينيين داخل أراضيهم، مع دعم إعادة إعمار القطاع وتعزيز قدرات مؤسساته الأمنية، وأشار السيسي إلى أن القاهرة تعكف على تدريب كوادر أمنية فلسطينية للمساهمة في إدارة قطاع غزة، مشددًا على ضرورة تبني الدول العربية لهذه الرؤية لضمان تحقيق الاستقرار في المنطقة.

وأوضح الرئيس المصري، أن مصر ستنظم مؤتمرًا دوليًا الشهر المقبل لحشد الدعم اللازم لإعادة إعمار غزة، مشددًا على أهمية التوافق الدولي لإنجاح هذا المسار.

كما عبّر عن قناعته بأن أي جهود لتحقيق السلام يجب أن تستند إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، باعتبار ذلك حجر الأساس لأي حل عادل ودائم.

مواقف دولية داعمة لمبادرة مصر


في السياق ذاته، أيد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش المبادرة المصرية، مؤكدًا استعداد الأمم المتحدة للتعاون الكامل في جهود إعادة إعمار القطاع، مشيرًا أن المنظمة الدولية ترى في هذه المبادرة خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقرار في المنطقة. 

وأضاف: "يجب أن تبقى غزة جزءًا من الدولة الفلسطينية، ونرفض أي إجراءات تغير الواقع الديمغرافي فيها أو تسعى لإعادة رسم خريطتها السكانية". 

كما شدد غوتيريش على ضرورة حشد الجهود الدولية لضمان تنفيذ المبادرة بشكل فعّال، داعيًا الدول الكبرى إلى دعم مسار الإعمار سياسيًا واقتصاديًا.

بدوره، أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أن دعم السلطة الفلسطينية أمر جوهري لضمان استقرار الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، مشددًا على أن تمكين الفلسطينيين من إدارة شؤونهم هو الضامن الوحيد لنجاح أي مبادرة للسلام.

وأكد رفضه المطلق لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، محذرًا من أن مثل هذه الخطوات قد تشعل موجات جديدة من التوتر والعنف في المنطقة. 

وأشار أن الأردن سيواصل التنسيق مع الأطراف الدولية لضمان تنفيذ أي خطة تستند إلى قرارات الشرعية الدولية.

من جانبه، أكد رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، التزام الاتحاد الأوروبي بحل الدولتين، معتبرًا أنه الحل الوحيد القادر على تحقيق السلام والاستقرار المستدام في المنطقة. وحذر كوستا من أي تغييرات ديمغرافية قسرية في غزة، معتبرًا أن أي محاولات من هذا النوع تتعارض مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، كما شدد على أن الاتحاد الأوروبي مستعد للمساهمة في جهود إعادة الإعمار، لكنه يشترط أن تتم العملية ضمن إطار يضمن بقاء الفلسطينيين في أراضيهم ويمهد لإقامة دولتهم المستقلة.

*السلطة الفلسطينية تعلن استعدادها لإجراء انتخابات*


وفي خطوة لافتة، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس استعداد السلطة الوطنية الفلسطينية لإجراء انتخابات عامة ورئاسية تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة، مشيرًا إلى ضرورة ضمان ظروف سياسية وأمنية مواتية لإنجاح هذه العملية. 

كما طالب بدعم دولي لخطة إعادة إعمار القطاع، محذرًا من استمرار الانتهاكات الإسرائيلية في الضفة الغربية.

أما الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، فأكد أن إعادة إعمار غزة "ممكن وضروري" طالما ظل الفلسطينيون في أراضيهم، مشددًا على أن الجهود العربية ستتركز على وقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيل من القطاع.

*النقاشات تدور وسط مقترحات أمريكية مثيرة للجدل*


تأتي هذه التحركات في ظل نقاشات حول مقترح أمريكي لإدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، يتضمن إمكانية إعادة توطين سكان القطاع في دول مجاورة، وهو ما قوبل برفض عربي ودولي واسع، وتؤكد مصر والدول العربية أن أي مقترح لحل الأزمة يجب أن يضمن الحفاظ على وحدة الأراضي الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.