كواليس محاولات إسقاط النظام في إيران.. الغرب منقسم والخطة غائبة

كواليس محاولات إسقاط النظام في إيران.. الغرب منقسم والخطة غائبة

كواليس محاولات إسقاط النظام في إيران.. الغرب منقسم والخطة غائبة
قصف إيران

كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية، عن الانقسامات الكبرى داخل أوروبا بشكل لافت في قمة مجموعة السبع المنعقدة في كندا، حول مدى جدوى السعي إلى تغيير النظام الحاكم في إيران.
وحذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من إسقاط حكومة قائمة من دون تصور واضح لما قد يحدث بعدها، مشددًا على أنه لا يكن تعاطفًا مع الحكومة الإيرانية، لكنه يؤمن بأن اختيار من يحكم إيران يجب أن يكون بيد الشعب الإيراني وحده. 


وأوضح أن السعي إلى تغيير النظام من خلال الوسائل العسكرية سيقود حتمًا إلى الفوضى، متسائلًا ما إذا كان أحد يعتقد أن ما جرى في العراق عام 2003 أو في ليبيا عام 2011 كان قرارًا حكيمًا.
وفي المقابل، أبدى المستشار الألماني فريدريش ميرتس موقفًا أكثر حدة، واصفًا النظام الإيراني بأنه إرهابي داخليًا وخارجيًا، معتبرًا أنه سيكون من الأفضل لو انتهى هذا النظام. 


وأقر ميرتس بأن تغييرات النظام السابقة لم تفض دومًا إلى النتائج المرجوة، لكنه أشار إلى ما اعتبره مثالًا إيجابيًا في سوريا، حيث زعم أن سقوط نظام الأسد أدى إلى ظهور حكومة جديدة تسعى إلى إحلال السلام، متجاهلًا سنوات الحرب الأهلية الدامية التي سبقت هذا التحول.

تحذيرات من تكرار أخطاء العراق


وأعادت هذه التصريحات إلى الأذهان تحذيرات الخبراء من أن إسقاط نظام استبدادي مستقر قد يؤدي إلى إطلاق قوى كامنة لا يمكن التنبؤ بتصرفاتها. 


ففي حالة العراق مثلًا، وُضعت خطط لمرحلة ما بعد الحرب داخل وزارة الخارجية الأمريكية ومكتب الخارجية البريطاني، لكنها سُحبت لاحقًا وأُوكلت إلى البنتاغون، وهو ما ساهم في الانهيار المؤسسي الشامل الذي أعقب الغزو.


وفي حالة إيران، لم تُوضع أي خطط غربية جادة لما بعد انهيار محتمل للنظام، رغم تعقيد التركيبة السكانية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد، والتي تضم أعراقًا وطوائف متعددة، بينما يشكل الفرس فقط نحو 50% من السكان، في حين يمثل الأذريون والتركمان والبلاش والأكراد والعرب والأرمن والأشوريون واليهود بقية النسيج السكاني.

مخاوف من تفكك إيران


مع احتمال حدوث انهيار داخلي، قد تجد دول مثل أذربيجان أو جماعات كردية مسلحة فرصة لاقتطاع مناطق من إيران على أسس عرقية. وقد دعت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية صراحة إلى اعتماد فيدرالية لإيران كهدف سياسي، معتبرة أن إصلاح النظام من داخله أمر مستحيل.


وأكدت الصحيفة البريطانية، أنه لا يوجد في الداخل الإيراني حاليًا أي بديل منظم أو جاهز لتولي السلطة. فالأحزاب السياسية محظورة، والعديد من الشخصيات البارزة تقبع في السجون أو في المنافي أو تحت الإقامة الجبرية، أو تعمل في الهامش كمحامين أو فنانين أو نقابيين. أما الانتفاضات السابقة، فقد تم قمعها بلا رحمة.

هل يعود رضا بهلوي؟


وأشارت الصحيفة إلى أنه من أبرز الشخصيات التي تطرح نفسها كبديل هو رضا بهلوي، نجل شاه إيران المخلوع، الذي يعيش في المنفى. 


وتحدث رضا مؤخرًا بثقة عن اقتراب سقوط النظام، مؤكدًا وجود اتصالات من مسؤولين داخليين يبحثون عن مخرج، واصفًا المرشد الإيراني بأنه يختبئ في قبو كالفأر. وطرح بهلوي نفسه كقائد انتقالي لديه خطة لإيران، لكن ارتباطه العلني بالحكومة الإسرائيلية وتصريحاته المفرحة في خضم سقوط ضحايا مدنيين جراء الغارات الإسرائيلية أثارت انتقادات حادة.


وقالت الناشطة الحقوقية المعتقلة نسرين سوتوده إن الدفاع عن أرض إيران لا يعني الدفاع عن أخطاء حكامها، لكنها رفضت التماهي مع الطروحات التي تحتفي بالحرب الخارجية على إيران.
تسري شائعات في الأوساط السياسية الإيرانية عن إمكانية تشكيل حكومة طوارئ تضم الرئيس الأسبق حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف، وربما رئيس البرلمان الأسبق علي لاريجاني. 


كما يُنظر إلى الإفراج عن الرئيس الأسبق مير حسين موسوي وزوجته زهرا رهنورد، الخاضعين للإقامة الجبرية منذ عام 2011، كإشارة محتملة على تغير في موازين القوى.


وهاجمت رهنورد ما وصفته بيد نتنياهو الإجرامية، لكنها في الوقت ذاته وجهت تحذيرًا للنظام الإيراني من إطالة أمد الحرب بما يؤدي إلى تدمير البلاد.